جيروم برنار من واشنطن: الجدل المستعر حول العلمانية في المدرسة في فرنسا، يتمحور في الولايات المتحدة على يمين الولاء الذي يردده ملايين التلاميذ كل صباح وفيه اشارة إلى الله بينما لا يثير ارتداء الحجاب اي نقاش.
وقررت المحكمة العليا في تشرين الأول(أكتوبر) النظر في دستورية يمين الولاء ولتحديد ما اذا كان طابعه الديني يتلاءم مع مبدأ الفصل بين الكنيسة والدولة الوارد في الدستور الأميركي. وبدأ هذه الاجراءات العام الماضي مايكل نيودوو من كاليفورنيا الذي يرفض أن تتلفظ ابنته بكلمات " اننا امة في حمى الله" الواردة في القسم لدى رفع العلم الأميركي كما هو التقليد في المدارس الأميركية الرسمية.
وكان قرار صادر عن محكمة استئناف في سان فرانسيسكو (كالفيورنيا) لصالح نيودوو اثار جدلا كبيرا في الولايات المتحدة. واعتبر الرئيس الأميركي جورج بوش المسيحي المتدين أن القرار "سخيف" في حين وصفه بعض اعضاء الكونغرس بأنه قرار "مجنون ومهين". ويتوقع أن تصدر المحكمة العليا قرارها خلال العام المقبل.&وأضاف الكونغرس الأميركي العام 1954 كلمة "في حمى الله" في خضم الحرب الباردة وقمع "الشيوعيين الملحدين" في الولايات المتحدة.
والاشارة إلى الله امر ثابت في الحياة السياسة في الولايات المتحدة التي استضافت منفيين اوروبيين هربوا من الاضطهاد الديني. وتختتم الخطب الرئاسية على الدوام بكلمات "ليبارك الله أميركا". ويعتبر الكثيرون أن اشارة يمين الولاء إلى الكائن الاسمى لا تعني محاولة لترسيخ عقيدة ما بل لها دلالة ثقافية في أميركا. وقد الغت السلطات القضائية الصلاة اليومية في المدارس اعتبارا من العام 1962.
في المقابل لا يثير وضع الحجاب في المدرسة هذا القدر من الجدل. ويقول روبرت بوسطن المسؤول في منظمة "أميركيون موحدون للفصل بين الكنيسة والدولة" أن "المادة الاولى (في الدستور) تمنح تلاميذ المدارس الرسمية الحق في وضع اي رموز او ملابس دينية". في المقابل يشدد بوسطن على أن "المدارس بصفتها مؤسسات، غير مسموح لها بالترويج للديانة" مضيفا أن "الفصل بين الكنيسة والدولة في الولايات المتحدة يحترم بشكل كبير ولكن هناك فرق بين ما يمكن للمسؤولين في المدارس والتلاميذ القيام به".
ويضيف "ان التلاميذ مثلا عندما يجلسون لتناول الغداء يمكنهم أن يتلوا الصلاة اذا ارادوا ذلك بصفة شخصية لكن لا يمكن للمدرسين أن يترأسوا الصلاة". ويقول اذا كانت هناك احيانا بعض ردود الفعل السلبية حيال وضع الحجاب فهي صادرة عن أميركيين غير معتادين كثيرا على وجود مسلمين في مناطق حيث التعدد الديني قليل.
ورفعت مؤسسة أميركية يمينية هي "مؤسسة روثرفورد" في تشارلوتستفيل (فيرجينيا شرق) في تشرين الاول/اكتوبر دعوى ضد مدرسة في اوكلاهوما (وسط) لارغامها على تعديل نظامها المتعلق بالزي المدرسي بعد تعليق مشاركة تلميذة مسلمة في الحادية عشرة من العمر في الدروس بسبب ارتدائها الحجاب. وتحت الضغط وافقت ادارة المدرسة الرسمية هذه اخيرا على اعادتها إلى المدرسة.