&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&& حازم صاغية
الذين قالوا: انها حرب أهلية علي نطاق عالمي، لم يخطئوا. وهذا ليس من علامات صراع الحضارات ، بل من علامات درجة التداخل بين الحضارات والشعوب، وتعرّضها جميعاً لامتحان الحداثة علي نطاق كوني: تماماً كما في الحروب الأهلية علي نطاق وطني.
ومن سمات الحرب الأهلية الكونية، تردي حال الأجانب ، العرب والمسلمين، في الغرب : الاجراءات الأمنية وتوقيف اكثر من 0011. تعقيدات الحصول علي فيزا. جعل اللجوء أصعب وأضني. قانون مكافحة الارهاب. تقبّل مبدأ التعذيب للحصول علي معلومات عند بعض الليبراليين. وضع الإعلام الأميركي وامتثاله. اعادة صوغ الأف. بي. آي والسي. آي. أي. التوجهات المماثلة في بريطانيا. إعداد قانون في ألمانيا يكون أكثر تشدداً حيال الهجرة والأمن، علماً بأن المعارضة المسيحية الديموقراطية تعتبره أشد تساهلاً!
وفي الجهة المقابلة: هناك مخاوف الأقليات و الأجانب الغربيين في الشرق : حادثتا قتل في الخليج ومجرزة في كنيسة باكستانية.
الآخر ، ابان الحرب الاهلية، يصير رهينة. تميل كل جماعة الي اخضاع أو تخويف أو تهجير الجماعة الأخري التي تقيم بينها. هذا نراه، الي حد ما، عالمياً. والحرب الأهلية تقوم علي رفض السياسة وقصف الكل أو ذبحه علي الهوية . فهي، بالتالي، تكتّل بدل أن تفكك. وتجعل الجماعة تلتحم داخلياً، رغم تناقضات كثيرة في هذا الداخل. مبدأ الحرب الأهلية هو: لا نريد أن نكسب أحداً منهم. نريدهم أن يتكتلوا ضدنا كي نتكتل نحن. كي نتأكد من هويتنا. هكذا تطغي ثقافة القطيعة في الجانبين: صراع الحضارات. حرب الغرب علي الاسلام. حرب الاسلام علي الغرب. الموت لأميركا الخ.
المثقف وغير المثقف. الليبرالي وغير الليبرالي. المعتدل والمتطرف. الجميع، ما خلا أقلية ضئيلة، يتحرك علي ايقاع المشاعر والمخاوف. لا املاءات العقل. والحرب، في الحروب الأهلية، مديدة. وهذه الحرب مديدة، كما يقول طرفاها كلٌ بلغته وطريقته.
والي ذلك، فالحروب الأهلية حروب عدة. وهذا التعدد ناجم، جزئياً، عن تعدد الدول والاطراف المتدخلة في مسرح فراغ الدولة الذي يملأه القتال. والباب دوماً مفتوح لمقاتلين لا يطلبون اذناً: في الحرب الاهلية العالمية الراهنة هناك ما لا يُحصي من الدول والأطراف المعنية بصورة مباشرة: أميركا. أفغانستان. تحالف الشمال. باكستان. بريطانيا. روسيا. بلدان آسيا الوسطي. ايران. تركيا. بعض البلدان العربية...
وفي الحروب الأهلية أطراف تصدّر مشكلاتها الي مسرح الحرب المفتوح. هذا أيضاً نراه في حالات وبلدان وأطراف لا تُحصي.
كذلك: فجبهات الحرب الأهلية تضج بالمطالب المتضاربة التي تعبر، هي الأخري، عن تعدد المجابهات. هنا أيضاً نجد داخل الجبهة التي تقودها أميركا مطالب خاصة لاسرائيل والفلسطينيين، للهنود والباكستانيين، لتركيا في ما خص قبرص، لإيران، لروسيا، لأوروبا الغربية نفسها... واذا كان من الصعب معرفة الشيء ذاته بالنسبة الي جبهة الطالبان - القاعدة، الا ان اصداءً توحي بذلك: انشقاقات بدأت تظهر قبل أيام. كلام متزايد عن العرب في أفغانستان.
الفارق بين طرفي هذه الحرب بسيط لكنه بالغ الأهمية: أحد الطرفين يخوض حربه عبر الدولة/ الدول ومن خلال ديبلوماسيتها وقنواتها ولغتها. يعتدي عليها قليلاً أحياناً، الا أنه يبقي ملتزماً بها. لهذا فهو يؤكد، حتي وهو يخوض معركة تقسيمٍ، علي عناصر التوحيد. ويدافع، حتي وهو يتجاوز علي القانون، عن تمسكه بالقانون.
