الرياض-ايلاف: كان لعملية القاء القبض على ابرز قادة القاعدة في كراتشي المدينة الباكستانية وبعد عرض حلقتين من برنامج (سري للغاية) من قناة الجزيرة الفضائية العديد من التسؤالات لدى العديد من رجال المخابرات في العالم حول الكيفية التي استطاعت من خلالها المخابرات الباكستانية من القبض على هذا العدد من المطلوبين من تنظيم القاعدة. المخابرات الامريكية والتي فشلت في الاصل في التنبء با احداث الحادي عشر من سبتمبر تقول عنها المصادر الباكستانية انها كانت في الخط الثاني اثناء عملية القبض على عناصر القاعدة في كراتشي. بينما تحملت المخابرات الباكستانية الحمل الاكبر في عملية الاعداد والكشف ومن ثم القبض
وقد كشفت مصادر رسمية باكستانية عن أن المخابرات العسكرية الباكستانية التي تعتبر من أقوى المخابرات في منطقة جنوب آسيا كانت وراء إلقاء القبض على عضو تنظيم "القاعدة" رمزي بن الشيبة، بينما كانت عناصر من المخابرات المركزية الأمريكية ومكتب التحقيقات الفيدرالي تراقب العملية في سيارات مضادة للرصاص والصواريخ تم استيرادها خصيصاً من الولايات المتحدة.
وتقول مصادر إنه تقدم قسم خاص بالدراسات والبحوث في أجهزة المخابرات العسكرية بدراسة عن الأعمال الانتحارية التي حصلت أخيرا في كراتشي. واستنتجت الدراسة أن العقل المدبر والمنفذ لتلك العمليات لا بد وأن يكون من "القاعدة". كما استنتجت الدراسة وجود خلية لتنظيم "القاعدة" تقوم بالتخطيط والتنفيذ بمساعدة حلفاء لها من منظمات راديكالية سبق وأن حظرت الحكومة الباكستانية نشاطاتها وهي حركة المجاهدين وجيش محمد ولشكر جهنكوي ولشكر طيبة. ثم أعد قسم البحوث في المخابرات العسكرية الباكستانية دراسة أخرى عن التركيبة الاثنية لمدينة كراتشي بعد العمليات الانتحارية التي حصلت فيها ضد المصالح الأمريكية والفرنسية والغربية. وركزت تلك الدراسة بصورة خاصة على الأقلية اليمنية التي تعيش في مدينة كراتشي منذ القدم ويقدر عددها بعشرات الآلاف. ونظراً لخلفيات أسامة بن لادن وأصوله اليمنية واستعانته ببعض اليمنيين في القيام بأعماله التخريبية فقد قررت أجهزة المخابرات العسكرية الباكستانية مراقبة الجالية اليمنية- ومعظم أفرادها يحملون الجنسية الباكستانية بحكم كونهم الجيل الثاني أو الثالث من الجالية التي كانت مستوطنة في كراتشي في فترة ما قبل تقسيم شبه القارة وتأسيس دولة باكستان.
وفي إحدى عمليات المراقبة طبقا لما اوردتة صحيفة الوطن السعودية فقد تمكنت أجهزة المخابرات العسكرية من إلقاء القبض على يمنيين. وعند التحقيق معهم اعترفوا بأنهم يعرفون مكاناً سريا في منطقة ديفنس سوسايتي يسكن فيه بعض العرب وكانوا يشكون بأنهم من تنظيم "القاعدة".
عندها شكلت المخابرات العسكرية الباكستانية فريقا خاصا في 11 سبتمبر وداهمت شقة في ديفنس سوسايتي فوجدت فيها 6 من العرب عرضوا الاستسلام فورا. ولكن خلال تلك الأثناء برز أحد أعضاء "القاعدة" من الشقة المجاورة وألقى قنبلة يدوية على فريق المخابرات العسكرية. فبدأت عملية تبادل إطلاق النار بين المخابرات العسكرية وأعضاء "القاعدة" وانضم فيما بعد 200 من الشرطة وحرس الحدود فاستمر إطلاق النار بين الجانبين لمدة 3 ساعات.
وتوجد مخاوف حقيقية لدى أجهزة الأمن الباكستانية من ردود فعل تنظيم "القاعدة" والمجموعات المؤيدة له في باكستان. وتخشى أجهزة الأمن أن يلجأ عناصر "القاعدة" الموجودون في كراتشي أو في بقية المدن الباكستانية إلى القيام بأعمال انتحارية ضد أهداف أمريكية وغربية وباكستانية قبل أن تتمكن أجهزة المخابرات الباكستانية والغربية من إلقاء القبض عليهم.
كما تتوقع أجهزة الأمن الباكستانية أن تحصل على معلومات من رمزي بن الشيبة عن بقية أعضاء تنظيم "القاعدة" والخلايا النائمة في الباكستان. وانطلاقا من ذلك، تفضل السلطات الباكستانية التحقيق أولا مع رمزي الشيبة قبل تسليمه إلى الولايات المتحدة، متوقعاً أن يكشف ابن الشيبة عن أسماء ومراكز لخلايا "القاعدة" والجماعات المتعاطفة معها في ألمانيا وإسبانيا وجنوب شرق آسيا. ولاحقاً، أعلن مسؤول في الاستخبارات الباكستانية أن التحقيق مع رمزي بن الشيبة وصل إلى "مرحلته النهائية"، وقد يتم تسليمه سريعا إلى الولايات المتحدة.
ومن جهة ثانية، أعلنت الشرطة الباكستانية أن 5 أشخاص جرحوا أمس في حيدر أباد جنوب باكستان في انفجار قنبلة في باص صغير. وذكر شهود عيان أن القنبلة وضعت في عنبر الحقائب في الباص القادم من كراتشي، فيما أشار قائد شرطة حيدر أباد عبد الرؤوف يوسفزاي إلى أن الباص كان في ضاحية محراب كولوني عندما انفجرت القنبلة. وقالت المصادر إن الأضرار كانت خفيفة نظراً لصغر قوة القنبلة. وفي واشنطن ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن ابن الشيبة كان نائماً بمفرده عندما تمت مداهمة شقته واعتقاله وأنه لم يبد أية مقاومة. وأضافت أن عناصر "إف بي آي" كانوا يراقبون العملية وغادروا فور بدء إطلاق النار ثم عادوا لحظة حصول عملية الاعتقالات.