الرياض-&ايلاف: كشفت مصادر مطلعة تفاصيل الخلافات الأخيرة بين أعضاء مجلس الأمن الدائمين والممثلين المؤقتين حول اتخاذ قرار موحد متفق عليه بالإجماع في الشأن العراقي وتسوية الخلافات حول المطالب الأمريكية بالتوصل إلى مشروع قرار يعد بمثابة حل وسط بين الرغبة الفرنسية والتوجه الأمريكي الذي تسانده بريطانيا.
وأكد المصدر أن اتفاقا وشيكا كاد يتم بين أمريكا وفرنسا وينص على القبول بحل وسط يضمن لفرق التفتيش القيام بعملها، على أن ينص القرار الأول على العودة إلى مجلس الأمن لاتخاذ الإجراءات الملائمة في حال عرقل العراق عمل فرق التفتيش مما يعتبر مخالفة لقرارات مجلس الأمن تعرض بغداد "لعواقب وخيمة".
وكان من الممكن لفرنسا تمرير الجملة المتشددة "عواقب وخيمه" دون التمسك بإلغائها أو التخفيف من حدتها في مقابل استجابة أمريكا للمطلب الفرنسي بتخفيف الحشود العسكرية التي تقوم بضخها إلى منطقة الخليج والتي تفقد مجلس الأمن مصداقيته، غير أن أمريكا وعدت بتهدئة ضخ الحشود لكنها لم تقدم ضمانات واضحة بتخفيف القوات الموجودة فعلا، كما رفضت وقف التدريبات العسكرية التي تجريها مع بعض دول المنطقة، الأمر الذي رأت فيه فرنسا سيناريو مشوها لدور تقوم به الأمم المتحدة. كما أن أمريكا أكدت لفرنسا أنها ستحتفظ في كل حال من الأحوال بحق توجيه ضربة عسكرية منفردة في حالات عدة أبرزها:
- شعور أمريكا بعدم الرضى عن أداء لجنة التفتيش.
-عدم قبول أمريكا النتائج التي يمكن أن تخرج بها لجنه التفتيش في التقرير الذي سترفعه للأمم المتحدة عقب انتهاء مهمتها.
-عدم السماح لأمريكا بالتدخل لتوجيه عمل لجنة التفتيش والإشراف عليها.
-عدم قبول أمريكا النتائج التي يمكن أن تخرج بها لجنه التفتيش في التقرير الذي سترفعه للأمم المتحدة عقب انتهاء مهمتها.
-عدم السماح لأمريكا بالتدخل لتوجيه عمل لجنة التفتيش والإشراف عليها.
- رفض العراق الخضوع لما يستجد من مطالب أمريكية أثناء عمليات التفتيش. وقد اعتبرت فرنسا ومن خلفها روسيا المطالب الأمريكية تدخلا سافرا في عمل لجنة التفتيش ونوعا من الهيمنة الأمريكية المقصود بها خلق وتفجير خلافات ومشكلات مع العراق تتخذ منها أمريكا ذريعة لتوجيه ضربة عسكرية. ونقلت صحيفة الوطن السعودية بأءن امريكا قد نجحت في ممارسة ضغوط على دول عدة داخل مجلس الأمن من بينها النرويج وبلغاريا وكولومبيا وسنغافورة للوقوف بجانبها، بينما فشلت في ممارسة ضغوط على سوريا. كما عارضت مطالبها المتشددة كل من الكاميرون والمكسيك وغينيا وأيرلندا. وأيدت هذه الدول مطلب ضرورة حصول تعديلات على المشروع الأمريكي لجهة التخلي عن لهجة التهديد في مشروع القرار الأول والمتعلق بجملة "عواقب وخيمة". وأكد المصدر أن فرنسا تراجعت مرونتها بسبب التعنت الأمريكي وإصرار الولايات المتحدة على الاحتفاظ بحق توجيه ضربة منفردة للعراق، الأمر الذي دفع مجلس الأمن إلى إرجاء بحث المشروع مجددا والتصويت عليه إلى يوم غد الاثنين، في حين تمسكت سوريا وحدها بمعارضتها التامة لإصدار أي قرار بشأن العراق، مؤكدة أن لا حاجة لقرار جديد لعودة فرق التفتيش إلى العراق.
التعليقات