الخليل (الضفة الغربية)-سميح شاهين: اعطى رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الضوء الاخضر لتوسيع الاستيطان اليهودي في الخليل في اطار الرد على الهجوم الفلسطيني الذي اسفر الجمعة عن مقتل 12 عسكريا ومستوطنا، في حين ستبحث الحكومة سبل الرد عليه خلال اجتماعها .
&ونقلت الاذاعة عن شارون قوله "يجب اغتنام الفرصة لفرض امر واقع يتيح تواصلا ميدانيا بين كريات اربع والحي الذي يسكنه اليهود في الخليل والحرم الابراهيمي".&وتقع مستوطنة كريات اربع (6500 نسمة) على بعد كيلومترين من الحي اليهودي في الخليل حيث يقيم 600 مستوطن وسط 120 الف فلسطيني.&وادلى شارون بهذه التصريحات في الخليل حيث توجه مع وزير الدفاع شاوول موفاز قبل المشاركة في الاجتماع الحكومي الاسبوعي.
&ورد الفلسطينيون على هذه التصريحات متهمين اسرائيل بالسعي الى "تصعيد خطير".&وفي حديث لوكالة فرانس برس، قال نبيل ابو ردينة، مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات معقبا على اقوال شارون "هذا التصعيد الاسرائيلي الخطير سواء في الخليل او نابلس او قطاع غزة وغيره سيقود الى مزيد من التوتر والتدهور والدمار بالمنطقة".&واضاف ان الحكومة الاسرائيلية "تؤكد مجددا انها غير جادة في البحث عن اي حل سياسي للازمة الحالية".
&وطغت لجهة الحزم في اسرائيل حيث يتعين على الحكومة التي باتت تحت السيطرة الكاملة لليمين بعد استقالة وزراء حزب العمل في الثلاثين من تشرين الاول/اكتوبر، المضي قدما في الفترة الانتقالية حتى الانتخابات التشريعية المقرر اجراؤها في 28 كانون الثاني.&واسفر الهجوم الذي نفذته مجموعة تابعة لحركة الجهاد الاسلامي عن مقتل 12 اسرائيليا هم تسعة عسكريين وعناصر من حرس الحدود وثلاثة مستوطنين، وجرح 14 اخرين. وقد قتل ثلاثة من المهاجمين الفلسطينيين خلال تبادل اطلاق النار.
&وسلم الجيش الاسرائيلي مساء امس جثث اكرم هنيني (20 سنة) وولاء سرور (21 سنة) وذياب المحتسب (21 سنة) والثلاثة طلاب في المعهد التكنولوجي في الخليل الى عائلاتهم، حيث دفنوا صباح اليوم وفق ما افاد شهود.&واثر تصريحات شارون نصب عشرات المستوطنين الشباب صباح اليوم الاحد خياما لاقامة نقطة استيطان عشوائية بين مستوطنة كريات اربع ومدينة الخليل كما اعلن زفي كاتسوفر احد مسؤولي المستوطنين.
&وقال كاتسوفر "نأمل ان يسمح لنا الجيش بعد انقضاء ايام الحداد السبعة بان نبقى حتى نتمكن من ضمان امن المصلين اليهود المتوجهين الى الحرم الابراهيمي بشكل افضل".
&اما وزير الخارجية الاسرائيلي بنيامين نتانياهو فشدد من لهجته عندما اعتبر ان رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ياسر "عرفات الغى بنفسه كل الاتفاقات التي ابرمتها اسرائيل (مع الفلسطينيين)".&وذكر بانه كان دائما يطالب "بمبدا المعاملة بالمثل في تنفيذ الاتفاقات" وهدد بطرد عرفات.
&واعلن نتانياهو "قلت انه في حال استمرر الارهاب سيطرد عرفات ويجب تفكيك سلطته. وفي الوقت المناسب سيتقرر طرده في اطار دائرة مصغرة".&ومن المفترض ان يلتقي نتانياهو الذي سيواجه شارون خلال الانتخابات التمهيدية لرئاسة حزب الليكود في 28 من الشهر الجاري، ممثلي السلك الدبلوماسي في اسرائيل.&وميدانيا اقدم الجيش الاسرائيلي ليل السبت الاحد على هدم منازل خمسة ناشطين فلسطينيين في مدينة الخليل وجوارها. بالاضافة الى هدم ثلاثة منازل في منطقة نابلس، شمال الضفة الغربية.&وقد دمر الجيش نحو ثمانين منزلا منذ مطلع شهر آب/اغسطس. ودانت منظمات الدفاع عن حقوق الانسان هذه السياسة مشددة على انها تندرج في اطار "العقاب الجماعي".