إيلاف-&كشف فيلم وثائقي تلفزيوني عرض ليلة أمس عن صلات مسلحين أصوليين بشبكة "القاعدة" يثيرون اضطرابات في المنطقة الكردية المتمتعة بالحكم الذاتي شمال العراق، والتي تعد مساعدتها حاسمة في جهود واشنطن للاطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين، وفقاً للترتيبات الأميركية التي كشف عنها عدة مسؤولين.
&
أنصار الإسلام
واذيع الفيلم من خلال برنامج (وايد انجل) الاسبوعي، الذي تبثه محطة BBS التلفزيونية، واعده المخرج البريطاني جين روبرتس الذي يعد تقارير عن المنطقة منذ ما يقرب من 20 عاماً مضت.
وقال روبرتس في الفيلم ان الجماعة المرتبطة بالقاعدة والتي تطلق على نفسها اسم "أنصار الاسلام" تورطت في عدة معارك مع الاتحاد الوطني الكردستاني "وتنشر الرعب في كافة أنحاء كردستان العراق".
ويصور الفيلم حملة هجمات واغتيالات مكثفة تقوم بها الجماعة التي يقول الفيلم انها استولت على تسع قرى منذ ان عبرت الى العراق قادمة من ايران قبل ثلاثة اعوام.
وقال برهم صالح في مداخلة بالفيلم التسجيلي، وهو سياسي كردي كبير نجا من محاولة اغتيال في نيسان (ابريل) الماضي، ان ما بين 70 و80 مقاتلا موجودون في القرية.
وأضاف صالح الذي يشغل منصب رئيس الوزراء في الحكومة الكردية الاقليمية في منطقة يديرها حزب الاتحاد الوطني الكردستاني احد الفصيلين الكرديين الرئيسيين المسيطرين على المنطقة الجبلية الوعرة "هؤلاء اعضاء من غير الاكراد في القاعدة".

منشقون وعملاء
كما أظهر الفيلم ضابط مخابرات عراقيا لم يكشف عن اسمه اعتقله الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي قال في حديث متلفز أجري معه في سجن في السليمانية، ان بغداد ارسلته لاجراء اتصال مع عضو كبير في المخابرات العراقية يعمل مع جماعة "أنصار الاسلام" الأصولية المتشددة.
كما ينقل الفيلم عن هاربين عراقيين قولهم ان مسؤولين كبارا في القاعدة من بينهم ابن لادن زاروا العراق خلال التسعينيات وان مقاتلي الجماعة تلقوا تدريبات على استخدام اسلحة كيماوية وبيولوجية في معسكرات عراقية.
وتحدث في الفيلم منشق فر من العراق وقال انه عمل في مصنع سري للاسلحة الكيماوية ثم اصبح فيما بعد عقيدا في ميليشيا الفدائيين التابعة لصدام، عن قيام اجانب بالتدريب على استخدام الاسلحة في معسكر يسمى الوحدة 999 شمالي بغداد.
وأضاف العقيد الذي كان يتحدث من تركيا ولم يكشف الفيلم التسجيلي عن اسمه "كان هناك تدريب على استخدام الاسلحة البيولوجية والكيماوية في المعسكر 999 لكن هذا لم يكن على أيدي عراقيين وانما أجانب".

بغداد والأصولية
ويسعى المؤيدون لتحرك عسكري أميركي ضد العراق تقديم ادلة على وجود صلات بين صدام وحركة القاعدة التي يتزعمها اسامة بن لادن ويعتقد انها نفذت هجمات 11 أيلول (سبتمبر) ضد الولايات المتحدة، غير أن مسؤولين أميركيين قالو إنه رغم جمع كم كبير من المعلومات السرية من المنطقة الا انهم لم يلمسوا ادلة على اي زيارة قام بها ابن لادن للعراق، او اي برنامج كبير لتدريب مسلحين اجانب. كما لم يعثروا على ادلة تربط بين العراق وهجمات 11 أيلول (سبتمبر) الماضي، لكنهم يقولون ان "من المحتمل جدا" وجود مقاتلين من القاعدة يعملون ضمن جماعة "أنصار الاسلام" رغم انه لا توجد ادلة قاطعة على ذلك الأمر.
وقال جيمس روبن المتحدث السابق بوزارة الخارجية الاميركية ومقدم برنامج (وايد انجل) حاليا ان الفيلم اوضح انه لا يقدم دليلا لكن "هذا زعم قوي بما يكفي لجعل الامر يستحق مزيدا من التحقيق".
وقال روبن لشبكة (CNN) انه اذا ثبت وجود صلة بين صدام وتدريب اجانب على استخدام اسلحة الدمار الشامل فان هذا يسلط الضوء بالتالي على ان الخطر "ليس في استخدام (صدام) اسلحة الدمار الشامل التي في حوزته ضدنا مباشرة وانما الخطر ان تقع هذه الاسلحة في يوم ما في الايدي الخطأ".