&
حذر مدير عام منظمة الأغذية والزراعة الدولية "فاو" جاك ضيوف اليوم من ان تؤدي عولمة التجارة إلى عولمة الأوبئة الخطيرة مثل مرض الحمي القلاعية مشددا علي ضرورة وضع خطة عمل عالمية لاحتواء المرض ومكافحته تدريجيا من مصادره في الدول النامية.
وقال ضيوف في افتتاح الاجتماع الوزاري حول مرض الحمي القلاعية الذي يعقد على هامش المؤتمر العام لمنظمة "فاو" الـ31 انه من الممكن تقليل خطر مثل هذا المرض المفزع عن طريق إنشاء نظام عالمي للإعلام والإنذار المبكر للأمراض الحيوانية العابرة للحدود والذي يأخذ بعين الاعتبار التقارير الرسمية للمكتب الدولي للأمراض الوبائية وبحوث الأمراض والدراسات الوبائية والمختبرية.
واضاف انه مع تزايد العولمة فان هناك احتمالات لانتشار مختلف أنواع مرض الحمي القلاعية بصورة اكبر من موطنها الأصلي للدول النامية ما لم يتم اتخاذ إجراءات فعالة للسيطرة علي المرض في المناطق التي يتوطن فيها.
واوضح ان التصدي لمرض الحمي القلاعية يعود بالفائدة على الدول الصناعية حيث يقلل دعم الدول النامية في معركتها مع الأمراض التي تنتقل للحيوانات عبر الحدود من خطر تفشي وباء الحمي القلاعية في الدول المتقدمة.
ودعا ضيوف إلى مساعدة الدول النامية عن طريق توجيه أبحاثها والسيطرة على الأمراض التي تنتقل إلى الحيوانات عبر الحدود وتشجيع التجارة الآمنة للحيوانات والمنتجات الحيوانية وتعزيز وتدعيم الخدمات البيطرية في تلك الدول.
وذكر المؤتمر الوزاري حول مرض الحمي القلاعية ان المرض ينتشر عن طريق تجارة الماشية والمنتجات الحيوانية سواء بصفة قانونية أو غير قانونية حيث ان 7 من اصل 11 موجة من الموجات الرئيسية لتفشي المرض والتي وقعت في أوروبا في الفترة بين 1991 و1999 من المرجح ان تكون قد حدثت بسبب الاستيراد غير القانوني للماشية والمنتجات الحيوانية.
وقال ان احدث موجة للوباء في بريطانيا خاصة ذلك النوع الشرس الذي يعرف باسم (بان اشيان) قد وقعت بسبب تغذية الخنازير بالفضلات الملوثة الأمر الذي أدى إلى انتشار الفيروس من بريطانيا إلى ايرلندا وهولندا عن طريق تجارة الحيوانات حيث تم التخلص من حوالي أربعة ملايين رأس من الحيوانات في أوروبا العام 2001 بهدف استئصال الوباء.
يذكر ان نوع مرض الحمي القلاعية (بان اشيان) انتشر بصورة كبيرة في كل أنحاء العالم خلال السنوات العشر الأخيرة حيث تم العثور عليه في جنوب آسيا العام 1990 ثم انتشر في ماليزيا والصين واليابان واتحاد جمهوريات روسيا ومنغوليا بالرغم من ان بعض هذه الدول كانت خالية من وباء الحمي القلاعية لعدة عقود.
وتحرك المرض غربا إلى الشرق الأوسط العام 1994 ثم إلى تركيا واليونان وبلغاريا العام 1996 حيث توقف هناك ثم انتشر في بريطانيا مباشرة بعد وصوله إلى جنوب أفريقيا العام 2000.
(وكالة الأنباء الكويتية - موقع منظمة "فاو")