القدس&- يؤكد قرار السلطة الفلسطينية وضع الزعيم الروحي لحركة حماس الشيخ احمد ياسين رهن الاقامة الجبرية عزم الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات اخيرا على لجم الحركة الاسلامية وسط ظروف داخلية صعبة ودقيقة تضع الوضع الفلسطيني برمته في مهب الريح. وقد توفي ناشط في حماس متاثرا بجراح اصيب بها الليل الفائت عندما اعترض مئات من الاشخاص طريق رجال الشرطة الفلسطينية التي كانت توجهت الى منزل الشيخ ياسين لتنفيذ الاجراء.
&وشكل فرض الاقامة الجبرية على مؤسس حماس، راس حربة المعارضة الفلسطينية، ذروة الاجراءات التي بدأت السلطة الفلسطينية باتخاذها ضد الحركة الاسلامية وحركات اخرى في اعقاب العمليات الاخيرة التي ادت الى مقتل 25 اسرائيليا وجرح مئات اخرين. وقال مسؤول فلسطيني رفض الكشف عن هويته "لقد كانت العمليات الاخيرة القشة التي قصمت ظهر البعير، وبعد تردد طويل قررت السلطة الفلسطينية شن حملة كبيرة ضد حماس".
&واعتبر المسؤول ان "الحملة ستمضي قدما دون توقف لان الامور ما عادت تحتمل بعد الغارات الاخيرة التي شنتها اسرائيل اثر العمليات الانتحارية". وترى السلطة الفلسطينية ان الغارات التي شنتها مقاتلات اسرائيلية يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين واستهدفت مقري الرئيس الفلسطيني في غزة ورام الله كانت "خطرا يتهدد الفلسطينيين قيادة وشعبا وانه يجب التحرك لاحتواء العدوان الاسرائيلي"، وفق ما اكد المسؤول.
ويبدو ان تحرك السلطة الفلسطينية لاتخاذ مثل هذه الاجراءات ينم عن مغامرة كبيرة لاسيما وانه يتم في ظل الهجمات الاسرائيلية الاخيرة وتواصل الحصار الاسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة للنيل من الانتفاضة المستمرة منذ اربعة عشر شهرا. وتخضع القيادة الفلسطينية لحملة ضغوطات دولية منذ التفجيرات الاخيرة.
&ويرى مروان البرغوثي امين سر حركة فتح في الضفة الغربية والمتحدث باسم الانتفاضة ان ما يجري على الساحة الفلسطينية ازمة حقيقية. وقال البرغوثي في حديث لوكالة فرانس برس "هذه اصعب ازمة نواجهها منذ اندلاع الانتفاضة ولكننا نعي تماما ضرورة التعامل معها بعقلانية". واضاف "استبعد تطور الوضع الى صدامات لكن ستكون هناك بعض المشاكل ونعمل على التغلب عليها والحد من مضاعفاتها".
وقد نجح البرغوثي واخرون معه خلال الانتفاضة في الحفاظ على ائتلاف وطني اسلامي في اطار ما بات يعرف باسم "لجنة القوى الوطنية والاسلامية" وهو اطار يضم مندوبين عن 13 حركة وفصيلا بما فيهم حماس والجهاد الاسلامي التي تطارد السلطة الفلسطينية الان ناشطيها. واشار البرغوثي الى ان ثمة "حوار" جار حاليا برعاية هذه اللجنة للعمل من اجل "عدم تفاقم الامور والحفاظ على السلطة الفلسطينية" نتيجة الاجراءات الاخيرة ضد حماس. وبالرغم من المواجهة التي وقعت الليل الفائت خارج منزل الشيخ ياسين في غزة فان حركة حماس تستبعد وقوع صدامات.
وقال الشيخ تيسير عمران احد مسؤولي الحركة في شمال الضفة الغربية "موقف الحركة يرفض الاجراءات ويدعو الى الغائها ولكننا وشعبنا اوعى من ان نشهد صداما ونقع في الشرك الاسرائيلي". واعتبر عمران في حديث ان ما يجري هو "استجابة لضغوط حكومة ارييل شارون على السلطة الفلسطينية وكان من المؤسف الرضوخ لها".
&واكد مسؤولون في السلطة الفلسطينية التي كانت اعلنت حالة الطوارىء ان الحملة ضد حماس ستستمر وانها ستطال على الارجح عددا من مؤسسات الحركة. وقالت مصادر في حركة فتح ان حملة الاعتقالات التي شنتها اجهزة الامن شملت اعضاء في حركة فتح من ناشطي الانتفاضة في اشارة الى عزم السلطة الفلسطينية على وقف جميع الهجمات ضد اسرائيل.