"إيلاف" من الإسكندرية: أعلن جون الترمان مدير برنامج الشرق الأوسط بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن أنه لا يوجد خلاف بين الكونغرس الأميركى والسياسة الأميركية تجاه ضرب العراق وإنما الخلاف القائم ينحصر فى المدة التى سيستمر فيها استعمار العراق إذ دعت السياسة الأميركية أن تكون 30 عاما وهو ما اعترض عليه الكونغرس.
جاء ذلك خلال الندوة التى عقدها المركز الأميركى بالإسكندرية لجون الترمان وحضرها الدكتور محمد عبد اللاه رئيس جامعة الإسكندرية وعدد من ممثلي الحزب الوطني بالإسكندرية.
وأكد ألترمان أن مكتب نائب الرئيس الأميركى ومكتب وزير الدفاع كانا هما الأشد تأييداً للحرب فى حين كانت وزارة الخارجية الأميركية ووكالة الاستخبارات المركزية هما الأقل تأييداً للفكرة، فقد نجح مؤيدو مهاجمة العراق فى الربط بين الحرب على الإرهاب، التى أيدها الأميركيون بأغلبيتهم الساحقة وشن هجوم على العراق، لأنهم ربطوا بين صدام حسين وأسامة بن لادن، وخلقوا تحالفاً لا سابق له بين حلفاء داخل الحكومة وخارجها وتم تجنيد المنظمات الحزبية ومجموعات الضغط للمساعدة فى هذا الضغط..
وحول جماعات الضغط فى أميركا أضاف جون الترمان أنه ما زالت جماعات الضغط التى تمثل الأميركيين العرب حتى الآن ضعيفة بينما بدأت جماعات الضغط التى تمثل المسلمين الأميركيين فى النشاط خلال السنوات الأخيرة، وما زالت جماعات الضغط التى تعرف بالعربية باسم "اللوبى" الموالية لإسرائيل هى أهم وأشهر جماعات الضغط فى أميركا إلا أن هناك جماعات ضغط أخرى شهيرة وقوية مثل اللوبى اليونانى والإيرلنديين والكوبيين.
وقال إن هناك جماعات أخرى غير رسمية نستطيع أن نجدها بين جماعات الضغط فى واشنطن وهى تتنوع بين الأفراد الذين يسعون بشكل واضح للتأثير فى التشريعات التى يصدرها الكونغرس، وما يسمى بـ"روابط المهنيين" وهم يعملون بدرجة أقل من الوضوح ويسعون إلى توعية المسؤولين فى الحكومة بوجهات نظر الصناعات أو الشركات أو الجماعات التى يمثلونها.
وتحدث ألترمان حول سياسة الحكومة الأميركية والسلطات المتنوعة التى تتحكم فى القرار الأميركى وأكد حقيقة هامة تتعلق بالحكومة الأميركية ينبغى أخذها فى الاعتبار على حد قوله وهى وجود قدر كبير جدا من المعلومات التى يجرى تداولها فكل وزارة من وزارات الحكومة تنتج كمية هائلة من المعلومات وكذلك تفعل جماعات المصالح الخاصة بواشنطن، ويتزايد قدر المعلومات المتاحة عبر مرور الزمن، كما تتزايد صعوبة التعامل معها بسبب ضخامتها.
وأضاف أن الدراسات تؤكد أن الرئيس الأسبق كارتر اعتاد أن يقرأ 350 صفحة من المذكرات الرسمية يومياً وكان هذا الرقم يعد أقل من عدد الصفحات التى كان يقرأها فى السنة الأولى لرئاسته والتى كانت تصل إلى 450 صفحة يومياً.
وقال إن هذا يقود إلى حقيقة أن الشخصيات الأكثر نفوذا فى واشنطن تميل إلى التعامل مع المشاكل فى أوقات لا تزيد عن 2 إلى3 دقائق ولذلك يلجأ كبار الشخصيات فى الحكومة الأميركية إلى الإستعانة بآخرين من أجل مساعدتهم على تكوين آرائهم، وبالتالى يتزايد عدد الذين يصيغون المعلومات وينتجونها باستمرار.
ويقول إنه فى الفترة بين 1950 إلى 1980 كان عدد العاملين بلجان الكونغرس 3 ألاف شخص وعدد العاملين بمكاتب أعضاء الكونغرس 10 آلاف شخص وهذه الأرقام فى تزايد مستمر بل متضاعف لأن وجود كل أولئك المتخصصين يهيئ المناخ لإنتاج قدر أكبر من المعلومات التى تحتاج إلى مزيد من الأشخاص لبحثها وتصنيفها والتعامل معها.