ايلاف:توقعت مصادر دبلوماسية غربية أن تقوم إيران بتسليمك المملكة العربية السعودية عدداً من قادة شبكة (القاعدة) من المحتمل أن يكون من بينهم القيادي المصري الشهير بلقب (سيف العدل)، وأحد أبناء أسامة بن لادن، يأتي هذا في وقت توقعت فيه دوائر دبلوماسية أميركية اليوم الاحد تطورات ايجابية من جانب ايران خلال الايام القادمة بشأن ملاحقة عناصر وقيادات شبكة "القاعدة" الإرهابية، فقد نقل راديو ايران عن حامد رضا اصفي المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية قوله ان بعض اعضاء القاعدة اعتقلوا في الجمهورية الاسلامية "لكن المحتجزين ليسوا اعضاء كبارا في القاعدة"، مشيراً إلى بلاده جادة بشأن مواجهة "القاعدة"، وداعيا واشنطن إلى "الاحتكام إلى المنطق والحكمة في العلاقات الدولية وتجنب توجيه ملاحظات تعد تدخلاً غير مقبول في شؤون إيران الداخلية" على حد تعبير الناطق باسم الخارجية الإيرانية.
وكانت ايران قد أعلنت في وقت سابق انها اعتقلت اعضاء من شبكة القاعدة التي يتزعمها اسامة بن لادن لكن ليس من بينهم قادة كبار، مشيرة إلى انها قامت العام الماضي باعتقال وترحيل نحو 500 من اعضاء القاعدة تسللوا عبر حدودها من افغانستان وباكستان والعراق.
وفي مقابلة مع& شبكة تلفزيون ABC الاخبارية الأميركية قال جواد ظريف مندوب ايران الدائم لدى الأمم المتحدة& ان بلاده اعتقلت عدة أعضاء في شبكة القاعدة ولكنها لم تحدد هوياتهم بعد، مشيراً إلى أنها تحاول تحديد هوية مجموعة من المحتجزين الذين يشتبه في انتمائهم للقاعدة وانها مستعدة لتسليمهم الى "حكومات صديقة" مثل السعودية، غير أنه استدرك قائلاً انه لا يستطيع تاكيد ما اذا كان من بين المحتجزين المصري سيف العدل الذي اتهم بالتخطيط لتفجير سفارتي الولايات المتحدة في شرق افريقيا عام 1998.
من جانبها قالت صحيفة (واشنطن بوست) ان البيت الأبيض يبدو "مستعدا لاعتماد سياسة نشطة تقوم على محاولة زعزعة استقرار الحكومة الايرانية" في اجتماع لكبار المسؤولين يعقد يوم غداً الثلاثاء، وقالت وكالة (رويترز) إن مسؤولي البيت الابيض امتنعوا عن التعليق أو تأكيد ان من المزمع عقد مثل هذا الاجتماع.
وقالت الصحيفة ان مسؤولي وزارة الدفاع يريدون تحركات قد تؤدي إلى الاطاحة بالحكومة من خلال انتفاضة شعبية. وأضافت ان بعض مسؤولي وزارة الخارجية يعارضون هذا قائلين ان ثمة مبالغة في تقدير مستوى السخط العام في ايران.وأشار المسؤولون الاميركيون إلى ان اتصالات اعترضتها المخابرات تشير إلى ان خلية صغيرة من القاعدة في ايران وجهت التفجيرات التي قتل فيها 34 شخصا من بينهم ثمانية امريكيين.
وطلبت وزارة الخارجية الامريكية الاسبوع الماضي من ايران ان تحمل على المشتبه بانتمائهم إلى عضوية القاعدة الذين يعملون في البلاد. وألغت الولايات المتحدة خططا للاجتماع مع مسؤولين ايرانيين في جنيف يوم الاربعاء الماضي احتجاجا.كما نقلت شبكة تلفزيون Nbc عن السناتور بات روبرتس الرئيس الجمهوري للجنة المخابرات في مجلس الشيوخ الاميركي قوله إنه "ربما تكون هناك بعض الأنباء الطيبة قريبا وهذا هو كل ما سأقوله بشأن ذلك"
كما نقلت عن غاي روكفيلر وهو عضو آخر في اللجنة "قد تكون هناك أنباء أفضل بشأن ايران سيتم اعلانها".وتؤكد تسريبات استخبارية أميركية أن هناك "معلومات موثقة" تشير إلى ان اعضاء كبار من القاعدة يختبئون في ايران كانوا على علم مسبق بالتفجيرات الانتحارية التي وقعت في 12 آيار (مايو) الجاري في العاصمة السعودية الرياض وتسببت في مقتل 34 بينهم ثمانية أميركيين.
وأشار السيناتور روبرتس إلى ان الأمر يتعلق باتهامات أميركية بان زعماء القاعدة يعملون انطلاقا من ايران وربما لهم صلة بالتفجيرات الانتحارية التي وقعت في السعودية في الاونة الأخيرة، أما السناتور الديمقراطي جوزيف ليبرمان في لقاء مع محطة فوكس نيوز يوم أمس الاحد "سيكون في مصلحة العالم ولاسيما الشعب الايراني اجراء تغيير للنظام في ايران"، على حد تعبيره.
وتضع الولايات المتحدة إيران علي القائمة الأميركية لمن تعتبرهم واشنطن دولا مؤيدة للإرهاب، وقطعت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 التي أطاحت بشاه إيران ورجل أميركا في طهران رضا بهلوي. كما وضع الرئيس الأميركي في خطاب حالة الاتحاد في كانون الثاني (يناير) 2002 إيران ضمن ما أسماه بدول "محور الشر"، الذي يضم كوريا الشمالية, بالإضافة إلي العراق في ظل صدام حسين، وتزايدت انتقاداتها للجمهورية الاسلامية منذ نهاية حرب العراق الشهر الماضي، حيث اتهم مسؤولون أميركيون ايران بالسعي إلى امتلاك قدرات نووية، والتدخل في عراق ما بعد الحرب وايواء اعضاء بشبكة القاعدة. وتنفي ايران كافة الاتهامات الأميركية وتؤكد دائماً أنها ستقاوم أي محاولة لزعزعة استقرارها.