لندن-ايلاف: رسمت مصادر اميركية بعضها معني في الاستخبارات وألآخر في مصادر القرار خريطة عراق ما بعد صدام، وذلك في اطار سيناريوهات عديدة في المواجهة الراهنة بين اشنطن وبغداد.
ويبدو ان الادارة الاميركية حسب ما توفر لـ"إيلاف" من معلومات غسلت يديها من الحكم العراقي وهي منذ اشهر تفتش عن البديل المناسب لحكم بلد فيه امكانيات كبيرة واستراتيجية ليس للصالح الاميركي فحسب وانما للبشرية كلها.
ومعلومات "إيلاف" اتفقت مع معلومات للصحيفة البريطانية (ديلي تلغراف) التي نقلت اليوم على لسان مصادر في وزارة الدفاع الاميركية بعضا من مخطط عراق ما بعد صدام. وهذه المعلومات تشير الى اقامة ادارة على نحو ما تقرر بعد الحرب العالمية الثانية في شأن المانيا بعد زوال حكم ادولف هتلر.
وكانت معلومات نشرتها "إيلاف" في وقت سابق من مصادر معلومات غربية ان الاطار الذي ستكون عليه الادارة العراقية المستقبلية ستكون على النحو الذي قررته اميركا في شان اليابان وهو ما اطلق عليه اسم ادارة مكارثر، في اشارة الى الجنرال مكارثر الذي حكم اليابان عن بعد عبر ادارة يابانية الاصول برعاية اميركية عسكرية.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن مسؤولين في وزارة الدفاع الاميركية قولهم "نحن في مجال التمهيد لاعلان ادارة مدنية في العراق من بعد زوال حكم الرئيس صدام".
واضافوا "الادارة الاميركية تريد من العراقيين انفسهم المشاركة في الادارة المقبلة من دون أي تدخل خارجي، ولذا فهي تقترح تفاهما بين جميع اركان المعارضة في الخارج والداخل ايضا لتيسيير مهمات قيام الادارة المدنية التي ستحكم البلاد بمشورة من خبراء ومتخصصين".
واشارت المصادر الى ان خطة الرئيس الاميركي بديلا عن خوض حرب هو اعلان ادارة عراقية مع العمل على دعمها "والحديث الآن يجري مع كل الاطراف لإعلان مثل هكذا ادارة".
ويحاول المعارضون العراقيون عقد مؤتمر لهم في عاصمة اوروبية وهو محتمل الحدوث في امستردام في اسبوعين من الزمن لبحث آفاق المرحلة المقبلة.
وتقول الادارة الاميركية ان الشأن الافغاني الذي قاد الى تفاهم بتشكيل حكومة برئاسة حامد قرضاي "قد يكون احد المعالم الرئيسة لإدارة مدنية في العراق تشمل جميع التناقضات العرقية والطائفية والسياسية في بلد كبير كالعراق".
وقال مصدر اميركي " في خططنا لاطاحة حكم الرئيس صدام علينا ان نحسب مدى الاضرار التي يمكن اصلاحها في البنية الاساس للعراق بعد زوال هذا الحكم؟".
وكلام هذه المصادر يشير الى ان ما لايقل عن 300 مليار دولار يجب ان تنفق في مسألة اعادة اعمار العراق ليعود الى المجتمع الدولي بلدا مستقرا وديموقراطيا يوالي دوره الفاعل في التنمية لاقتصاد جميع دول الشرق الاوسط.
واذ ذاك، فان مشاورات تجري الآن لعقد اجتماع لقطاعات المعارضة العراقية في عاصمة اوروبية خلال اسابيع لوضع التفاصيل النهائية بمشورة غربية للحكم في العراق لمرحلة ما بعد صدام.
وتعترف المصادر انها مرحلة غير سهلة "وعلينا العمل في بحث كل التفاصيل الدقيقة قبل اتخاذ أي قرار قد يكون خطيرا ليس على العراق وانما المنطقة كلها نظرا لتشابكات المصالح بين بلدان المنطقة وهي امور تنعكس على اداء المعارضة العراقية سوء سواء".
التعليقات