الدار البيضاء: شكل الخبر صدمة لكل أسرة ألعاب القوى المغربية... لقد حصل إبراهيم لحلافي أحد أحسن العدائين العالميين في سباق 5000متر على الجنسية الفرنسية. وأصبح بإمكانه منذ الآن أن يخوض السباقات تحت االعلم الفرنسي وبالألوان الباريسية، بدل أن يظل مغربيا.
وقبل لحلافي ، أصبح مغيث المغربي بلجيكيا والخنوشي أمريكيا وأحسيني رفقة الصغير والمعزوزي...فرنسيين، وكادت لاعبة التنس بهية محتسن أن تصبح قطرية، والبقية تأتي.
ما الذي أصاب أبطالنا الرياضيين حتى يراهنوا بجنسياتهم ويختاروا نفس الطريق التي يسلكها شبابنا عبر قوارب الموت؟ خصوصا برياضية ألعاب القوى التي ظلت تعتبر أم الرياضات.
إن ما يحدث اليوم، وقبله بسنوات، في قطاع الرياضة يدفعنا لدق ناقوس الخطر مخافة أن نصبح إذا يدون أبطال، خصوصا إذا علمنا أن الفساد أصبح تقليدا في رياضتنا الوطنية من ألعاب القوى إلى كرة القدم...وأن من يفترض فيهم أن يكونوا حماة لنا من هذا الفساد، هم قادته والمتحمسون له.
لقد أصبحت القاعدة هي أن "يؤمن الرياضي المغربي" مستقبله هناك خلف البحار. لذلك لا تتردد مصالح السفارات والقنصليات الأوربية من رفض منحنا تأشيرة الدخول كلما تعلق الأمر بالمجموعات الرياضية تماما كما حدث مؤخرا مع منتخب الملاكمة أو الريكبي...
لكن، إذا كانت أعداد "الحراكين" والباحثين عن جنسيات أخرى قد زادت وتضاعفت خصوصا وسط القطاع الرياضي، فإن الأسئلة التي تفرض نفسها هي البحث عن أسباب هذا الإفلاس الذي تنتظره رياضتنا المغربية، وعن سبل تجاوزه.
لكن، إذا كانت أعداد "الحراكين" والباحثين عن جنسيات أخرى قد زادت وتضاعفت خصوصا وسط القطاع الرياضي، فإن الأسئلة التي تفرض نفسها هي البحث عن أسباب هذا الإفلاس الذي تنتظره رياضتنا المغربية، وعن سبل تجاوزه.
ولا نعتقد أننا في حاجة إلى ذكاء خارق للوقوف عند حالات التسيب التي تعرفها اليوم جامعة ألعاب القوى مثلا، وكيف أن لجنتها المؤقتة أصمت أذنها واختارت الهروب إلى الأمام، بدل أن تستمع لأنين أبطال هذه الرياضة...الأنين الذي قاد بطلا من حجم إبراهيم لحلافي إلى طلب الجنسية الفرنسية. أما الوزارة الوصية، فقد اختلطت عليها الأمور خصوصا مع اقتراب موعد "الحساب السياسي" لذلك ارتأت أن تؤجل الحسم في ملف هذه الرياضة واقتنعت بالقول المأثور "كم من حاجة قضيناها بتركها".
ولسنا في حاجة أيضا لنتأكد أن الرأسمال البشري الذي تتوفر عليه رياضتنا الوطنية، لا يوازيه الاهتمام والعناية المنتظران،تماما كما يحدث في جل القطاعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. لذلك فهذه الهجرة الجماعية لأبطالنا هي الإشارة القوية على الخلل الذي أصاب الجسد المغربي، رياضيا فقط لأن الدولة تعتبر الأمر مجر لهو ولعب، ولأن السلطة وضعت يدها على موارد هذه الرياضة هنا وهناك، ولأن الأحزاب السياسية لا تزال غير مقتنعة بأن "هذا اللعب" هو السبيل للوصول إلى قلب المجتمع. إلا إذا كانت مقتنعة هي الأخرى بالقول المأثور: كم حاجة....
تجنس لحلافي فرنسيا وقبله مغيث بلجيكيا والخنوشي أميركيا وتقول الأخبار أن الكروج نفسه حصل على وثائق الإقامة بكندا، وهو في الطريق لكي يصبح كنديا.
ألا يدخل هذا في نفوسنا الهلع؟ ألا يشكل هذا الجري المحموم نحو الخارج زلزالا لرياضتنا الوطنية خصوصا ألعاب القوى التي ظلت نقطة الضوء الوحيدة؟ إذا كان لا بد أن ندق ناقوس الخطر لما يحدث فالضرورة تفرض فتح أكثر من تحقيق سياسي وتفرض استقالة الأجهزة الرياضية احتراما لماء وجهها بدءا ب"جامعة"ألعاب القوى مرورا باللجنة الأولمبية ووصولا إلى الوزارة الوصية.&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
ألا يدخل هذا في نفوسنا الهلع؟ ألا يشكل هذا الجري المحموم نحو الخارج زلزالا لرياضتنا الوطنية خصوصا ألعاب القوى التي ظلت نقطة الضوء الوحيدة؟ إذا كان لا بد أن ندق ناقوس الخطر لما يحدث فالضرورة تفرض فتح أكثر من تحقيق سياسي وتفرض استقالة الأجهزة الرياضية احتراما لماء وجهها بدءا ب"جامعة"ألعاب القوى مرورا باللجنة الأولمبية ووصولا إلى الوزارة الوصية.&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
أحمد لمشكح
&صحيفة "الأيام" الأسبوعية
&صحيفة "الأيام" الأسبوعية













التعليقات