هنري معمرباشي: دعا قادة منطقة كردستان العراقية التي خرجت عن سلطة بغداد منذ عام 1991، مع عدد من المعارضين في المنفى والاختصاصيين في القضية الكردية الجمعة في باريس إلى قيام دولة عراقية فدرالية في حال سقوط نظام صدام حسين.
&غير ان تساؤلات عدة تلوح خلف هذا الإجماع الظاهري، على خلفية الكثير من المراهنات والافتراضات، سواء بالنسبة لنوع النظام الفدرالي المرجو او للاهداف الاميركية الحقيقية في ما يتعلق بعراق الغد.
&وقال الامين العام للاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني اثناء مشاركته الى جانب مسعود بارزاني الذي يتقاسم معه زعامة اكراد العراق في مؤتمر نظمه المعهد الكردي في باريس حول مستقبل اكراد العراق "ان مشروعنا يندرج في اطار دولة فدرالية تعددية ذات حكومة مركزية".
&وقال رئيس المعهد كندال نيزان في بداية المؤتمر "لا يمكننا، سواء كنا نؤيد الحرب او نعارضها، ان نتجنب التفكير في مرحلة ما بعد صدام حسين" ووضع الاكراد، خصوصا انه "في ظل الحزبين الكرديين الرئيسيين اللذين يديران كردستان منذ 11 عاما، تم احلال السلام والديموقراطية والازدهار النسبي (بفضل عبور شاحنات النفط) في منطقة دمرتها عقود من الحروب".
&وقال اختصاصي الجغرافيا السياسية جيرار شاليان الذي قام اخيرا بزيارة الى كردستان ان "الاكراد يعرفون ما يريدون وهم يحددون موقعهم خلافا لما يظن القادة الاتراك في اطار دولة عراقية يودون تقاسم السلطة داخلها مع فصائل الشعب الاخرى".
&ويمثل الاكراد حوالي ربع سكان العراق، مقابل 55% من الشيعة. اما السنة، فيشكلون اقلية غير انهم يمسكون بزمام السلطة منذ قيام الدولة العراقية.
&وتابع شاليان ان كردستان تشكل "نموذجا فريدا في الشرق الاوسط يعالج مسألتي الاقليات الاتنية والديانة بالقدر نفسه من الانفتاح"، مشيرا الى التقدم الذي تم تحقيقه في هذه المنطقة على صعيد البنى التحتية والصحة والتربية.
&واضاف "يبقى ان نعرف الى اين نحن ذاهبون"، معبرا عن قلقه من "عزم الولايات المتحدة على استخدام الديموقراطية كسلاح ضد بلدان مثل ايران والسعودية".
&وراى ان "تحقيق هدف الحرب اكثر سهولة من رؤية ما بعد الحرب".
&واعتبر المعارض العراقي الشيعي موفق الرباعي المقيم في لندن من جهته ان "اندماج الاكراد في دولة عراقية موحدة انما لامركزية" امر اساسي، وكذلك بالنسبة الى "التوقف عن تهميش الغالبية الشيعية" وابقائها بعيدا عن الحياة السياسية.
&وقال الرباعي "يجب تزويد العراق ببنية فدرالية لتجنب تفتيته"، ومن اجل وضع حد لنظام يقود فيه السنة وحدهم شؤون العراق كما هي الحال منذ انشاء الدولة العراقية في 1921.
&واضاف ان "هناك ثلاثة امراض تطبع الوضع في العراق: الدكتاتورية واضطهاد الاكراد وسياسة التمييز ضد الشيعة"، مشيرا الى ان "الديموقراطية والفدرالية والقضاء على التمييز هي الحلول لهذه الامراض".
&وقال عادل عبد المهدي الناطق باسم المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق (ابرز حركة شيعية معارضة تتخذ من ايران مقرا لها) ان "الديموقراطية والفدرالية لهما وقع سحري. انما يعود للاكراد اولا ان يحددوا خيارهم"، ورفض "اي وصاية" على الاكراد.
&واذا كان هناك توافق ظاهري واسع حول فكرة الفدرالية، فان العراقيين المعارضين لا يزالون منقسمين حول نوع النظام الفدرالي او الدولة الفدرالية التي يرغبون بها، جغرافية او اتنية او دينية. وستكون هذه المسالة على جدول اعمال المناقشات في مؤتمر المعارضة المقرر في منتصف كانون الاول/ديسمبر في لندن.
&وقال سيامند عثمان المعارض والمحلل العراقي من اربيل (شمال العراق) "هناك الكثير من التكهنات بخصوص تطلعات الاميركيين، ولكن هناك القليل من النقاشات حول ما يسعى اليه العراقيون"، محذرا من اغراء "التقسيمات الاتنية".