محمد عـلي الجعفري
&
&
&
&
نعـــــم أنه العــراق الحـر الجـديـد.......
من المحزن حقا" أن نرى المثقفين العرب ومن يحسب على تلك الفئة، ينزلقون الى مرتبة لا تنسجم مع مكانتهم وإبداعهم وذلك الكم الهائل من الثقافة التي يحملون والرؤى التي تبرزهم عن همج ورعاع القوم، فما يميز البعض من الكتاب والمثقفين وحملة الفكر النير هو ما حباهم الله به من علم ومعرفة ودراية للأمور أفضل وأشمل وأعم من بني جنسهم من البشر، حتى أضحوا اليوم مصابيح هداية تهتدي بنورهم البشرية جمعاء.
كان لابد من هذه المقدمة لكي ادخل الى صلب الموضوع وهو موضوع الساعة بلا شك (العراق) وما أدراك ما العراق؟!!؛ فقد قسم هذا العراق العالم الى فسطاسين أحدهما مع والآخر ضد الحرب، وبالتأكيد قد ألحق هذا الانقسام أضرار جمة بالدول المتعاطية مع هذا الملف، وكما هو الحال في بلاد الغرب فأننا الشرقيون قد ألتزم كل منا جانب معين وساند هذا أو ذاك من أطراف المعركة، ولم يبقى الأ القليل الذين كانوا على الحياد بانتظار ما ستسفر عنه جولات الحرب.
وعلى اعتبار أن المنتصر في تلك المعركة هي الولايات المتحدة الأميركية وبكل جدارة، فقد خلف نظام صدام البائد وراءه " أيتاما" وما أكثرهم (فامسكوا الخشب)، حيث نرى أولئك الأيتام (أيتام صدام) ليسوا بحاجة الى من ينضم إليهم فقد أكتمل نصابهم القانوني، ولكن مازال البعض يردد ببغبغاوية ما كان يردده أولئك العظام من آل صدام، حيث كان (منقاش) البطل والفارس الهمام هو الوحيد القادر على اصطياد طائرات الأباتشي الأميركية (بالبرنو )، لم يكن المسكين منقاش هذا ليصدق بأنه ذلك الشهير الذي تطارده فضائيات ( شعيط و معيط) - كما يسميها الأستاذ داود البصري لتلتقي معه(أي مع منقاش) في حوار مفتوح يجذب أليه كل المشاهدين على وجه البسيطة ويتركهم متسمرين أمام الشاشات، و ليكون بذلك الحدث المميز والــ( خاص ب) كما كانت تكتب الفضائيات على شاشاتها، فالرجل لم يكن سوى ذلك الفلاح البسيط الذي يملك قطعة ارض صغيرة لا يمكن أن يقال عنها حقل بل هي اقرب الى المزرعة الصغيرة منها الى الحقل وكان كل همه أن يرى ما غرسته يداه قد أثمر ولا دخل للرجل بالسياسة ولا بالمقاومة و إسقاط الطائرات كما تحدثت عنه الفضائيات وكما يتحدث اليوم البعض عن صائدي الأسماك على ضفاف نهر دجلة ، فالأخ منقاش كان ضحية أخرى من ضحايا الفضائيات العربية و محمد سعيد الكـــذاب.
أن من المأساة حقا أن نجعل ما لاوجود له على أرض الواقع وكأنه حقيقة مسلم بها، ونصوغ منها القصص والأحاديث لتبدو وكأنها قصص ألف ليلة وليلة، فما يقال اليوم عن "المقاومة العراقية" ما هو الأ وهم من قبل البعض يحاول أن يسوَقه علينا بعد أن بارت بضاعته القديمة (بضاعة القومية العربية) وشعارات الوحدة العربية الزائفة والتي أكل الدهر عليها وشرب، فقد أخذ هؤلاء يرددون اليوم علينا كذبة " المقاومة العراقية " ، وكما هو معروف لدى الجميع فأن من أراد أن يصدقه الناس ما عليه سوى أن يردد كذبته أمامهم مرارا وتكرارا وعندها ستكون كذبته تلك بمثابة حقيقة واقعة .
يا سادة يا كرام لقد عدت من بلدي العراق منذ أيام قليلة مضت ولم أرى ما يتكلم عنه البعض من " أيتام صدام " أو من المثقفين الذين كانوا على الحياد ( لا مع هذا ولا مع ذاك ولكن هم في النهاية مع من غلب )، ولا يوجد هنالك شيء مما تفتريه الفضائيات الصدامية من وجود للمقاومة وما الى ذلك من أمور أخرى باتت واضحة ومعروفة لدى الجميع ، حيث أن هذه الفضائيات عملها يعتمد على أن " تصنع من الحبة قبة " كما يقولون و من دون ذلك لن تستطيع الاستمرار، أن من يقاوم اليوم هم حقا" تلك المجاميع المتبقية من فلول النظام البائد والمرتزقة العرب من الإرهابيين الذين فروا من أفغانستان تحت جنح الظلام، بعد أن أذاقتهم قوات التحالف هناك المر وجعلت ليلهم نهارا" وبالعكس وتركتهم يواصلون العيش ليلا" ونهارا في جحورهم المظلمة، وكل العراقيون اليوم يعرفون من يقاوم قوات التحالف على الأراضي العراقية وما عليكم أيها السادة الأ القدوم الى العراق كي تشاهدوا الحقيقة تلك بأم أعينكم.
لم أرى في العراق اليوم ممن يقاوم قوات التحالف سوى تلك المجاميع من العملاء والخونة الإرهابيين الذين عبروا الحدود عن طريق دول الجوار، والذين يخططون الى تحويل هذا البلد العربي المسلم الى أفغانستان العرب والى وكر للإرهاب وأراضي زراعية شاسعة يزرعون فيها سمومهم التي يتناولون (المخدرات)، لقد عمل هؤلاء على تفجير الجسور والمباني الحكومية والسفارات والمساجد وقتلوا علماء الدين ورجال السلام و كل من جاء لمد يد العون الى العراقيين كي يساعدهم على النهوض من جديد بعد سنوات من القهر والظلم لم تعرف مثيل لها أمة من الأمم.
عتبنا كله على من يريد أن يحول العراق الى ساحة حرب لانهاية لها بالتطبيل والتزميير "للمقاومة" ولشيء لاوجود له الا في العقول المريضة.....، فحسبنا الله ونعم الوكيل.
&
كــاتب عــراقــي
[email protected]
&
&