دمشق: يطل العيد على السوريين في اليومين القادمين، وكل مواطن سوري له طريقته التي يعبر فيها عن " حاله ومزاجه " بقدوم هذا العيد . فالبعض يحسب الحساب الكبير للعيد ويحضر كل ما جيبه من ليرات لشراء ما يسر عائلته ، والبعض يتجاهل المناسبة ويكتفي بعبارة العيد المعروفة " كل سنة وأنتم بخير .. عيد مبارك " ، والبعض الآخر يجبر نفسه على المشاركة في المعايدة والتبريكات تحت ضغوط الأهل والزوجة والأولاد . فكل له طريقته الخاصة في تمضية أيام العيد .
ولكن ما حدث في طرطوس ، المدينة السورية على المتوسط ، يكسر قاعدة الحالات الثلاث التي ذكرتها تعبيرا عن مزاج الناس في تمضية العيد . أحدهم قرر أن يسرق مديرية التربية في مدينة طرطوس معبرا على طريقته الخاصة وعن معاني العيد السامية في قلبه ! فقد سرق ما يحتاجه تلاميذ المدارس وسرق رواتب المعلمين والمدرّسين ، وكيف ؟ لقد استخدم المدرسة وسيلة حية قائمة بذاتها ليدخل من خلالها إلى مبنى مديرية التربية في مدينة طرطوس ويسرق 2.5 مليون ليرة سورية ، ويذهب بها ليقضي العيد على كيف كيفه ويفرح ويتنعم بها وربما يشتري بها كلها حلويات !
والحكاية القادمة من طرطوس تقول " بأن مجهولين قاموا بسرقة صندوقين ماليين مخصصين لرواتب المعلمين والمدرسين في مديرية التربية " . "وبأن المجهولين قاموا بالدخول إلى مبنى مديرية التربية من خلال مدرسة الشهيد مصطفى خلوف المجاورة حيث دخلوا بسيارة إلى ساحة هذه المدرسة وقاموا بثقب الجدار الفاصل بين المدرسة ومديرية التربية وأحدثوا فيه فتحة مربعة طول ضلعها حوالي 60 سم ثم قاموا بقص عدة قضبان حديدية من إحدى النوافذ لدخول مبنى التربية ثم قاموا أيضا بقص قفل احد الأبواب الجانبية القريب من الفتحة التي أحدثوها في الجدار حتى يسهل عليهم إخراج الصندوقين وتوجهوا بعد ذلك إلى غرف معتمدي الرواتب الموجودة في الطابق الأرضي ودخلوا غرفتين بعد خلع بابيهما حيث كان يوجد في هاتين الغرفتين عدة صناديق مالية فاختاروا اصغر صندوقين من إحدى الغرفتين وحملوهما ولاذوا بالفرار " .
وقال محمد ونوس، من مديرية التربية في طرطوس، " أن الصندوقين المسروقين كانا يحتويان على مبلغ حوالي 2.5 مليون ليرة سورية وهو مخصص لرواتب المعلمين والمدرسين، وان وزن الصندوق الواحد يتراوح بين 200- 250 كغ، و فور اكتشاف الجريمة أبلغ الجهات المعنية في المحافظة حيث حضر إلى الموقع السيد قائد شرطة المحافظة ومعاونه ورئيس فرع الأمن الجنائي وغيرهم وقامت هذه الجهات بإجراء التحقيقات الأولية اللازمة كما تم إبلاغ السيد وزير التربية بالجريمة ، وقد وجه باتخاذ الإجراءات القانونية ومنها عدم تأخير دفع رواتب العاملين في المديرية المستحقة ريثما يتم كشف المجرمين " -على حد تعبيره .
&