&
* واشنطن ترفض رغبة صالح في اختيار أحمد خلفا له
* الرئيس اليمني ناكف واشنطن طويلا وعاد لمصالحتها؟

لندن ـ نصر المجالي: يبدا الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في الثامن والعشرين من الشهر الجاري زيارة مثيرة للجدل الى الولايات المتحدة تمتد الى عدة ايام، وهو يغادر الى واشنطن غدا الى واشنطن في زيارة خاصة.
ويتلو ذلك الزيارة ذات المحادثات الحادة مع النظير الاميركي الذي سيبلغ ضيفه انه غير مستعد لبحث امور محلية الآن، وفي هذا الاطار فان واشنطن ستقول كشرط مبدئي للزائر اليمني "عليكم الغاء فكرة تسمية ولدكم احمد وريثا للسلطة".
واحمد النجل الأكبر عقيد في الجيش اليمني ويقود القوات الخاصة والحرس الجمهوري وهو مرشح من جانب والده منذ فترة اشهر لرئاسة الجمهورية خلفا له.
وكانت مصادر عربية مهمة مثل الملك عبد الله الثاني عاهل الاردن نصحت الرئيس اليمني في التمهل بقرار اضفاء الشرعية على نجله البكر العقيد احمد كوريث منتظر.
احمد عسكري متفوق
وقال الملك الاردني للرئيس اليمني "ان احمد شاب طموح ومتفوق وليس هو الوقت لاعلانه وريثا لكم، فاليم غير سورية في كل المعايير والمصطلحات السياسية، وبشار الاسد ولد وتربى في بيت الحزب وقيادة الحزب والدولة سواء بسواء، وهذا غير موجود في الحال اليمني".
وكلام العاهل الاردني على ما يبدو تزامن مع نصائح اخرى للرئيس اليمني الذي عازم على توريث ابنه في السلطة من دون الاستماع الى اراء الغير، وهو يريد الاستماع الى وجهة نظر واشنطن في شأن ذلك.
وقالت مصادر عربية الى "ايلاف" الآتي "هناك الكثير ستتحدث به واشنطن مع الرئيس اليمني الزائر، واول كلام لها سيكون: ابتعد الآن عن ترشيح نجلك لوراثتك فهي ليست قضيتنا معك".
سفارة لاتعرف شيئا
وقالت سفارة اليمن في لندن امام "ايلاف" في اتصال هاتفي "لا نعرف أي شيء عن الزيارة المنتظرة للرئيس سوى انها ستتم في الثامن والعشرين من الشهر الحالي".
والرئيس اليمني الزائر لواشنطن سيواجه عديدا من الاسئلة من جانب الادارة الاميركية ليس على خلفية تطورات تفجير المدمرة "يو اس اس كول" في ميناء عدن في تشرين الاول (اكتوبر) الماضي، ولكن على خلفية تصريحات ومواقف بدت منه في الآونة الاخيرة وتحديدا منذ انعقاد القمة العربية في عمان.
وفي تلك القمة بدا الرئيس اليمني "ثوريا اكثر من اللزوم" حسب تقدير عديد من المراقبين، وقال هؤلاء "يبدو ان للرئيس مواقف يريد الايحاء بها الى نظرائه القادة العرب على تداعيات مشكلته مع الاميركيين في قضية تفجير المدمرة كول".
انتقادات رئاسية
ومنذ ذلك الحين دأب الرئيس اليمني على انتقاد السياسات الاميركية في اليمن والمنطقة العربية وتحديدا لجهة القضية الفلسطينية وقضية السلام في الشرق الاوسط.
وبعد حادث تفجير المدمرة الاميركية في ميناء عدن الذي راح ضحيته عددا من القتلى من المارينز الاميركيين اصبحت العاصمة اليمنية مركزا للاستخبارات الاميركية ومكتب التحقيقات الفيدرالي (اف بي آي) رغم نفي صنعاء لهذا التواجد.
وظل الرئيس اليمني الذي تعرض الى ازمة مرضية حادة قبل ستة اشهر اضطرته للعلاج في المانيا يرفض ان تكون اليمن اصبحت "تحت حكم اجهزة الاستخبارات الاميركية"، وهي في الحقيقة حسب معلومات "ايلاف" دخلت البلاد بالعشرات وصارت تتخذ القرارات كما تشاء وصولا الى المدبرين الحقيقيين لتفجير المدمرة كول.
