بغداد- بدأ مفتشو الامم المتحدة الاربعاء في عيد الميلاد، يومهم السادس والعشرين من عمليات التفتيش في العراق بعد ان استمعوا الى خبير في البرنامج النووي العراقي في وقت اتهمت اسرائيل العراق بنقل اسلحة دمار شامل الى سوريا.
وزارت فرق التفتيش التابعة للجنة المراقبة والتحقق والتفتيش (انموفيك) والوكالة الدولية للطاقة الذرية العديد من المواقع بينها مصنع للصواريخ في بغداد.&واستأنفت الامم المتحدة الثلاثاء استجواب علماء عراقيين عبر اجراء حديث مع خبير عراقي للمرة الاولى منذ استئناف عمليات التفتيش في 27 تشرين الثاني/نوفمبر.
واكد المتحدث باسم المفتشين الدوليين هيرو يواكي في بيان صحافي، ان فريق الوكالة الدولية للطاقة الذرية اجرى بناء على طلبه "حديثا مطولا" مع "عالم عراقي" من الجامعة التكنولوجية ببغداد.
واضاف ان ذلك "يشكل استئنافا لبرنامج الاستجواب الاعتيادي الذي توقف في 1998"، عندما غادر المفتشون الدوليون العراق.&وقال المتحدث باسم الامم المتحدة ان "اللقاء جرى في مكتب منفرد اختير بالصدفة، بدون وجود كاميرات ولا اجهزة تسجيل". واكد حضور شخص من دائرة الرقابة الوطنية اللقاء.
وبموجب قرار مجلس الامن رقم 1441 فان الخبراء الدوليين مكلفون التأكد من امتلاك العراق اسلحة دمار شامل بما في ذلك من خلال استجواب علماء عراقيين داخل العراق وخارجه.
واكد الرئيس العراقي صدام حسين في رسالته الموجهة الى المسيحيين مساء الثلاثاء بمناسبة عيد الميلاد ان "ما ستسفر عنه نتائج التفتيش في العراق سيشكل صدمة كبيرة للولايات المتحدة"، لانه سيثبت كما قال "خلو العراق من اسلحة الدمار الشامل".
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بعيد ذلك للقناة الثانية الخاصة في التلفزيون الاسرائيلي "هناك معلومات نقوم بالتحقق منها. لكننا متاكدون من ان العراق نقل مؤخرا اسلحة كيميائية وبيولوجية الى سوريا".&واضاف ان "صدام حسين اراد اخفاء هذه الاسلحة واعتقد ان الاميركيين يعرفون ذلك"، مضيفا انه يعلم ان "خبراء وعلماء عراقيين يعملون في الصناعة النووية بليبيا".
وردا على سؤال حول الاخطار التي ستواجهها اسرائيل في حال شن هجوم اميركي على العراق، قال شارون "ستشن الحرب على الارجح واعلم تقريبا متى. وهذا الامر سيخلف اخطارا ولكننا اتخذنا جميع الاجراءات للدفاع عن شعب اسرائيل بالتنسيق الوثيق مع الولايات المتحدة".&وواصل العراق اتهامه الولايات المتحدة بالسعي الى افشال عمليات التفتيش كما اشار الثلاثاء مستشار الرئيس العراقي عامر السعدي في حديث لتلفزيون مصري.
وقال اللواء عامر السعدي في مقابلة مع شبكة "دريم" الفضائية اجريت معه من بغداد ان الولايات المتحدة "ستعمل كل ما بوسعها من اجل افشال عمليات التفتيش كالتي تقوم بها لجنة انموفيك".
واضاف ان "اميركا تعلم ان العراق ليس لديه اسلحة وان عمليات التفتيش لن تؤدي الى نتائج تصب في مصلحتها ولكن في مصلحة العراق".&اوضح ان "الولايات المتحدة لها اجندتها الخاصة ولا تمت بصلة الى مسألة الاسلحة"، موضحا ان هذه الاجندة تهدف الى "السيطرة على الموارد النفطية وعلى المنطقة".
واعرب السعدي الذي اشارت صحيفة "الشرق الاوسط" السعودية الى ان المخابرات الاميركية حاولت في حزيران/يونيو اقناعه بالانشقاق عن بغداد، عن خشيته من ان ينصاع كبير المفتشين الدوليين هانس بليكس لضغوط الولايات المتحدة. وقال "اعتقد ان بليكس يتعرض لضغوط قوية للتجاوب مع رغبات الولايات المتحدة التي لا يروق لها احترافه وموضوعيته".
ورصدت الحكومة الكويتية التي تأخذ على محمل الجد خطر اندلاع حرب، 100 مليون دينار كويتي (333 مليون دولار) لصندوق خاص للطوارىء خصص لمواجهة انعاكاسات هجوم محتمل على العراق، وفق ما اعلن اليوم الاربعاء.
وعززت الكويت التي ترتاب في نوايا العراق الذي احتلها لسبعة اشهر ( 1990 - 1991) من اجراءاتها الامنية وذلك بحكم وجودها على خطوط النار الاولى وذلك خاصة اثر سلسلة الهجمات التي استهدفت جنودا اميركيين.&وينتشر حوالي 15 الف جندي اميركي في الكويت حيث يتدربون يوميا على مقربة من الحدود العراقية بشكل خاص.