بغداد - لا تثني طبول الحرب الاميركية العراقيين الذي يعيشون في ظل الحظر، عن الاستعداد للاحتفال بعيد الاضحى، مؤكدين انهم اعتادوا على "سماع هذه التهديدات" منذ اكثر من احد عشر عاما. وتعج اغد التي يبلغ عدد سكانها حوالي 4.5 ملايين نسمة، بالعراق الذين تشغلهم حاليا الاستعدادات لعيد الاضحى وتأمين متطلباته اكثر من التهديدات الاميركية بضرب العراق.
وقال عبد الستار محمود (45 عاما) الذي كان امام احد المحلات التجارية في سوق الشورجة ان "التهديدات الاميركية بضرب العراق ليست جديدة علينا والاميركيين يكررونها منذ احد عشر عاما بدون كلل او ملل". واضاف "لقد اعتدنا على هذه التهديدات التي لن تخيف العراقيين". وصباح اليوم السبت، كان الشورجة، اكبر الاسواق العراقية واقدمها في وسط شارع الرشيد يعج بالرجال والنساء الذين قدموا لشراء حاجياتهم من مواد غذائية وادوية وحلويات ومشروبات غازية وتوابل...
&وعبر زيدان معروف وهو موظف متقاعد في الستين من العمر عن اعتقاده بان ضربات اميركية اذا وجهت الى العراق "ستحدث خسائر بالارواح والمنشآت لكنها لن تجعل العراقيين يركعون للولايات المتحدة". وكان معروف يبحث في سوق الشورجة عن مصابيح نفطية لاستخدامها خلال ساعات الانقطاع الكهربائي في اطار البرنامج الذي تطبقه هيئة الكهرباء الوطنية لترشيد استهلاك الطاقة.
&ومع ان العراق هو الدولة العربية الوحيدة في المنطقة التي لا يتابع شعبها بث القنوات الفضائية، يحرص العراقيون على الاستماع الى نشرات الاخبار الاذاعية ومتابعة الصحف العراقية، ليصبح اهم سؤال يتبادلون طرحه "هل تقع الضربة الاميركية؟ ". في سوق السنك مركز باعة المعدات منزلية وقطع الغيار للاجهزة الكهربائية والسيارات ان الازدحام شديدا ظهر السبت، اول ايام الاسبوع. وقد علت اصوات الباعة في بعض انحاء السوق الذي يبلغ طوله 600 متر، معبرين عن اهتمامهم ببيع ما لديهم وتحقيق ارباح بدون ان تبدو عليهم اي ملامح تدل على القلق او الخوف. وقال احمد المتخصص في بيع الثلاجات ان "الاميركيين و33 دولة معهم لم ينجحوا قبل عشر سنوات في القضاء على الشعب العراقي. فكيف يمكن ان ينجحوا في ذلك اليوم وهم وحدهم في الميدان؟".
واضاف هذا الشاب الذي يبلغ من العمر حوالي عشرين عاما ان "تغير الاسعار محكوم بسعر الدولار وليس بالقلق". واكد "نحن نريد العيش بسلام وبدون تدخل او سيطرة وعليهم ان يهتموا بشؤون بلادهم"، رافعا رأسه الى السماء مبتهلا "ربي انتقم من الاميركيين ونجنا من ظلمهم بحق هذه الايام المقدسة".
ويسود الهدوء في مصارف العاصمة العراقية حيث تجري عمليات السحب والايداع بشكل طبيعي. لكن تجربة مديرية الدفاع المدني في اطلاق صفارات الانذار في بعض المناطق اثارت تساؤلات لدى العراقيين، بينما اوضحت الصحف اليوم ان التجربة استهدفت التاكد من صلاحية عمل هذه الصفارات في الظروف الجوية الرديئة التي تسببت في تعطيل بعضها. وتطالب الولايات المتحدة العراق بالسماح للمفتشين الدوليين المكلفين التحقق من ازالة اسلحة الدمار الشامل العراقية بالعودة الى اراضيه التي غادروها في كانون الاول/ديسمبر 1998 عشية حملة عسكرية اميركية بريطانية.
&وصرح نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني امس الجمعة ان العراق "لا يملك فقط برنامجا قويا يرمي الى تطوير اسلحته للدمار الشامل" بل انه "استخدم هذه الاسلحة فعليا" في الحرب ضد ايران وضد الاكراد. من جهتها اكدت مستشارة الرئاسة لشؤون الامن القومي كوندوليزا رايس الخميس ان الرئيس الاميركي جورج بوش سيكون "حذرا وصبورا" في تعاطيه مع الملف العراقي.
&وتأتي هذه التصريحات بعد ان رأى الرئيس الاميركي جورج بوش في خطابه عن وضع الاتحاد الشهر الماضي ان ايران والعراق وكوريا الشمالية دول تشكل "محور الشر" بسبب سعيها للصحول على اسلحة الدمار الشامل. يذكر ان العراق يخضع لحظر دولي متعدد الاشكال منذ اكثر من احد عشر عاما.