&
لندن ـ إيلاف: قالت مصادر جزائرية اليوم لـ"إيلاف" في اتصال هاتفي معها من لندن الى الجزائر ان البلاد تحاول جل جهدها لمواجهة الكارثة الطبيعية التي أودت بمئات الارواح وشردت عشرات آلالاف من منازلهم.
وقال متحدث باسم وزارة الداخلية الجزائرية لـ "إيلاف" هنالك مئات من القتلى ومثلهم من الجرحى وآلالاف من المشردين من منازلهم بسبب الامطار الغزيرة التي تشكل "كارثة
طبيعية لنا هي الأولى من نوعها منذ زلزال منطقة الأصنام في العام 1980 حيث مات آلالاف من الناس ودمرت مساكن وكانت كارثة حقيقية".
وكشف المصدر عن ان هناك ما لا يقل عن خمسمائة قتيل في مناطق الفيضانات التي تسببتها الامطار الغزيرة في مناطق الشمال الجزائري التي طالت مناطق الجزائر الكبرى وولايات مستغانم والشلف وبو مرداس وتيزي وزو.
وقال "وهنالك عشرات آلالاف من العائلات التي تشردت وفقدت منازلها التي دهمها الفيضان غير المتوقع في هذا الوقت من السنة".
واشار المصدر الى ان وزير الداخلية يزيد زرهوني وجه نداء الى المجتمع الدولي دعاه فيه الى ضرورة تقديم العون العاجل للجزائر لمواجهة حال الطوارئ الراهنة، وقال ان الطوارئ العسكرية اعلنت في الولايات المتأثرة بالفيضانات حيث المياه داهمت على شكل انهار هادرة تلك الولايات الشمالية وخصوصا منطقة الجزائر الكبرى.
وزار رئيس الحكومة الجزائرية علي بن فليس ووزير الداخلية زرهوني المناطق التي تأثرت بالفيضانات لكن الناس هناك رشقوهم بالحجارة كمؤشر رفض للاجراءات الحكومية البطيئة في اعمال الانقاذ.
وحذر المسؤول الجزائري، العناصر الاسلامية المتشددة من محاولة استغلال الوضع لصالحها وتنفيذ اعمال ارهابية في المناطق المتأثرة ضد السلطات الشرعية، وقال "المناطق المتأثرة تعتبر امنيا معاقل لتلك الجهات المتشددة وربما تستغل هذه الكارثة الطبيعية لتحقيق انتصارات لصالحها".
وتتقاتل السلطة الجزائرية مع جماعات متشددة ممثلة في الحركة السلفية للدعوة والقتال بزعامة حسان حطاب منذ سنوات خمس التي تطالب بقيام حكم اسلامي في ذلك البلد العربي الشمال افريقي.
وقتل ما يقارب المائة ألف جزائري في اعمال العنف والمصادمات بين الجيش الجزائري والجماعات المتشددة في السنوات الأخيرة.
وفي قراراتها في الحرب المعلنة ضد الارهاب اعتبرت الولايات المتحدة ان الجماعة السلفية والدعوة للقتال الجزائرية من ضمن قائمة السبع والعشرين منظمة تدعم الارهاب وهي جمدت ارصدتها واعتبرت ان جميع افرادها مطلوبون للعدالة، وكذلك فعلت لندن وعواصم اوروبية عديدة.
وهناك مئات من الجزائريين الذين يعيشون في المنافي الأوروبية، وهم تركوا الجزائر هربا من ملاحقة السلطات بسبب التهم الموجهة اليهم بانتمائهم الى (الأفغان العرب) وهم المجموعات التي كانت تقاتل الى جانب المجاهدين الأفغان خلال الغزو السوفياتي الى ذلك البلد الآسيوي المسلم في الثمانينيات.
وتتحدث المصادر الأمنية الأوروبية عن تورط البعض من هؤلاء في التخطيط لعمليات ارهابية في العواصم الغربية، فيما تشير مصادر اخرى الى تورط بعضهم في التخطيط للهجمات الجوية الانتحارية التي ضربت نيويورك وواشنطن في الحادي عشر من ايلول (سبتمبر) الماضي.
وكان آخر المتورطين، هم مجموعة الخمسة الذين القي القبض عليهم في فرنسا اول من امس الجمعة بتهمة محاولة تفجير مقر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ.
وشهدت الجزائر قبل اربعة اشهر تحركا سياسيا من خلال مظاهرات دموية في منطقة القبائل التي حاضرتها ولاية تيزي وزو، وطالب المتظاهرون السلطة بالاعتراف بالقومية واللغة البربرية في شكل رسمي، ولكن السلطات الجزائرية لم تحسم الوضع حتى اللحظة، حتى ان حوارا ايجابيا لم يتم بعد بين الحكم والمناهضين له في منطقة القبائل.