عمان - ايلاف: تساءل مراقبون امام "إيلاف" عن الاسباب الخفية وراء لقاء غير معهود استضافه وزير خارجية قطر حمد بن جاسم بن جبر ضم خالد سلام "الفلسطيني التركماني" الذي كان قيما على المال والاستثمار الفلسطيني قبل تجميد صلاحياته من جانب السلطة الفلسطينية وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الذي يعيش متنقلا بين الدوحة ودمشق.
وقالت مصادر لـ"إيلاف" ان صحافيا من اصل فلسطيني يعمل مستشارا لمؤسسة صحافية تصدر صحيفة من بيروت ولندن هو من ساهم في ترتيب هذا اللقاء الذي ضم نقيضين على الساحة الفلسطينية.
يذكر ان خالد سلام الذي ظل لسنوات طويلة متحكما في سوق المال والاستثمار الفلسطيني في الخارج والداخل ومع مؤسسات اسرائيلية ايضا مختفي الآن عن الاضواء بعد انتزاع صلاحياته كاملة في اطار حركة اصلاح المسار المالي والسياسي الفلسطيني التي جاءت بمحمود عباس رئيسا للوزراء ، وهو كما تقول المصادر يتحكم بمصير مليارات الدولارات من الاموال الفلسطينية.
اما خالد مشعل فهو رئيس المكتب السياسي لحركة حماس&المعارضة للسلطة الفلسطينية وهو احد اربعة زعماء ابعدوا عن الاردن في العام 1998 الى الدوحة بناء على قبول من حكومة الدوحة وهو ظل متنقلا في السنتين الأخيرتين بين الدوحة ودمشق التي طلبت في الاشهر الاخيرة من جماعة حماس عندها التوقف عن نشاطهم السياسي بناء على طلب اميركي او مغادرة الاراضي السورية.
وعلم ان زعامات حماس في دمشق طلبوا من الحكومة الاردنية السماح لهم بالعودة الى عمان، لكن الحكومة اشترطت عليهم التوقف عن العمل السياسي ايضا لانها لا تريد ارجاع عقارب الساعة الى الوراء اربع سنوات.
وتستغرب المصادر التي كانت تتحدث امام "إيلاف" اسباب مبادرة وزير خارجية قطر حمد بن جاسم بن جبر الى المبادرة لعقد الاجتماع قبل اسابيع بين خالد سلام الذي لا يزال يتمكن من مليارات الدولارات الفلسطينية والمعروف بعلاقاته الواسعة في الاوساط الاسرائيلية المؤثرة وبين خالد مشعل صاحب التصريحات النارية ضد افعال وممارسات السلطة الفلسطينية.
كما استغربت الدور الذي قام به الصحافي اللندني في ترتيب اللقاء ، وهي طرحت السؤال المثير عن الاسباب الخفية وراء مثل هكذا تحركات في المرحلة الراهنة التي يحاول فيها الجميع الوصول الى صيغة واضحة لتطبيق خريطة الطريق التي تقود في نهاية المطف الى قيام دولة فلسطينية مستقلة في العام 2005 .
وغالبا ما صرحت حكومة الدوحة انها مع خريطة الطريق وانها تدعم السلطة الفلسطينية وخصوصا حكومة محمود عباس الذي يتمتع هو الآخر بعلاقات سياسية واستثمارية مع الدوحة.
وفي الأخير، تخلص المصادر الى القول "نستبعد دور تخريبيا لوزير خارجية قطر ضد عملية تطبيقات خريطة الطريق، لكننا لا نستبعد ترتيب الاستثمارات سياسيا وماليا من جانب الوزير القطري مع اطراف متضادة يكون في النهاية هو الكاسب الوحيد بينها".
يذكر ان وزير خارجية قطر حاول انتزاع نجومية قمة المنتدى الاقتصادي الذي عقد جلساته الاستثنائية في البحر الميت الاردني في الشهر الماضي، وهو قدم عديدا من الطروحات خلال المنتدى الذي شارك في اعمالة 1900 شخصية عالمية وكانت اوراق العمل متركزة على قيام اقليم شرق اوسطي اقتصادي كوسيلة وحيدة لاحلال السلام الدائم في الشرق الاوسط.