&رضا الاشنيني
&
&
خرجت علينا الأستاذة ليلى الأحدب بمقالة في "إبلاف" تحت عنوان: "الإسلام ليس دائم الصراع مع الديانات الأخرى". وخلال ردها على مقال الأستاذ أسعد بشاي، والذي انتقد فيه رؤية الإسلام إلى الديانات الأخرى، استشهدت بكاتب يهودي للدفاع عن تصريحات رئيس وزراء ماليزيا السابق مهاتير محمد بشأن اليهود، وهذا من حقها، مع اعتراضي الشديد على تفسير الصراعات من خلال الدين وتعليق أسباب تخلف المسلمين على شماعة اليهود. لكن تساءل الكاتبة عن انتماء الكاتب أسعد بشاي الديني تبوح منه رائحة كريهة. ففي البداية تدعي سيادتها اليبرالية وتؤكد "أنه عربي.. ولا يهمني دينه"، ثم تعود ببهلوانية وتضيف: "لكن لو كان مسلما فربما كان ثائرا على الإسلام لموروثات تشبع بها من صغره جعلته ينقلب على هذا الدين العظيم في كبره". ففي مفاهيم الأستاذة عن الإسلام لا مجال للنقد وإلا ألحقت بك تهمة التكفير والخروج عن الملة. وهي تضع بذلك الكتاب والمفكرين المسلمين الدين يحاولون إخراج الأمة من مستنقع التطرف في خانة التمرد. الغريب أنها تستشهد بكاتب يهودي ناقد (كشاهد من أهله) لتدعم رؤيتها عن اليهود ثم تنقلب على ذاتها وترفض تطبيق هذا المنهج على المسلمين.
من الواضح أن الأستاذ أسعد بشاي ينتمي إلى أصول مسيحية شرقية وأراد بمقاله أن يثير ما يراه من وقوع مظالم على بني ملته، وهو ما رجحته الأستاذة ليلى الأحدب متهمة إياه بأن مقاله سيفرق بين المسلمين والمسيحيين الذين جمعتهم الأخوة في وطن واحد. ومن الأكثر وضوحا أن الأستاذة أرادت من تصنيفها للكاتب الغمز واللمز لترهيب من يتطرق من الكتاب المسلمين إلى هذا الموضوع، خاصة وأن "إيلاف" نشرت في الفترة الأخيرة عدة مقالات من هذا القبيل. فهل فتح هذا الملف جريمة؟ ومتى نتوقف عن التخبط الفكري ولغة الاتهامات؟
وعلى الرغم من انتمائي إلى الأغلبية المسلمة إلا أنه، للحق وللتاريخ، فإن ما عاناه وبعانبه الأخوة المسيحيون لا ينكره إلا متعصب أو منافق. نعلم أن هناك حساسيات شديدة، لكن مصلحة العرب والمسلمين تقتضي في هذا الوقت بالتحديد فتح ملف الأقليات المسيحية ومناقشة الأصول دون الفروع ومواجهة الحقيقة بشجاعة من أجل حسم كثير من الأمور التي تقف عثرة كبرى ومصدر خطر عظيم.
التعليقات