لندن - ايلاف: قالت مصادر أمام "إيلاف" اليوم ان رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات يدرس أحد خيارين لترشيح خليفة لرئيس الوزراء المستقيل محمود عباس، مشيرة الى ان رجلين مرشحين للمهمة هما رئيس المجلس التشريعي أحمد قريع (أبو علاء) وسلام فياض وزير المال الحالي.
وكان عباس (أبو مازن) استقال أمس في انقلاب قصر فلسطيني لصالح عرفات الراغب بالإمساك بجميع القرارات الفلسطينية التي أحس انها انتزعت منه حين ضغطت الولايات المتحدة واسرائيل ومعتدلون في المنطقة على السلطة لإجراء اصلاحات سياسية واقتصادية شاملة.
وحكومة أبو مازن التي لم تمض نصف العام في عمر ولايتها، كان يتعين عليها المضي في خارطة الطريق التي تفسح المجال للتفاوض بين الاسرائيليين والفلسطينيين وتقود في آخر المطاف الى قيام دولة فلسطينية مستقلة الى جانب اسرائيل التي سيكفل امنها والاعتراف بها.
وأشارت المصادر ان الرجل الأول في الخيار امام عرفات هو أحمد قريع الذي قاد مفاوضات أوسلو السرية في العام 1993 وهي التي قادت الى اتفاقية أوسلو في العام 1995 حيث فسحت المجال أمام عودة القيادة الفلسطينية الى اريحا وغزة في المرحلة الأولى العام 1996 لتبدأ من هناك مسيرة تفاوض شاقة انتهت الى لاشيء الى اللحظة الراهنة، بل انها مرحلة شهدت انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
وإذ تستبعد المصادر الفلسطينية وتشاركها في هذا الرأي مصادر غربية ان يكون احمد قريع هو رئيس الوزراء المقبل، فإنها تشير بكل قوة الى حظوظ سلام فياض وزير المال في حكومة أبو مازن المستقلة.
وطرح إسم سلام فياض مرات سابقة لتولي منصب رئيس الوزراء الا ان خيار محمود عباس ظل هو القائم الى ان استقال أمس، ويعتبر فياض وهو إصلاحي يمثل اتجاها ليبراليا شبابيا على الساحة الفلسطينية، كما انه ابن لعائلة ارستقراطية "مكتفية ماليا واقتصاديا" وسياسيا كذلك.
فوالده خالد الفياض وجده عبد الله الفياض كانا من الرجالات السياسيين المعتبرين على الساحة الى الاردنية الى حين انفصام عرى الوحدة بين الضفتين الشرقية والغربية العام 1987 حين قرر الأردن بناء على طلب من منظمة التحرير الفلسطينية فك الارتباط الذي ظل قائما منذ اعلان الوحدة العام 1950 .
والفياض المرشح القوى حظا لخلافة أبو مازن خريج إحدى الجامعات الأميركية في الاقتصاد والسيسية وله علاقات واسعة في الأوساط الاميركية وكذلك الاسرائيلية والأردنية وأطراف عربية أخرى تشجع خريطة الطريق، جيء به وزيرا للمال منذ ثلاث سنوات لدعم مسيرة الاصلاحات فلسطينيا ولجم الفساد المستشري في المؤسسات المالية والاقتصادية الفلسطينية.
وكان معلومات ذكرت، ان الإدارة الأميركية ظلت تعتبر سلام فياض الرجل الأول بديلا لمحمود عباس الى جانب العقيد القوي محمد دحلان المكلف الشؤون الأمنية في الوزارة المستقيلة، وكان دور هذا الأخير المحتمل هو الذي أوغر صدر عرفات من جانب المحيطين به للمجيء بالعميد جبريل الرجوب ليكون الذراع الضاربة لعرفات ضد مناهضيه على الساحة الفلسطينية.
وإذا انتصر عرفات بهزيمة أبو مازن، فإنه بالتبعية يعتبر العقيد دحلان مهزوما سواء بسواء، ومن هنا تبدو حظوظ سلام فياض صاحبة الفرصة السانحة اذا ما تدخلت الولايات المتحدة ومعها اسرائيل لتحجيم أي دور يتوقعه عرفات لنفسه في مستقبل التفاوض، وكانت واشنطن وتل ابيب عبرتا أمس واليوم عن انزعاجهما الكبير والمرير من تصرفات الرئيس الفلسطيني إزاء عباس، مؤكدتان ان لادور له في اية مسيرة قد يكتب لها النجاح في مستقبل الأيام.