&
لندن ـ إيلاف: شككت مصادر غربية في محاولات الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي الاخيرة للتنصل من دعم الارهاب على صعيد عالمي،وقالت في تحليل امام "إيلاف" "نحن نفهم حاجة العقيد الليبي هذه الايام الى من يساعده في مواجهة مناهضيه من الاسلاميين، ولكنه غير مؤهل كمتحدث رئيس ضد الارهاب".
ورفضت المصادر محاولات العقيد الليبي خلق حالة سياسية واعلامية حول نجله سيف الاسلام الذي يقوم عنه بمهمات تحت مسميات عديدة في قضايا عالمية.
وكانت المصادر تعقب على ما صدر من تصريحات من العقيد القذافي في الشهور الثلاثة الماضية وفيها طالب بضرب الارهاب اينما كان "وخصوصا الجماعات المتشددة الاسلامية".
قمع بالقوة
وواجه القذافي حركة اسلامية متشددة في داخل الارض الليبية قبل سنوات ولكنها "ضربها بالقوة وذهب المئات من الضحايا في الحملة التي استمرت عشر سنوات ولم تتوقف سوى قبل عامين".
ومن تبقى على قيد الحياة من الجماعة الليبية الاسلامية غادروا الى الخارج ومنحتهم عواصم اوروبية وايضا عربية واسلامية حق اللجؤ السياسي لحفظ امنهم من اجهزة المخابرات الليبية التي دأبت على قتل المعارضين من مختلف الهويات السياسية حيثما كان.
ومن بعد محاكمة لوكربي في مطلع العام الحالي حيث اخلي سبيل ليبي وابقي على الآخر في السجن لتورطه بدعم من القيادة الليبية في تفجير طائرة (بان اميركان) قبل اعوام فوق قرية لوكربي الاسكوتلندية، فان طرابلس حاولت التقارب مع عواصم العداء الغربية.
وهي اعتبرت ان اعادة العلاقات الدبلوماسية مع بريطانيا على سبيل المثال قد يفتح مجال الدخول الى عواصم اخرى من مثل واشنطن بسهولة وهو امر لم يتحقق حتى الآن.
رقابة على السفارة
و لاتزال السفارة الليبيبة في العاصمة البريطانية تخضع الى رقابة على مدى اليوم الكامل من جانب سلطات الامن البريطانية التي لا تزال تشكك في نيات السلطات الليبية التي تتحكم فيها قرارات الاستخبارات التي يترأس اجهزتها اقرب المقربين للقذافي ومنهم نجله سيف الاسلام.
واذا كانت السياسة البريطانية تعمل في اتجاه ما، فان اجهزة الامن تعمل بحاستها وهي بالتأكيد تتعامل مع سفارة ليبيا على قاعدة ما تم في العام 1984 حين اطلق الرصاص من هناك وقتلت الشرطية فليتشر.
ومنح القذافي لسيف الاسلام القابا ومهمات عديدة في البلاد حتى انه اصبح في حكم الوريث الشرعي للحكم بعد والده على عادة ما بدأت الانظمة الجمهورية العربية في تعميمه ابتداء من سورية والحبل على الجرار مرورا بليبيا واليمن وصولا الى مصر.
حكم الوراثة
والى جانب سيف الاسلام فان العقيد القذافي الذي قال انه لم يعد في وظيفة "الرئيس" منذ سنوات طويلة على اعتبار انه "قائد ثورة الفاتح من سبتمبر" فقط على غرار ماو تسي تونغ الصيني وكيم ايل سونغ الكوري الشمالي وفيدل كاسترو الكوبي ممن جسدوا النبوة "غير الالهية" في السلطة، فانه وهب لنجله الساعدي مهمة الاشراف على الجيل الجديد من خلال "لعبة كرة القدم" ومناهجها الاخرى وعلاقاتها في الشباب الليبي.
