مروة عبد الرحيم من مصر:&يحاول صندوق الامم المتحدة للطفولة (يونيسف) من خلال مشروعه الطموح "مدارس المجتمع المحلي" ان يحد من نسبة الامية في المجتمع الريفي المحافظ في صعيد مصر ويسعى منذ العام 1992 الى تشجيع روح الابتكار والمبادرة خاصة لدى الفتيات.
&وتقول ملك زعلوك رئيسة قسم التعليم في اليونيسف في مصر ان 4500 طفل - 70 بالمئة منهم من البنات- يدرسون الان في 277 من "مدارس المجتمع المحلي" التي انشئت بالتعاون مع وزارة التعليم المصرية في ثلاث محافظات بصعيد مصر هي اسيوط وسوهاج وقنا.&وتضيف "لقد اخترنا مناطق ريفية تصل نسبة التسرب من التعليم فيها 100% خاصة بالنسبة للبنات وهدفنا من المشروع هو خفض نسبة الامية في مجتمع محافظ يعتقد ان مستقبل الفتاه الوحيد هو الزواج".
&وتتابع "كما اننا نريد تحسين نوعية التعليم وخلق نموذج" وتشير الى ان الكثير من الاهالي يرفضون ارسال بناتهم الي المدارس عندما تكون بعيدة عن منازلهم.&ويؤكد المسؤولون عن المشروع انه رغم ان "مدارس المجتمع المحلي تتبع مناهج التعليم الحكومية الا ان نظام التعليم فيها مختلف تماما".&وفي مدرسة الاحلام الواقعة في شارع ضيق بقرية فرشوط (بالقرب من قنا) لا يوجد الا فصل واحد طليت جدرانه بالازرق السماوي وزينت بعشرات الرسومات.
&وتسمى المعلمة في هذه المدارس "بالميسرة" لانها تيسر على الاطفال فهم المنهج ولا تعتمد، خلافا للمدارس الاخرى، على "التلقين والحفظ".&وفي كل ركن من اركان الفصل تقوم الميسرة بتدريس واحدة من المواد الاربع المقررة على التلاميذ وهى اللغة والمعارف العامة، والحساب، والعلوم، والفن.&وتشرح عفاف الحاكم احدى المسؤولات عن المشروع ان كلا من التلاميذ ال 28 في الفصل يختار كل يوم ركنا او اثنين ويتعين عليه ان يمر على كل الاركان على مدى الاسبوع.
&وتوضح وفاء وهي احدى المشرفات ان "تلميذا يتولى ادارة الفصل كل يوم وهو الذي يختار عضوا من كل مجموعة ليشرح لزملائه ما تعلمه". وتؤكد وفاء ان عملية التعليم تتم ايضا عبر الانشطة الثقافية وخاصة المسرح.&ويؤكد احمد ابو زيد مدير المشروع في قنا انه يعتمد على مفهوم "الادارة الذاتية بما يتيح للطفل ان يتعلم كيف يقود وكيف يخطط".&وتشير ملك زعلوك الي ان المشروع يهدف الي تنمية "روح الابداع والمبادرة لدى الاطفال ويشجع على العمل الجماعي".
وتقول مبروكة عبد الحليم (17 سنة) وهي في الصف الاول الثانوي: "اشعر الان باستقلال اكبر واشعر بثقة بنفسي عندما اتحدث مع الناس". وتضيف الفتاة التي تخرجت من مدرسة الطلائع التابعة لمشروع "مدارس المجتمع المحلي" وتريد ان تدرس الهندسة، انها علمت والدها ووالدتها القراءة.&وتشير ملك زغلوك الى ان هذه المدارس تعتمد مبدا "اكسب وتعلم".&وتوضح ان الاهالي يختارون بانفسهم مكان المدرسة (التي تبلغ كلفة انشائها 1700 دولار) ويقررون كذلك مواعيد الدراسة بما يتناسب مع المواعيد التي يحتاج فيها الاهالي الى مساعدة اولادهم في اعمال الزراعة.
وعلى الرغم من التقدم في مجال التعليم لايزال 70 مليون عربي يعانون من الامية من بينهم اكثر من 45 مليون امراة وطفل، حسب التقرير السنوي لليونيسف الذي نشر اليوم الخميس في القاهرة.
ويتركز اكثر من ربع الاميين في بلد واحد هو مصر (17 مليون) بينما يتوزع 70% في اربع دول اخرى هي السودان والمغرب والجزائر واليمن، حسب تقرير صندوف الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) حول "وضع الاطفال في العالم 2004".
ويؤكد التقرير ان الانخراط في المدارس الابتدائية ازداد بنسبة 10% بين عامي&&1980 و1996 ليرتفع من 75% الي 85% من عدد السكان في العالم العربي الذي يقارب&&300 مليون نسمة.
&ويؤكد التقرير انه اذا استمرت "الزيادة في نسبة الانخراط في المدارس بنفس المعدل في الدول العربية فان عدد التلاميذ في المدارس الابتدائية سيصل الي 2،44 مليون عام 2010".
&لكن التقرير يشير الي ان 11 مليون طفل في سن المدرسة وخصوصا من البنات ما زالوا خارج المدرسة. ويشير التقرير الي ان الفارق بين عدد الفتيات وعدد الشبان يتسع في المدارس الثانوية".
&لكن التقرير يشير الي ان 11 مليون طفل في سن المدرسة وخصوصا من البنات ما زالوا خارج المدرسة. ويشير التقرير الي ان الفارق بين عدد الفتيات وعدد الشبان يتسع في المدارس الثانوية".
&ويحذر التقرير من ان "التعليم الجيد ما زال ميزة مقصورة على اقلية في العالم العربي ومازال المعلمون بحاجة الي تحسين مهاراتهم كما ان نسبة الامية تشكل تهديدا كبيرا لتنمية المنطقة في المستقبل".&ويشير تقرير اليونيسف الي ان التمييز الذي تعاني منه الفتيات هو سبب رئيسي للامية في العالم العربي.
التعليقات