&

إيلاف- نبيل شرف الدين: إذا كانت "حمرة الوجه من الخجل" من المناقب التي تغنى بها قدامى الشعراء في مختلف الثقافات، فإنها اليوم قد دخلت المتحف مع قيم أخرى، وصارت أمراً غير مرغوب فيه في عالمنا المعاصر، إذ تدل على عدم الثقة بالنفس والانطواء، وتتطلب بالتالي علاجاً، وهذا بالفعل ما حدث.. إذ أعلنت شركة للأدوية في بريطانيا أنها توصلت بالتعاون مع مركز للأبحاث الطبية إلى أحدث صيحة طبية بعد أقراص الفياجرا، حيث قامت بإنتاج أقراص تعالج حالات الخجل واحمرار الوجه لدى الأشخاص وتجعلهم أكثر جرأة واقداما على المشاركة في المناسبات الاجتماعية، وعقد الصداقات وربما الوقاحة أحياناً.
وكانت الأبحاث الطبية في المملكة المتحدة قد أكدت على وجود عشرة ملايين شخص إنجليزي يعانون من الخجل "المرضي" نتيجة لفقدان الثقة في أنفسهم وعدم القدرة على الاندمامج في المجتمعات أو حضور الاحتفالات وتكوين صداقات، وأوضحت ان حالات الخجل تؤثر في سلوكهم وطموهم وأسلوب عملهم مما يعطي نتائج سلبية على مسار العمل والإنتاج، الأمر الذي دفع مركز الأبحاث الطبي للتعاون مع مركز الأبحاث الاجتماعي وشركة الأدوية لإيجاد حل حاسم للمشكلة، فكانت "أقراص الوقاحة" التي تعطي نتائج فعالة بعد دقائق من تناولها، وتسبب الإعلان عن الأقراص في نشوب نزاع بين جمعيات حماية المرضى وبين التأمين الصحي ببريطانيا، حيث تعتبر الجمعيات ان صرف هذه الأقراص يجب ان يدرج على بطاقات التأمين الصحي لأنه يمثل عاملا مهما وضروريا للصحة النفسية للمواطنين والتي هي عنصر مؤثر على الصحة البدنية في حين يرى التأمين الصحي أنها نوع من الترف يجب ان يكون مدفوع الثمن، لأنها ستكلف التأمين الصحي مبالغ تصل إلى مليار جنيه استرليني سنويا عند ادماجها في التأمين الصحي.
ويعتقد الباحثون البريطانيون، وعلى رأسهم سميث بيتسمان أستاذ العلوم النفسية والمشرف على تطوير العقار أن هذا العقار الجديد "سيروكسات" سيساعد ما يقرب من مليون شخص يعانون مما يعرف بـ "الفوبيا الاجتماعية" أو الخوف من التواصل الاجتماعي، ويعمل عقار "سيركسات" على مضاعفة مستوى افراز مادة "سيراتونين" الكيميائية في المخ، وهي المادة التي تمنح الشعور بالثقة في النفس.