نيويورك : يقول خبراء طاقة امريكيون انه في حالة اطاحة الولايات المتحدة بالرئيس العراقي صدام حسين فانه يتعين عليها ايضا ان تقنع مواطني العراق والدول المجاورة بانها لا تريد السيطرة على نفط العراق.
وقال تقرير معهد جيمس بيكر في جامعة رايس ومجلس العلاقات الخارجية صدر امس انه ينبغي دحض "الرأي الشائع بان الحملة ضد العراق تنبع من رغبة امريكا في سرقة نفط العراق او على الاقل السيطرة عليه". وكان جيمس بيكر وزيرا للخارجية في عهد الرئيس السابق جورج بوش والد الرئيس الحالي بوش.
ولدى العراق ثاني اكبر احتياطيات نفط في العالم ولكن حربين الاولى مع ايران والثانية مع تحالف تقوده الولايات المتحدة بالاضافة الى عقد من العقوبات تسببوا في اضعاف البنية التحتية لصناعة النفط والصادرات الرسمية. ووفقا لبيانات الامم المتحدة فقد بلغ متوسط صادرات النفط العراقية الرسمية نحو&1.25 مليون برميل يوميا انخفاضا من ما يقرب من ثلاثة ملايين برميل يوميا قبل التسعينيات.
وقال التقرير انه اذا اعلنت الولايات المتحدة ان العراق انتهك اتفاقيات الامم المتحدة بشأن اسلحة الدمار الشامل وتحركت للاطاحة بصدام فسيتطلب الامر خمسة مليارات دولار لاعادة صناعة النفط العراقية الى مستوياتها قبل التسعينيات بالاضافة الى ثلاثة مليارات دولار في صورة نفقات تشغيل سنوية. ويفترض التقرير ان نشوب حرب لن يلحق خسائر جسيمة بعمليات النفط العراقية الحالية.
وتبلغ العائدات السنوية للنفط العراقي الان نحو عشرة مليارات دولار تنفقها البلاد رسميا على شراء الاغذية والاحتياجات الاساسية. وتخضع الصادرات لاشراف برنامج النفط مقابل الغذاء التابع للامم المتحدة منذ عام 1997 . وقال التقرير انه الامر سيحتاج ما بين 30 و 40 مليار دولار في صورة استثمارات جديدة لاعادة تأهيل الابار المنتجة وتطوير حقول جديدة والوصول بالانتاج الى مستوى ستة ملايين برميل يوميا.
ويقول المحللون ان شركات النفط الدولية مثل اكسون موبيل وبي.بي وشل سترغب في المشاركة في عملية اعادة تأهيل صناعة النفط في العراق بعد الاطاحة بصدام. وقال التقرير ان الساحة يجب ان تكون مفتوحة بشكل متكافيء امام كل الشركات الدولية للمشاركة في جهود الاصلاح والتطوير والتنقيب مستقبلا ولكن يجب ان يحتفظ العراقيون بالسيطرة على صناعة النفط.
واضاف ان اصلاح صناعة النفط العراقية سيحتاج لكونسورتيوم دولي بقيادة عراقية في حين ينبغي ان تواصل الامم المتحدة الاشراف على العقود. وقال "ان سيطرة امريكية قوية لن تؤدي سوى الى اقناع(العراقيين) وباقي العالم بان العملية ضد العراق لها دوافع استعمارية ولا تستهدف مجرد نزع سلاحه". وتابع التقرير "العراق لديه قطاع مهني ضخم وجيد التدريب من المديرين والفنيين في صناعة النفط قادر على ادارة هذه الصناعة. وعدم استغلال هذه الموارد الوطنية في اصلاح وادارة وتوسيع صناعة النفط العراقية سيلحق ضربة قوية بالعلاقات السياسية والامنية والعامة".
وبالاضافة الى ذلك ينبغي ان يكون بوسع المواطنين العراقيين الاستفادة من صناعة النفط وسيكون برنامج النفط مقابل الغذاء وسيلة جيدة للبدء في توزيع عائدات النفط في شتى انحاء البلاد.