المفكر الراحل عبد الله القصيمي
دأب المفكر عبدالله القصيمي على إقامة ندوة أسبوعية في منزله في روضة المنيل بالقاهرة، وذلك بعد أن عاد ليستقر في القاهرة، بعد حلوان، وكان موعد الندوة مساء الجمعة من كل أسبوع، ويحضر الندوة العديد من الشخصيات البارزة على مستوى الوطن العربي، وإذا كان المحامي إبراهيم عبدالرحمن برى أن الندوة بدأت في حدود عام 1959 بعد استقرار الشيخ في شقته بالمنيل، إلا أن اللواء عبدالله جزيلان يُرجع الندوة إلى أيام إقامة القصيمي في حلوان، إذ كان يعقد ندوته في الحديقة اليابانية ويجتمع إليه العديد من الطلبة اليمنيين وبعض رجالات الدين.

يقول المحامي عبدالرحمن أنه كان يحضر الندوة ليلة كل سبت من كل أسبوع، وكانت تبدأ من بعد المغرب وهي جلسة نقاش مفتوح وليس لها برنامج محدد وكانت تبدأ في الغالب بطرح عدد من الأسئلة سواءً من الشيخ عبدالله أو من أحد الحضور، وكان يطلب من الجميع المشاركة، ويسأل من لا يشارك بقوله: لماذا أنت ساكت؟ تكلم !
وذكر المحامي أن من أبرز الحضور فيها اللواء عبدالله جزيلان، نائب رئيس الجمهورية اليمنية والأستاذ حسن السحولي السفير اليمني السابق في القاهرة والأستاذ محمد أنعم غالب الذي عمل وزيراً للاقتصاد اليمني وزوج ابنته فيما بعد، والدكتور حسن مكي ، وكذلك الأرياني كان يحضر أحياناً، ويُشير المحامي عبدالرحمن إلى أنه ليس هناك أحد من السعوديين يحضر إلى الندوة، لكنهم يلتقون به في غير موعد الندوة، باستثناء الأديب عبدالله عبدالجبار، وذكر المحامي أن المؤرخ الكويتي الأديب عبدالرزاق البصير يحضر احياناً ويتحدث مع الشيخ القصيمي طويلاً رغم اختلافه معه.
ويقول اللواء عبدالله جزيلان لـ"إيلاف" أن الرئيس عبدالله السلال كان يحضر الندوة عندما كان لاجئاً سياسياً في مصر، وذكر أن من أبرز الحضور إبراهيم صادق الشاعر اليمني، والذي يعد من برز أصدقاء القصيمي، وكذلك الأستاذ عبدالرحمن جابر .
&&أما السفير حسن السحولي فيقول عن الندوة الأسبوعية: أن أكثر الحضور فيها من اليمن نظراً لقوة علاقة الشيخ عبدالله القصيمي باليمنيين، وذكر منهم الشيخ سلّم فارع، أحد علماء الأزهر وشاعر ومؤرخ وشارك في انقلاب 48 باليمن وهو متأثر بالقصيمي ، ومنهم الأستاذ هاشم طالب، وزير الحكم المحلي في اليمن والشاعر المعروف، والأستاذ أحمد جابر، وأحمد عبدالعفيف، وزير التربية والتعليم باليمن، ومن أبرز الحضور في الندوة صديق القصيمي الزعيم أحمد محمد نعمان، رئيس وزراء اليمن ورئيس الاتحاد اليمني، وابنه الأستاذ محمد أحمد نعمان، الذي كان ينقل مخطوطات القصيمي بحقيبته الدبلوماسية إلى قدري قلعجي ببيروت ليطبعها هناك، والذي شارك وساهم في تكاليف الطبع والتصحيح من أجل إخراج كتب القصيمي، وكذلك السفير احمد أحمد الباشا، سفير اليمن في مصر ثم روما ثم بيروت، والسفير أحمد جابر سفير اليمن في لبنان، وقد كنت أذهب وإياه إلى القصيمي يوم أن كان موجوداً في بيروت، في شارع مايهوم السادات المتفرع من شارع الحمراء.