محمد الشيخ
&
&
&

يقوم مجلس الحكم العراقي يقراءة التقارير التي ترده من المثقفين والكتاب العراقيين ومن استطلاعات الرأي الخاصة التي يجري العمل بها بشكل مستمر حول تأثير قناتي الجزيرة والعربية في تأجيج المقاومة ضد النظام الجديد.
وأظهرت النتائج أن الشعب العراقي لايحب هاتين القناتين ولا يستسيغهما على الاطلاق وكذلك علماء الدين من الذين يؤيدون أو على الأقل لايعارضون مجلس الحكم الحالي في العراق.
قبل أيام كنت في زيارة الى بغداد وقد لفت انتباهي أن بعض سيارات النقل كتبت شعارات (أكره الجزيرة والعربية) وهذا ألمر يعكس أن أي قرار يتخذه مجلس الحكم باغلاق مكاتب هاتين القناتين نهائيا سيحظى بدعم الشعب العراقي بنمختلف اتجاهاته عدا فصائل المقاومة التي ستخسر كثيرا وستفقد اتصالاتها برجالاتها والتي تتم عبر هاتين القناتين.
يجب التأكيد هنا أن العراقيين وهم يكرهون العربية والجزيرة رغم شهرتهما فهم يحبون قناة أبو ظبي ويحترمونها كثيرا لأن فيها رجال مناضلين قارعوا النظام السابق وقاوموه وقدموا في هذا الطريق تضحيات جمة،كما أن أعضاء مجلس الحكم أيضا يعتبرون قناة أبو ظبي صديقة للشعب العراقي لأنها قامت بخطوة جبارة بتصفية مكتبها من البعثيين السابقين ومن رجال المخابرات من أمثال شاكر حامد وهي تستخدم لغة مرنة في تغطية أحداث العراق الجديد، وأهم ما في الأمر أن فيها وطنيون يحبهم العراقيون بمختلف اتجاهاتهم.
لكن مع الأسف الشديد نلاحظ أن قناة أبو ظبي قامت بخطوة (غبية) جدا عندما قللت عدد نشرات الأخبار وماعادت تنقل عن مراسليها كما كانت تفعل في السابق وغابت عن حظور المشهد العراقي وتداعياته بالرغم من أن كل الأبواب تفتح أمامها في العراق بحكم طبيعتها المساندة للحق العراقي، ولوجود نخبة من المهنيين الاعلاميين المخلصين فيها أمثال أحمد المهنا المعد الناجح للبرامج الوثائقية والذي جعل العراقيين والعرب ينشدون الى قناة أبو ظبي في برنامجه الأكثر من مؤلم ورائع ( خمس وجوه) ذلك البرنامج الذي كشف للعالم أن في قناة أبوظبي مناضلين أبطال يحبهم الشعب العراقي وأخص منهم الاعلامي الناجح اسما على مسمى نجاح محمد علي.
كعراقي مهتم بالاعلام وبقضية شعبي.وكوردي أعيش على الأمل في تحقيق العدالة لشعبي المقهور،وكمتابع مهموم مسكون بالحب لكل ماهو مهني ونظيف أدعو القيمين على قناة أبوظبي وأخص بالذكر الشاب الواعي والاعلامي البارز الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وقبل ذلك أدعو شقيقه السياسي الشاب المثقف الشيخ حمدان وزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء وقد وصفه الدكتور ابراهيم الجعفري بأنه ناضج وفاهم للقضية العراقية حين التقاه أثناء رئاسته الدورية لمجلس الحكم...أدعوهما الى اعادة النظر في قناة أبوظبي وأن لاتتحول الى قناة منوعات عامة كما نلاحظ هذه الأيام مادامت لديهم قناة الامارات وأن يعيدوا لنا ألق قناة أبوظبي الاخباري ومجدها الذي انفردت به من خلال أخبارها الخاصة ومعلوماتها الأكثر خصوصية ووصفائها وسبقتها للجزيرة وغيرها في أكثر المواقع حساسية وحيوية....في العراق وأفغانستان وفلسطين وفي ايران.
ونأسف أيضا لرحيل مراسل قناة أبوظبي عمر عبد الحميد الى العربية وغياب المراسل الناجح في تركيا محمد العباسي وتعثر ظهور الناجح في ايران والعراق المخلص نجاح محمد علي ونقول لقادة أبوظبي الشجعان وهم الأحن على العراق والعراقيين: أين أن قناة أبو ظبي...أعيدوا مجدها قبل فوات الأوان.

السليمانية