الرياض - ساري الساري: تصل إلى الرياض يوم الجمعة المقبل وزيرة الدفاع الفرنسية ميشيل أليوت ماري ‏في زيارة رسمية إلى المملكة تدوم يومين تلتقي خلالها مع المسؤولين السعوديين للبحث في "صفقة أسلحة ".
وقالت مصادر دبلوماسية فرنسية في الرياض لـ"ايلاف" أن وزير الدفاع الفرنسية ستلتقي خلال زيارتها العاهل السعودي الملك فهد بن عبد العزيز وولي العهد الامير عبد الله بن عبد العزيز ووزير الدفاع الامير سلطان بن عبد العزيز يوم السبت المقبل .
وأضافت المصادر أن الوزير الفرنسية ستنقل رسالة الى العاهل السعودي من الرئيس الفرنسي جاك شيراك ".
وقالت أن الوزيرة الفرنسية ستبحث مع وزير الدفاع السعودي الامير سلطان بن عبد العزيز في تفاصيل "صفقة أسلحة تحرص فرنسا على إتمامها مع المملكة".‏ ‏&
وتحاول فرنسا أن تنافس كلا من بريطانيا وأمريكا في تسويق الدبابة "لوكليرك" إلى المملكة اللتين تعرضان بدورهما الدبابتين& "تشالنجر 2" والاميركية "ام اي اي2 ابرامز" البريطانية والامريكية على التوالي.
وكانت الرياض وضعت شروطا لاتمام الصفقة من بينها أن يستثمر ما نسبته 30 في المائة من قيمة الصفقة لنقل التكنولوجيا والصناعات المتقدمة إلى السعودية تنفيذا& لمشروع التوازن الاقتصادي الذي& تطبقه الرياض على مشترياتها من الاسلحة منذ أوائل الثمانينات .
كما تشترط الرياض إعادة 300 دبابة من طراز (ا.اكسس.ام.30) و400 دبابة خفيفة طراز (ا.اكس.ام.10) التي سبق وان اشترتها من شركة "جيات" المصنعة للدبابات الجديدة& لاعادة تأهيل هذه الاسلحة وبيعها الى دول أخرى وحسم ذلك من قيمة الصفقة اضافة إلى مطالبة الرياض بتجميع الآليات وأجهزة الانذار داخل السعودية بغية تأمين فرص عمل لمئات السعوديين خاصة بعد تزايد نسبة البطالة بين الشباب السعودي لتصل حسب مصادر غير رسمية إلى 35 في المائة وعجز الدولة الواضح عن تأمين فرص العمل للآلاف من الخريجين من الجامعات والثانوية العامة والذين يتجاوز عددهم مائة ألف شاب سنويا .&
كما تشترط السعودية أن يتم سداد جزء من قيمة الصفقة مقايضة بالنفط.
وكانت الرياض أجرت اختبارات على دبابات لوكليرك الفرنسية وابرامز الامريكية وتشالنجر البريطانية منذ العام 1996.
وأدخلت شركة جيات المصنعة للدبابة " لوكليرك " تعديلات إيجابية علي العرض الذي تقدمت به للرياض في إطار مساعيها الرامية إلى تنميه التعاون الصناعي المستقبلي مع السعودية .
وأضافت المصادر أن الوزيرة الفرنسية ستقوم بزيارة القاعدة العسكرية في منطقة الخرج ‏ ‏(70 كلم من الرياض) حيث تتمركز القوات الفرنسية العسكرية المشاركة في قوات التحالف الدولي. ‏ ‏
وأضافت المصادر أن زيارة الوزيرة الفرنسية للمملكة تندرج في إطار التنسيق والتشاور بين البلدين خصوصا في ما يتصل بالقضية الفلسطينية والملف العراقي .
وقالت المصادر أن الوزيرة الفرنسية "ستعرض على نظيرها السعودي الجهود التي تقوم بها فرنسا لدى الولايات المتحدة الامركية لمنع ضرب العراق وتغيير نظامه بالقوة".
ودافع الرئيس الفرنسي حاك شيراك أمس الثلاثاء عن تصور بلاده حول العراق، مؤكدا أن العلاقات مع الولايات المتحدة جيدة غير انها لا تقوم على فكرة أن الولايات المتحدة دائما على حق.
وقال شيراك خلال مؤتمر صحافي عقده مع رئيس الوزراء الدنماركي اندرس فوغ راسموسن في قصر الاليزيه أن "ليس هذا تصورنا للامور. لدينا تقييمنا الخاص للاشياء ونحن نعبر عنه. لا نقول ما لدينا بطريقة عدوانية، لكننا نعبر عنه حين يبدو لنا الامر ضروريا".
واكد انه "ينبغي بذل كل ما هو ممكن لتحقيق هدف هو في وضعنا الخاص التحقق من نزع اسلحة الدمار الشامل في العراق، لكن عبر التفكير في كل الاحتمالات قبل التفكير في الحرب في منطقة لا تحتاج الى حرب اضافية".