ومن المهمات التي اسندت الى سيف الاسلام، هي قيادته لمؤسسة القذافي للاغاثة العالمية، والمؤسسة قامت في العامين بمهمتين ملحوظتين، اولاهما قبل سنة لدى متشددي الفيلبين الاسلاميين حين دفعت لهم مبالغ طائلة للافراج عن رهائن غربيين، والثانية هي محاولة التقارب مع باكستان من توفير الحماية والاغاثة لبعض المطاردين دوليا من الجهات المتشددة اسلاميا.
لا نجاح في المهمات
وفي الحالين لم ينجح نجل الزعيم الليبي، فهو وان دفع مبالغ طائلة لجبهة سياف الفليبيني، فان الغرب حاز على رهائنة واتهاماته لاتزال الى دور طرابلس في دعم سياف وجماعته، وكذا حال المحاولة الاخيرة مع باكستان، اذ لاتزال الملايين من الدولارات تحكم نظرية "الكتاب الاخضر" سواء بالاعدام او الافراج سواء بسواء.
وتتابع المصادر القول "صحيح ان ليبيا ليست على قائمة الدول المرشحة لضربة عسكرية مثل العراق والسودان والصومال، وكنها بالتأكيد ليست بريئة كنظام من رعاية الارهاب".
وقالت الضربات الراهنة موجهة الى العصابات والجماعات الارهابية ولكنها ليست ضد انظمة بعينها، وليبيا كنظام غير مستثناة مستقبلا.
واشارت المصادر الى ان "طرابلس منذ اعلان التحالف الغربي دأبت على الكلام عن جماعات ارهابية متشددة على اراضيها، ولكنها تعرف جيدا انها قضت على غالبيتهم في حملات عسكرية سابقة، والبقية شتتوا في ارجاء الارض ومنهم من اضطر فعلا للانضواء تحت لواء اسامة بن لادن في الخارج".
وقالت التعامل مع نظام العقيد في ليبيا "حالة خاصة، في المسائل الارهابية، فهو يكاد يكون النظام الرسمي الوحيد المطلوب رأسه لممارساته الارهابية ضد معارضيه العلمانيين والملكيين وضباط الجيش والمثقفين، هذا اضافة الى ما مورس من ارهاب دولة ضد دول ومؤسسات في دول العالم الاخرى".
وخلصت المصادر الى القول انه اذا استثني اسم ليبيا من قائمة الدول المرشحة لضرب قواعد الارهاب على اراضيها فهذا لايعني براءة نظامها بمجمله من الارهاب والقيام به "والدلائل كلها تشير الى ذلك".
القذافي وعيديد
واستذكرت المصادر تصريحات للعقيد القذافي اثنى فيها في العام 1993 بقيادة محمد فارح عيديد الزعيم الصومالي المنشق حين قتل جنودا اميركيين كانوا يعملون في القوة الدولية للحفاظ على السلام في البلاد.
وكانت القوة الاميركية تدخلت في ذلك العام بطلب من الامم المتحدة بعد ان قتلت جماعة عيديد 17 عسكريا دوليا باكستانيا. وكانت طرابلس اشادت بالفعل "الثوري الصومالي".
يذكر ان الولايات المتحدة فتحت منذ سنوات عديدة معسكرات خاصة على اراضيها لتدريب عناصر من جماعة الانقاذ الوطني الليبية في محاولة لحشد الجهود للتخلص من نظام العقيد.
ويمارس معارضون ليبيون من مختلف الاتجاهات السياسية بمن فيها الاسلامية تحركاتهم في المرحلة الراهنة لأحياء الجهود من اجل اقامة حكم وطني ديموقراطي في هذا البلد الشمال افريقي الذي يحكمه نظام غير معروف المعالم السياسية منذ 1969 .
وكان العقيد القذافي اطاح النظام الملكي الدستوري برئاسة الملك محمد ادريس السنوسي الذي جاء به الى حكم البلاد دستور اقرته الامم المتحدة في العام 1951 بعد توحيد الولايات الليبية الثلاث برقة وطرابلس وبنغازي في بلد واحد يحكمه نظام ملكي دستوري.