بغداد - وصل وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد اليوم&إلى بغداد بعد زيارة مفاجئة لكركوك، المدينة النفطية شمال العراق حيث التقى القادة العسكريين للقوات الاميركية التي لا تزال تستهدف بهجمات بشكل منتظم.&وتتزامن زيارة رامسفلد مع الجدل الدائر حول تشكيل القيادة الاميركية قوة لمحاربة المقاومة العراقية مؤلفة من عناصر ميليشيات معادية لنظام صدام حسين. غير ان الحاكم الاميركي للعراق بول بريمر اكد على وجوب دمج هذه العناصر في جهاز عسكري وطني شبيه بقوة الحماية المدنية.
وحطت طائرة رامسفلد في قاعدة تابعة للفرقة 82 المجوقلة جنوب بغداد بعد ان حلقت في سماء العاصمة وسط كوكبة من المروحيات.&وتدرب القوات الاميركية في هذه القاعدة قوات الامن العراقية المستقبلية. واستعرض رامسفلد 40 مدنيا عراقيا من المتدربين.
وزار وزير الدفاع الاميركي قبل ذلك كركوك. وكانت هذه المنطقة شهدت يوم الثلاثاء الماضي حملة مداهمات واسعة النطاق شملت خاصة الحويجة وما حولها حيث اعتقل السكرتير الشخصي للرجل الثاني في نظام صدام عزة ابراهيم.&واستقبل رامسفلد في زيارته الثالثة الى العراق منذ الاطاحة بنظام صدام حسين في نيسان/ابريل الماضي، في المطار الجنرال ريمون اوديرنو قائد فرقة المشاة الرابعة التي تستهدف بهجمات متكررة في ما يعرف بالمثلث السني شمال بغداد.&وعقد الوزير الاميركي اجتماعا في فيلا يملكها صهر عزة ابراهيم سعدون النعيمي، مع محافظ كركوك عبد الرحمن مصطفى ونائبه اسماعيل احمد الحديدي.&ويشتبه في ان عزة ابراهيم يمول العمليات ضد قوات التحالف في العراق التي رصدت عشرة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تتيح القاء القبض عليه.
وبحسب نائب محافظ كركوك، فان رامسفلد اعرب عن اعجابه بعمل الشرطة والجيش وقوة الحماية المدنية العراقية. ونقل عن رامسفلد قوله "اننا نعمل لجعل الجيش العراقي في كركوك نموذجا لكل العراق".&واوضح اوديرنو من جانبه ان العمليات ضد القوات الاميركية تراجعت، مشيرا الى انه "لم يعد هناك الا 22 حادثا يوميا".
وقتل 20 من 32 الف جندي وضعوا تحت امرته منذ الاول من ايار/مايو، تاريخ اعلان الرئيس الاميركي جورج بوش نهاية العمليات العسكرية الرئيسية في العراق. في حين قتل اربعون منهم منذ بدء الحرب في اذار/مارس الماضي.
من جهة اخرى، اعرب بول بريمر عن معارضته لوجود ميليشيات في العراق. وقال "انني اقول باستمرار منذ وصولي الى هنا ان لا مكان لميليشيات في العراق الجديد الذي لديه اليات الدفاع عن نفسه".&وتابع في حديث مساء الجمعة لشبكة التلفزيون العراقي "العراقية" التي تديرها قوات التحالف "الميليشيات بتعريفنا ليست مؤسسات وطنية، فالمؤسسات الوطنية التي وعدنا ببنائها هي الجيش العراقي الجديد وقوات الشرطة العراقية الجديدة وقوات الحماية".&وقال "اننا نرحب بتعاون الاحزاب والمنظمات الاخرى التي لديها ميليشيات مع السلطة الوطنية ولكن لا يمكنها ان تستمر كميليشيات".
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الاميركية نقلت عن مسؤولين اميركيين وعراقيين ان كتيبة خاصة لمكافحة الارهاب مكونة من 750 الى 850 مقاتلا عراقيا ستتعاون مع عناصر القوات الاميركية الخاصة بامرة قيادة مركزية على ان تنتشر في مرحلة اولى حول بغداد. واضافة الى الحزب الديموقراطي الكردستاني، من المتوقع ان تتشكل هذه القوة من ميليشيويين من الاتحاد الوطني الكردستاني والمؤتمر الوطني العراقي وحركة الوفاق الوطني وفيلق بدر التابع للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية (شيعة).
ميدانيا، افاد شاهد عيان عن مقتل مدير الامن السابق في بغداد في عهد صدام حسين اللواء خلف الالوسي اليوم السبت في منزله.
&