تحقيقات مع حزبيين وعسكريين
وطلبت الادارة الاميركية عديدا من قيادات الاحزاب اليمنية وجنرالات في الجيش للتحقيق، وقالت صنعاء ان هذه المطالب رفضت، وتبين في نهاية المطاف ان زعامات حزبية وقيادات في الجيش اليمني تم التحقيق معها من جانب اجهزة الاستخبارات الاميركية.
وقال الرئيس اليمني في تصريحات بثتها فضائية (الجزيرة) القطرية قبل اقل من شهلر "نحن رفضنا انزال الكوماندوز الاميركيين وكذلك طائراتهم العامودية من الهبوط على الاراضي اليمنية، وقلنا للاميركيين ان صنعاء ليست نيروبي".
ولكن في الحقيقة فان المئات من رجال المخابرات المركزية الاميركية "سي آي ايه" ومثلهم من محققي مكتب التحقيقات الفيدرالي الاميركي "اف بي آي"، احتلوا مواقع في العاصمة اليمنية واخذوا سلطة القرار في ايديهم تحت سمع وبصر سلطة الرئيس صالح.
ابعد من عين الشمس
وكان الرئيس المشير علي عبد الله صالح قال في تصريحات صحافية "نحن قلنا حين طلبوا استجواب عناصر اسلامية وقيادات عسكرية انه ابعد من عين الشمس لكم ان تفعلوا ذلك على ارض يمنية".
يذكر ان قرارا جمهوريا صدر قبل اربعة اسابيع باطلاق تعبير "فخامة الرئيس" في مستهل أي نبأ او تقرير او تصريح يخص الرئيس علي عبد الله صالح في وسائل البروتوكول والاعلام اليمني.
وتبين حسب التقارير المتوفرة عند "ايلاف" ان تحقيقات اميركية واسعة جرت على صعد سياسية وحزبية وعسكرية كثيرة على الساحة اليمنية ، وصولا الى معلومات عن مرتكبي جريمة تفجير المدمرة كول وكذا حال من يحملون الجنسية اليمنية المتورطة في الانضمام الى شبكة (القاعدة) الارهابية بزعامة اسامة بن لادن.
وطالت التحقيقات الاميركية عديدا من الاشخاص بعضهم القي القبض عليه، وبعضهم فر الى الخارج الى بلدان بلدان مثل باكستان او التجأوا الى الحليف في افغانستان للعيش في كنف شبكة (القاعدة).
ورفض الرئيس اليمني في تصريحات عديدة وخطابات في الاوان الاخير اجراءات التحالف العسكري الغربية في مواجهة الارهاب داعيا الى الحوار، ولم يكن لهذه الدعوة اذنا صاغية في العواصم الغربية.
رئيس يعترف بالعنصرية
واذ ذاك، فان الرئيس اليمني سيواجه اسئلة من الادارة الاميركية في تصريحات اذاعتها نفس فضائية (الجزيرة) وفيها يعترف بانه عنصري ضد الصهيونية ، وهو قال "نعم انا عنصري، وانا عربي، وعلى اميركا ان تفهم هذه الحقائق، فهذا الكيان الصهيوني المزروع في جسد الامة العربية يجب ان يذهب".
واضاف في نفس التصريحات لفضائية (الجزيرة) القطرية "لماذا تدفع اميركا لاسرائيل كثيرا وهي بامكانها اقامة علاقات استثمارية قوية مع العالم العربي".
واعترف في الاخير انه يؤيد من خلال حزبه الحاكم جميع المظاهرات الشعبية في الشارع اليمني المناهض للسياسات الاميركية على الصعيد العربي واليمني على وجه الخصوص.
وكان الرئيس اليمني الذي سيدعو الولايات المتحدة خلال محادثاته مع اركان ادارتها في الاسبوع المقبل الى تعاون اوثق في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية شن حربا ضدها في كلمته الارتجالية التي القاها في القمة العربية في عمان في آذار (مارس) الماضي.
القمة والتعبير
وكانت الكلمة غير المعهودة محط تحليلات الكثير من السياسيين والمتابعين للعلاقات اليمنية الاميركية، وقال معلقون "القمة العربية قد تكون هي المنبر الوحيد للرئيس في التعبير الفوري عما يعانيه من التصرفات الاميركية، وهذا من حقه".
واخيرا، فان تصريحات الرئيس اليمني لفضائية الجزيرة وما صدر منه من احاديث بعد التفجيرات التي ضربت نيو يورك وواشنطن مرصودة امام محادثيه في الاسبوع المقبل، فهل ستكون معاتبة، ام محاكمة، ام جردة حساب؟.