القاهرة-إيلاف: ثمة نشاط سياسي محموم في المشهد السياسي السوداني هذه الأيام، ففي الوقت الذي أعلن فيه اليوم السبت رسمياً في الخرطوم إن إجتماعا عقد في العاصمة اليوغندية كمبالا، ولأول مرة بين الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان الدكتور جون قرنق بحضور الرئيس اليوغندى يوري موسيفينى، من المقرر أن يصل علي عثمان محمد طه، النائب الأول لرئيس الجمهورية السوداني إلى القاهرة في وقت لاحق ليرأس وفد بلاده في اجتماعات اللجنة العليا المصرية ـ السودانية المشتركة، ويلتقي خلال وجوده في القاهرة بالرئيس المصري حسني مبارك.
وفي الخرطوم وصفت الاذاعة السودانية اللقاء الذي تم بين البشير وقرنق، بانه ساده جو من الود وأنه ناقش المسائل التي تضمنها إتفاق ميتشاكوس الأخير بنيروبي.وكان الرئيس السودانى قد إلى كمبالا أمس الجمعة في زيارة رسمية تستغرق يومين يجري خلالها محادثات مع الرئيس الأوغندى يورى موسيفيني.
وفي القاهرة، من المقرر ان يستقبل حسنى مبارك الرئيس المصري علي عثمان طه الذى يحمل رسالة من عمر البشير الرئيس السودانى حول جهود المصالحة السودانية، ومن المتوقع ان يبحث علي عثمان محمد طه النائب الاول للرئيس السوداني عملية السلام مع الرئيس المصري غداً الاحد.
ويرى مراقبون إن مصر التي تعتمد كثيرا على مياه نهر النيل التي تتقاسمها مع عدة دول افريقية حريصة على عدم ظهور دولة اخرى قد تطالب بحصة من مياه النهر، وهي مخاوف أثارها توقيع الحكومة السودانية و"الجيش الشعبي لتحرير السودان"، على اتفاق سلام هذا الاسبوع ينص على فترة انتقالية لمدة ستة أعوام ثم استفتاء يعرض على الجنوب خيار الانفصال.
جدير بالذكر أن الحرب الاهلية الدائرة بين متمردي الجنوب والحكومة المركزية اوقعت نحو مليون قتيل، وادت الى تشريد الملايين في الداخل كما أرغمت مئات آلاف السودانيين على الرحيل الى المنفى.