أما الآخر، فضد الدولة. ضد الديبلوماسية. ضد اللغة. ضد الوحدة. ضده علناً، وهو بهذا... فخور.& (عن "الحياة" اللندنية)
ومن سمات الحرب الأهلية الكونية، تردي حال الأجانب ، العرب والمسلمين، في الغرب : الاجراءات الأمنية وتوقيف اكثر من 0011. تعقيدات الحصول علي فيزا. جعل اللجوء أصعب وأضني. قانون مكافحة الارهاب. تقبّل مبدأ التعذيب للحصول علي معلومات عند بعض الليبراليين. وضع الإعلام الأميركي وامتثاله. اعادة صوغ الأف. بي. آي والسي. آي. أي. التوجهات المماثلة في بريطانيا. إعداد قانون في ألمانيا يكون أكثر تشدداً حيال الهجرة والأمن، علماً بأن المعارضة المسيحية الديموقراطية تعتبره أشد تساهلاً!
وفي الجهة المقابلة: هناك مخاوف الأقليات و الأجانب الغربيين في الشرق : حادثتا قتل في الخليج ومجرزة في كنيسة باكستانية.
الآخر ، ابان الحرب الاهلية، يصير رهينة. تميل كل جماعة الي اخضاع أو تخويف أو تهجير الجماعة الأخري التي تقيم بينها. هذا نراه، الي حد ما، عالمياً. والحرب الأهلية تقوم علي رفض السياسة وقصف الكل أو ذبحه علي الهوية . فهي، بالتالي، تكتّل بدل أن تفكك. وتجعل الجماعة تلتحم داخلياً، رغم تناقضات كثيرة في هذا الداخل. مبدأ الحرب الأهلية هو: لا نريد أن نكسب أحداً منهم. نريدهم أن يتكتلوا ضدنا كي نتكتل نحن. كي نتأكد من هويتنا. هكذا تطغي ثقافة القطيعة في الجانبين: صراع الحضارات. حرب الغرب علي الاسلام. حرب الاسلام علي الغرب. الموت لأميركا الخ.
المثقف وغير المثقف. الليبرالي وغير الليبرالي. المعتدل والمتطرف. الجميع، ما خلا أقلية ضئيلة، يتحرك علي ايقاع المشاعر والمخاوف. لا املاءات العقل. والحرب، في الحروب الأهلية، مديدة. وهذه الحرب مديدة، كما يقول طرفاها كلٌ بلغته وطريقته.
والي ذلك، فالحروب الأهلية حروب عدة. وهذا التعدد ناجم، جزئياً، عن تعدد الدول والاطراف المتدخلة في مسرح فراغ الدولة الذي يملأه القتال. والباب دوماً مفتوح لمقاتلين لا يطلبون اذناً: في الحرب الاهلية العالمية الراهنة هناك ما لا يُحصي من الدول والأطراف المعنية بصورة مباشرة: أميركا. أفغانستان. تحالف الشمال. باكستان. بريطانيا. روسيا. بلدان آسيا الوسطي. ايران. تركيا. بعض البلدان العربية...
وفي الحروب الأهلية أطراف تصدّر مشكلاتها الي مسرح الحرب المفتوح. هذا أيضاً نراه في حالات وبلدان وأطراف لا تُحصي.
كذلك: فجبهات الحرب الأهلية تضج بالمطالب المتضاربة التي تعبر، هي الأخري، عن تعدد المجابهات. هنا أيضاً نجد داخل الجبهة التي تقودها أميركا مطالب خاصة لاسرائيل والفلسطينيين، للهنود والباكستانيين، لتركيا في ما خص قبرص، لإيران، لروسيا، لأوروبا الغربية نفسها... واذا كان من الصعب معرفة الشيء ذاته بالنسبة الي جبهة الطالبان - القاعدة، الا ان اصداءً توحي بذلك: انشقاقات بدأت تظهر قبل أيام. كلام متزايد عن العرب في أفغانستان.
الفارق بين طرفي هذه الحرب بسيط لكنه بالغ الأهمية: أحد الطرفين يخوض حربه عبر الدولة/ الدول ومن خلال ديبلوماسيتها وقنواتها ولغتها. يعتدي عليها قليلاً أحياناً، الا أنه يبقي ملتزماً بها. لهذا فهو يؤكد، حتي وهو يخوض معركة تقسيمٍ، علي عناصر التوحيد. ويدافع، حتي وهو يتجاوز علي القانون، عن تمسكه بالقانون.
أما الآخر، فضد الدولة. ضد الديبلوماسية. ضد اللغة. ضد الوحدة. ضده علناً، وهو بهذا... فخور.& (عن "الحياة" اللندنية)
التعليقات