نيقوسيا- ماسيس دير بارثوج: تضاربت المشاعر بين الإحباط والسرور في جزيرة قبرص المقسمة مساء الأربعاء الماضي عندما خرج القبارصة اليونانيون إلى الشوارع للإحتفال بالخطوة النهائية نحو الانضمام لعضوية الإتحاد الأوروبي في حين سادت مشاعر الإحباط جيرانهم القبارصة الأتراك في الشطر ا لشمالي.
ووقعت عشر دول في العاصمة اليونانية أثينا يوم الاربعاء الماضي اتفاقيات الانضمام إلى الإتحاد الاوروبي، ولكن الجزء الذي يغلب القبارصة الاتراك على سكانه في قبرص لم يشارك في تلك اللحظة التاريخية بسبب فشل محاولات إعادة توحيد الجزيرة. ولا يزال شمال الجزيرة معزولا منذ غزو تركيا له واحتلاله في صيف عام 1974 .
وكانت أخر المحاولات التي بذلها الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان لتوحيد شطري الجزيرة في شباط /فبراير/ الماضي قد منيت بالفشل. ولكن الرئيس القبرصي تاسوس بابادوبولوس أكد مجددا التزامه بتوحيد الجزيرة خلال الاشهر الثلاث عشرة القادمة.
وكان المشاركون في ثلاث مظاهرات ضخمة قد طالبوا بضرورة السماح للقبارصة الاتراك بالانضمام إلى القبارصة اليونانيين في دولة موحدة داخل الإتحاد الاوروبي، لكن تركيا تشدد قبضتها على الجزء الشمالي من خلال تواجدها العسكري بنحو 35 ألف جندي ومئة ألف مستوطن تركي نقلتهم من الاناضول على مدى 25 عاما.
وأطلقت البالونات في وقت متأخر بعد ظهر الاربعاء في سماء العاصمة المقسمة نيقوسيا في الوقت الذي كان زعيم القبارصة اليونانيين يوقع معاهدة الانضمام إلى الاتحاد في أثينا.
ومن المقرر أن تنضم قبرص اليونانية مع مالطة وثماني دول في شرق أوروبا إل ى الاتحاد ألاوروبي في أيار /مايو/ عام 2004 في إطار توسيع عضويته.
وتابع الاحتفال رئيس بلدية نيقوسيا ميكائيل زامبيلاس يرافقه سفراء دول الاتحاد الاوروبي و عضو مجلس الشيوخ فاسوس ليساريدس القائم بأعمال ال رئيس القبرصي على شاشة تليفزيون عملاقة وسط الجمهور الذي تجمع في ميدان الحرية الرئيسي.
ولكن على بعد بضعة مئات من الامتار، كان مواطنوهم القبارصة الاتراك ينظرو ن في حزن إلى البالونات الزرقاء والصفراء ترتفع في السماء قبل عرض الالعاب النارية الذي أقيم بهذه المناسبة.
وكتبت صحيفة قبرص اليومية التي تصدر في الشطر التركي أمس /الخميس/ "احتفل جيراننا القبارصة اليونانيون بدخول الاتحاد الاوروبي بال العاب النارية نيابة عن قبرص كلها".
وقال سائق من القبارصة الاتراك لفريق تليفزيوني زار الشطر الشمالي "تهاني نا لكم. شيء سيء جدا أننا لم نستطع الانضمام."
وقال حسين انجوليملي زعيم حزب الاتحاد الوطني إن اليونان التي تتولى حالي االرئاسة الدورية للإتحاد الاوروبي وجهت له ولزعماء المعارضة الاخرين من القبارصة الاتراك دعوة للإجتماع مع رئيس الوزراء كوستاس سيميتيس الذى سيبدأ جولة غدا السبت يزور خلالها الدول العشر التي ستنضم للإتحاد.
وقال انجوليملي إن الزعماء قبلوا الدعوة. لكن هناك شكوك في أن يوافق زعيم الاتراك القبارصة رؤوف دنكطاش لهم بإجتياز نقطة العبور التي تسيطر عليها الامم المتحدة في فندق قصر ليدرا ا لمهجور لمقابلة رئيس الوزراء اليوناني بمقر السفير على الجانب الاخر من السياج الفاصل بين شطري الجزيرة.
ولكن إذا نجحوا في ذلك يتوقع القبارصة الاتراك أن تكشف اليونان النقاب عن بعض الترتيبات السياسية والاقتصادية للاسراع في جهود السلام وممارسة ضغوط على تركيا للسماح بتوحيد الشطرين في دولة فيدرالية واحدة.
من ناحية أخرى من المتوقع أن تخيب آمال تركيا في بدء محادثات بشأن انضمامها للإتحاد في كانون الاول /ديسمبر/ عام 2004 فيما يقلص فرصة دخولها الاتحاد بعد ذلك.
وتعهد المفوض المسئول عن توسيع عضوية الاتحاد الأوروبي جونتر فيرهويجن بت صيص 206 مليون يورو لمشروعات البنية الاساسية لمساعدة القبارصة الاتراك على الخروج من أزمتهم الاقتصادية ورفع مستوى دخلهم السنوي إلى مستوى دخل القبارصة اليونانيين البالغ نحو 15 ألف يورو وهو ما يعادل ستة أمثال متوسط الدخل في الشطر الشمالي.