هاشم شفيق____ تصوير صموئيل شمعون
صدر في مطلع الشهر الجاري، عن دار "رياض الريس للكتب والنشر"، بيروت، ديوان شعري جديد للشاعر العراقي هاشم شفيق، المقيم في لندن. قسم الشاعر كتابه الى قسمين: الاول تحت عنون "هي" وتضمن 48 قصيدة. بينما القسم الثاني المعنون "هو" تضمن 41 قصيدة، توزعت على 215 صفحة من القطع المتوسط.
ومنذ الصفحة الاولى، يستدرج الشاعر، القراء الى "وليمته" حين يستشهد بجملة للشيخ محي الدين بن عربي: المكان اذا لم يؤنث لا يعوّل عليه

ويقول الناشر في الغلاف الاخير:
"شعراء عرب كثيرون أشاحوا بوجههم وسمعهم عن شعر الغزل والشبق والجسد بأبجديته الحسية، إبان طغيان الايديولوجيات من سياسة وأدبا في السبعينات والثمانينات، رغم ان دماء هذ الشعر بمفرداته وعباراته من شوق، وضراعة، ابتهال وطقوس جنسية - دينية، تتدفقلا في شرايينهم منذ ستة آلاف عام.
في شعر هاشم شفيق هنا، ما يشبه العودة الى الينابيع، الى الرافدين والنيل ونشيد الانشاد، كأن الشاعر الضليل عاد بعد رحلته الشاقة ليتمرغ في طين وغرين الخصب الشعري. ليست العودة هنا بالطبع الى اينانا وعشتار والنصوص العربية المحرمة من قبيل الاطلالة على الاسطورة والموروث، بل هي نسيج ومحاكاة لتلك الاغنيات والصلوات والتمتمات التي حولت الجسد الى معبود يفيض بالشهوة والعطر والنعمة.
في القصائد ثمة قطف للرغبة، نهلٌ للعسل، هتك للفراغ، جرٌ للأحراش، ولعق للأسرار، في أطباق من حلو ومالح، مما يفتح ابواب الوليمة الايروسية على لهفة خلودها المنشود". هنا بعض القصائد من هذا الديوان الرقيق والعذب"غزل عربي".
من القسم الاول: (هي)
تعال اقترب
تعال اقتربْ
بلَّني
ببليل البياضِ
هنا فوق صدري
ثم انحدر
تحت هذي الرياض
انتهلْ جسدي مثلما تشتهي
اغرز الظفر في كتفي
لمعةً من خيوط الشقائقِ...
شققْ رغائبي
اهتكْ فراغي
واملأ الان جوفي بهمهمةٍ
وصراخٍ
يليه هديرٌ
مطالعهُ حَبَبٌ
وأواخره لهبٌ
يتطفأ في لهفةٍ وانتعاظِ.
24/1/2000
بحّة صوتكَ
صمتُكَ
بحّةُ صوتكَ
خَفَرُكَ الأشهى
من أنثى
هو أغرى
ما يغريني
ولهذا
أنثرُ نفسي في الطيبِ
,اغمرها
أخرجُ للريحِ
أعطِّرها
علّ الريحَ
تمرُّ عليكَ
فتستهويني.
24/1/2000

أملأ حضني بالنجمات
أملأُ حضني بالنجماتِ
أشعُ بها
حتى أبدو ضوءا يلمعُ
حتى أتخيّلَ أني
سأُغطيكَ بضوئي
حتى أتخيّلَ
أني بالضوءِ أُميتكَ
ثمّ أسحلُكَ هنا
فوق نقيع الأنوار.
24/1/2000

هيّا اعتصر
يا ناهلي
هيّا اعتصرْ
أسفلي
أرحْ لسانكَ الأعمى
في عَتْمتي
دعهُ اذن يسبرْ مغَاوري
لعلّه الآن يرى
نوافذي من داخلي.
24/1/2000

ذق مهجتي
يا شارباً
هذا الندى من عَسَلي
ذقْ مُهجتي
ذقْ بَلَلَ الرّوحِ
على مخدّتي
واسرحْ
مشرداً في لذّتي
سوف تَرى
آنئذٍ أنني منفاكَ
أنني ليلٌ طويلٌ
يغتلي في جسدٍ
فاقطفْ اذن رغبتي
وعشْ
مرتعياً في مُثُلي
عشْ في اليناعِ
واحتطب مناعتي.
24/1/2000

اجلد بزعافك ناصيتي
جزّ الأحراش
وجزَّ تلابيبي
طوّقني بلعابِكَ
اجلدْ بزعافكَ ناصيتي
يا جلادي وحبيبي
ان لهيبي
لا يطفئه إلا ماءٌ منتصبٌ
ينسابُ على سهلي وكئيبي
جُزَّ الأسفلَ يا حطّابي
جُزَّ تلابيبي.
25/1/2000