اكدت دراسة مصرية ان وجود قيادات حكيمة ‏‏مؤمنه باهمية استمرار مجلس التعاون الخليجى وخطورة التهديدات فى منطقة الخليج ‏ ‏سترجح خيار مزيد من التماسك لكيان المجلس وليس خيارا التفكك او التوسع فى العضوية.‏‏ وذكر مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية فى ملفه الشهرى ان الخبراء ‏‏المتابعين لمسيرة المجلس حتى دورته ال23 الاخيرة يتوقعون هذه السيناريوهات الثلاث ‏‏لمستقبله لكن سيناريو التماسك يظل هو الارجح على اعتبار ان دوافع وعوامل ذلك ‏‏ستكون لها الغلبة على ماعداها من اعتبارات لاسيما فى ظل الظروف المحيطة بمنطقة ‏ ‏الخليج حاليا.‏
وفى شرحه لذلك قال المركز فى الدراسةان خبراء العلاقات الدولية ينطلقون من قانونى التراكب والذاتية فى هذا ‏‏النوع من العلاقات بين الدول لرصد مجموعة من العوامل الدافعة سواء الى التماسك ‏‏والتعاون او الى الاعلاء من قيمة الاستقلالية والمصالح الذاتية وعلى ضوء التفاعل ‏‏بين هذه العوامل تتحدد الصورة المستقبلية لمثل هذه التجمعات .‏‏ واوضح انه فى هذا الاطار يمكن رصد ثلاث سيناريوهات يطرح كل منها تصورا لمستقبل ‏‏المجلس واولها "التماسك " الذى يقوم على أساس أن العوامل الدافعة نحو المزيد من ‏‏التعاون والتماسك والتوحد سوف تكون لها الغلبة على العوامل الذاتية خاصة وأن ‏‏الظروف المحيطة بدول المجلس دوليا تفرز تحديات وتهديدات لا تقتصر على دولة بعينها ‏‏وانما تشمل كافة دول المجلس الامر الذى يوءدى الى وجود مصالح استراتيجية مشتركة ‏‏بين دوله لايمكن الدفاع عنها الا من خلال التعاون والتماسك .‏
‏ وأكد أن توافر هذه الظروف أو العوامل الدافعة لهذا الاتجاه لاتوءدى الى ‏ ‏التماسك والتوحد بصورة تلقائية وانما تتطلب رؤية مشتركة لحجم ونوعية هذه ‏‏التهديدات والتحديات من جانب دول المجلس وارادة سياسية قوية للتعامل معها فى اطار ‏‏جماعى .‏
‏ وذكرت الدراسة انه على الرغم من ان هذا السيناريو يواجه العديد من المعوقات ‏ ‏بعضها نابع من دول المجلس والبعض الآخر نابع من البيئة الاقليمية والدولية ‏‏الضاغطة الا انه يبقى الاوفر حظا فى ضوء الخبرات السياسية والاقتصادية التى توفرت ‏‏لدول المجلس ووجود قيادات حكيمة وقوى اقتصادية تدفع باتجاه التكامل الاقتصادى بين ‏ ‏الدول الست .
&اما السيناريو الثانى وفقا لدراسة المركز فهو التفكك بالنظر الى ان تكلفة ‏ ‏الاستمرار فى المجلس قد تكون مرتفعة بالقياس الى فوائده او ان بعض القوى ‏‏الاقليمية ترى ان تحقيق المصالح الخاصة لها سيكون بتكلفة أقل وبصورة أفضل فى حالة ‏ ‏تفكك المجلس .‏‏ ولاحظت انه على الرغم من وجود عدم قبول عام تجاه السيناريو الثانى فان هذا ‏ ‏يفرض جهودا مكثفة لتجنب حدوثه لاسيما ان السيناريو الثالث وهو توسيع العضوية ‏
‏لتشمل اليمن او ايران لاتتوافر حتى الان امكانية حدوثه.