كتبت جميلة النشابة: احتشد العديد من الأطفال قبل الكبار في مظاهرة سلمية بالموقف الخلفي لمنتزه عين عذاري عصر أمس وذلك للتعبير عن احتجاجهم وسخطهم على اقتلاع النخيل والأراضي الزراعية الخضراء بمنطقة عين عذاري الخلفية، التي تعتبر منطقة من ضمن الحزام الأخضر لمملكة البحرين إذ أن كافة القوانين البحرينية والعالمية تكفل حماية مثل هذه المناطق الخضراء. وقد نظمت هذه المسيرة من قبل جمعية أصدقاء البيئة التي أصدرت في ذات الوقت بيانا يدين هذه التصرفات غير المسئولة من قبل جهة مسئولة عمدت إلى وقف المزارعين البحرينيين عن العمل بأراضيهم ومن جانب آخر استقطاع النخيل وحرقها ليلا بمنطقة عين عذاري،
وقد تواجد بالموقع العديد من النواب وأعضاء المجلس البلدي الذين أعربوا عن استنكارهم لهذه التصرفات المنافية للقانون والهادمة للحزام الأخضر مؤكدين أن هذه المشكلة طرحت على المجلس وسيتم اتخاذ اللازم فوراً خلال الجلسة القادمة. وأصر النائب محمد آل عباس على أن الجهة المجهولة التي تعمدت نزع الأشجار والنخيل بالمنطقة سيتم كشفها وكشف من خطط لهذا المشروع الهدام وقدم بهذه المناسبة تصريحاً خاصا يدين فيه تصحير منطقة عين عذاري حيث قال: نحن نثني على الجهود المبذولة والتنظيم الجيد في هذه المسيرة السلمية الحضارية التي تدل على وعي المواطنين وأهمية التعبير عن مطالبهم وخصوصاً بشكل دستوري وقانوني، وأنا كممثل في مجلس النواب أستنكر هذه الفعلة التي قامت بها إحدى الجهات بتعطيش عدد كبير من النخيل والقيام بحرقها في عتمة الليل إذ يعتبر هذا عملاً غير إنساني ولا حضاري يسيء لكل مواطن وينافي التشريعات والقوانين والأنظمة الوطنية والدولية ونحن في هذا اليوم نطالب بالكشف عمن أصدر هذه الأوامر والجهة ويجب أن تحاسب فوراً وسوف نقوم في المجلس مع النواب والمجلس البلدي بالمنطقة بتقرير الخطوة القادمة لحل هذه الأزمة ونؤكد أن المجلس سيكون بمثابة قوة في مواجهة مثل هذه الأعمال المخربة لبلد المليون نخلة والتي اشتهرت بخضرتها وبالتحديد منطقة عين عذاري. وأضاف النائب عبدالعزيز الموسى رئيس كتلة المستقلين بالمجلس ورئيس لجنة المرافق العامة والبيئة أنهم قد طرحوا موضوعين للمناقشة الأول حول من أوقف العمل بالمنطقة والثاني توجيه سؤال صريح لمسئولين لمعرفة من وراء هذه التجاوزات التي تعتبر ضمن الحزام الأخضر لمملكة البحرين، وأشار النائب إلى أنهم بصدد اتخاذ خطوات هامة وإيجاد آليات وأدوات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
لذا لزم لفت نظر ممثلي الشعب والمسئولين الحكوميين ومؤسسات المجتمع المدني وعناصره الوطنية الى ضرورة سرعة التحرك لوقف عمليات التعدي على البيئة الزراعية ابتداء من منطقة عذاري واعتبارها إحدى الأولويات العاجلة ولاسيما أننا في أشد الحاجة إلى المساحات الخضراء وسط تلوث الهواء الكبير الذي فرض على البحرين من المصانع والسيارات وغيرها من ملوثات البيئة التي لا غنى عنها في حياتنا. كما تلفت الجمعية النظر إلى أن التدمير المتعمد قد تم بشكل سريع جداً متمثلا بحرق النخيل وجرف التربة حتى إنها لتبدو صحراء قاحلة على الرغم من غنى وخضرة الأشجار حول المنطقة المعنية التي هي من المناطق الصالحة للزراعة والتي تتوفر لها شبكة ري من المياه الطبيعية والمياه المعالجة تكفل استمراريتها أكثر من مناطق عديدة أخرى، علماً بان إدارة الزراعة تقوم بإنشاء خزان مياه ثان في عذاري لتخزين المياه المعالجة بهدف تغذية المناطق الزراعية. لذا ترجو الجمعية من كافة قوى المجتمع اتخاذ اللازم لوقف هذا التدمير المتعمد على الفور ليتسنى بعد ذلك دراسة الموضوع بتمعن واتخاذ اللازم لوضع استراتيجية متكاملة للمحافظة على المساحات الخضراء بالبلد وإعادة زراعة ما دمر منها وفتح المجال لاستراتيجيات مماثلة للمحافظة على الموارد الطبيعية للبيئة براً وبحرا وفق المبادىء المستدامة التي تراعي حقوق الأجيال القادمة. وكانت جمعية أصدقاء البيئة قد أصدرت بياناً في وقت سابق جاء فيه: تشهد مملكة البحرين ظواهر لتجريف الأراضي الزراعية على نطاق واسع بما يتعارض مع ما نص عليه دستور المملكة ومع التوجهات المعلنة في المحافظة على البيئة والحياة الفطرية وانتهاج سياسة التنمية المستدامة ومواقف البحرين الواضحة تجاه قضايا البيئة في مؤتمر جوهانسبرج في أغسطس .2002 فقد لوحظت في الآونة الأخيرة عملية تجريف واسعة النطاق في غرب عذاري من خلال هجوم ضار على منطقة زراعية وسياحية هامة تقع داخل الحزام الأخضر وتحوي أشجاراً ونخيلاً معمرة بعد تعمد إهمالها أو تعطيشها الأمر الذي يعد تعدياً صارخاً على قانون الحزام الأخضر وتدميراً للبقية القليلة الباقية من المساحات الخضراء في المملكة بما لا يتفق مع التوجهات الحكومية والأهلية للمحافظة على الحزام وخصوصاً أن الأراضي المعنية تشكل جزءا كبيراً من تاريخنا وتراثنا العريق. وشارك بالمسيرة العديد من الجمعيات الأهلية وعدد من النواب وأطفال المدارس الابتدائية وأولياء أمورهم وكذلك عضوات جمعية ونادي الحدائق بالبحرين والمزارعون، وانطلقت المسيرة الساعة الثالثة عصراً وانتهت حوالي الساعة الرابعة والنصف بالمنطقة المجروفة خلف عين عذاري.
التعليقات