بعد ترجمتها الى الانكليزية والفرنسية، صدرت الترجمة الايطالية لرواية الياس خوري، "رحلة غاندي الصغير"، عن منشورات "جوفانس" في روما.
في تقديمها الترجمة الايطالية للرواية رأت بيانكا ماريا سكارتشا اموريتي ان ادب الياس خوري، على غرار ادب اميركا اللاتينية، يجعل من الخارق والاسطوري مرآة صادقة للواقع، فيغدو الحد الفاصل بين الحلم واليقظة عابراً ومموّهاً. وتشكل مدينة بيروت، بحربها وناسها ويومياتها، المساحة التي تدور فيها "الرحلة"، بيروت المدينة الاستثنائية التي "اختيرت" مسرحاً لعرض يتكرر في جميع انحاء العالم، وخصوصا في منطقة المتوسط.
والكاتب، بحسب اموريتي، معروف بنضاله. لا في المعنى القديم او المشبوه للكلمة، بل بسبب قدرته على اختيار موقعه، وتحمّل مسؤوليات هذا الخيار كاملةً: أي التورط المباشر والشخصي، في كل المجازفات التي يفرضها ذلك، وفي الوقت نفسه، اعادة تأكيد دور المثقف الذي يبذل جهوداً لايصال صوت الانسان العادي: هذا الانسان الذي، ضحية كان ام جلاداً، لا يعرف ان يعبّّر عن بطولية "رحلته" اليومية او مكبوتاتها. والكتاب غنيّ بايحاءات ذاتية ذات دلالات ادبية وانسانية اكثر عمقاً من السيرة الذاتية التقليدية، وهي المفتاح الذي يتيح اكتشاف الشخصيات المختلفة، والرسالة التي تحملها الرواية ككل. وثمة تناوب وتشابك في الكتاب بين اللغة الادبية واللغة المحكية، في نوع من التهجين اللغوي الذي يهدف الى نقل الحرب الاهلية اللبنانية بمزيجها العبثي والمأسوي على حد سواء. وتختم اموريتي بقولها ان أليس، الراوية، نقيض شهرزاد، فهي تكتشف حين تكف عن الكلام ان النهاية ما هي الا نقطة الانطلاق نفسها. فتكتمل الحلقة المفرغة ويبلغ التصعيد الدرامي ذروته.