&
الصحف الاسرائيلية مرتاحة انما حذرة بعد اعتقال صدام
&ابدت جميع الصحف الاسرائيلية التي نشرت كلها صورة صدام حسين لدى اعتقاله في مظهر مشرد بحسب تعبير احد الصحافيين، ارتياحها للقبض على الرئيس العراقي السابق، غير انها لزمت الحذر في ما يتعلق بمستقبل هذا البلد. وعنونت كبرى الصحف الاسرائيلية يديعوت احرونوت بالاحمر "معتقلا ومذلولا" فوق صورة صدام حسين عند القبض عليه. وجاء في مقالة افتتاحية "ثمة لحظات في التاريخ يبدو فيها ان الخير يتغلب على الشر".
&وتساءل الصحافي عما ستكون انعكاسات اعتقال صدام حسين على المنطقة، فاعتبر ان اول ما يمكن لرئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ان يستخلصه هو ان "الذي يتخذ المبادرة ينتصر، فهو الذي يحدد جدول الاعمال ويرغم اخصامه على ان يتبعونه (..) شارون يعرف هذا، لكنه من الصعب عليه" القيام بالامر نفسه.
&ونشرت ثاني الصحف الاسرائيلية معاريف هي ايضا صورة صدام حسين عند اعتقاله، تعترضها عبارة "لقد اوقعنا به" التي اعلن بها الحاكم المدني الاميركي في العراق بول بريمر القبض على صدام. وكتب احد المعلقين "انها نهاية دكتاتور: القي القبض عليه مرتبكا وقذرا في جحر". واضاف "الامر يدعو الى البهجة".
&من جهتها، تحدثت صحيفة هآرتس الليبرالية عن "مشرد بغداد". وبعد ان ذكر بسلطة صدام ونفوذه سابقا، اشار معلق الى انه "اعتقل مثل فأر في جحر وهو يحمل على خصره مسدسا لم يجرؤ على استخدامه، وفي حوزته صندوق يحوي 750 الف دولار لم يكن في وسعه استخدامها".
&وتابعت الصحيفة "لم يكن هذا يوما رقص الفلسطينيون فيه على السطوح مثلما فعلوا حين كانت صواريخ سكود العراقية تتساقط على اسرائيل" خلال حرب الخليج عام 1991. غير انها ذكرت بالمهمة الصعبة التي تنتظر الاميركيين.
&وكتبت هآرتس ان "المغامرات الاميركية في العراق لم تنته امس، فاعتقال صدام حسين لن يؤدي الى تراجع الهجمات المناهضة للاميركيين (..) هذا الاعتقال اثبت ان تصميم اميركا على الدفاع عن قيمها يترجم عبر استخدام القوة. وهذا تحذير مهم الى جميع بهلوانات المنطقة والمجموعات المتطرفة واولئك الذين يدعمون الارهاب".
&وعنونت صحيفة جيروزالم بوس اليمينية "الطاغية اسير"، عارضة صورتي الرئيس السابق ملتحيا وبعد ان حلق لحيته.

الصحافة البريطانية ترحب بالقبض على
صدام حسين لكنها تتساءل حول مرحلة ما بعد صدام

&عبرت الصحافة البريطانية اليوم الاثنين عن ارتياحها لالقاء القبض على الرئيس العراقي السابق صدام حسن لكنها حذرت من ان الطريق لا تزال طويلة امام قوات التحالف في العراق. وعنونت صحيفة دايلي ميل "صدام الدكتاتور الجبار وقع في الاسر مثل فأر في جحر".
&ووصفت الاندبندنت الحدث بانه "انجاز لاميركا" لكنها اعتبرت ان القبض عليه "لا يضمن النصر في هذه الحرب". وكتبت الصحيفة ان الولايات المتحدة ستتحقق من مدى صعوبة حكم العراق، وستعرف ان صدام حسين قلما كان يسيطر على مجموعات المقاومة لقوات الاحتلال. واعتبرت الاندبندنت ان "سجن الرئيس العراقي السابق لا يحل مشكلة الاميركيين الاساسية في العراق وهي انهم ليس لديهم اي حلفاء محليين يتمتعون بنفوذ كاف لحكم البلاد".
&ورات دايلي تلغراف من جهتها ان القبض على صدام حسين سيكون له تأثير على الوضع الامني في العراق و"سيوجه ضربة الى ما تبقى من انصاره". وكتبت فايننشال تايمز ان العالم "سيميل الان الى الاعتقاد بان العدو قطع رأسه"، محذرة من ان "مثل هذه النزعة الاحتفالية بالفوز ستشكل خطأ فادحا" لان "ثمة اشخاص عديدين يكرهون الاحتلال". الى ذلك حذرت الصحيفة الاقتصادية من ان "الخطر الاكبر الذي سيواجهونه هو حدوث تفجر داخلي في الانقسامات الطائفية مثل تلك التي دمرت لبنان بين 1975 و1990 والتي جرت جميع جيرانه".

'البعث' السورية:
اعتقال صدام حسين ينهي مرحلة صعبة والأولوية لمسالة التحرير

دمشق- رحبت صحيفة 'البعث' الناطقة باسم الحزب الحاكم في سوريا اليوم الاثنين باعتقال الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين مشددة على أن الأولوية يجب أن تتركز الان على "مسالة التحرير والاستقلال". وقالت البعث "ان اعتقال صدام حسين ينهي مرحلة من اصعب المراحل التي عاشها الشعب العراقي تعقيدا والامة العربية بكاملها طوال عقود ثلاثة".
واضافت أن صدام حسين "كان مشكلة كبيرة في العلاقات البينية العربية وعائقا أمام تفاهم عربي افضل، وزواله يبعد ذريعة الانقسامات والخلافات العربية". ودعت العراقيين إلى "بناء عرق حرب عربي وفاعل ووضع مسالة التحرير والاستقلال في اولوياتهم". وشددت البعث على "التخلص في الذهنية والممارسة من الصدامية التى
سفكت دماء العراقيين والسوريين والكويتين والايرانيين وغيرهم ... دون أن ننسى اللبنانيين والظاهرة (العونية) التي نشأت تطفلا ومصغرة عن الصدامية".
وانهت البعث تعليقها بالقول أن "الوقت الان هو وقت التبصر حيث نعيش مرحلة تتسم بالتغيير الجامح المندفع على جميع المستويات والكشف عن القضايا ومعالجتها".
وكان وزير الاعلام السوري احمد الحسن علق على اعتقال الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين بالقول أن "راي سوريا بالنسبة للعراق لا ينطلق من الاشخاص، وما نريده من العراق هو الحفاظ على وحدته شعبا وارضا وسيادة".
وأضاف الحسن في تصريح لوكالة الانباء السورية مساء امس الاحد أن "سوريا تتمنى للشعب العراقي القدرة على تحقيق سيادته وزوال الاحتلال عن ارضه وتهيئة الاجواء امامه في اقرب فرصة ممكنة لاختيار حكومته المستقلة الحرة المعبرة عن ارادة الشعب التي تمثل كل الشعب العراقي وفئاته كافة".
ومن جهته، قال الناشط في حقوق الانسان انور البني أن "القبض على صدام لقي ارتياحا عاما لدى كل المهتمين والمدافعين عن حقوق الانسان لما له من تاريخ اسود وجرائم كبيرة بحق شعبه والشعوب المجاورة وبحق الانسانية". وتمنى البني أن "تتوفر لصدام حسين محاكمة عادلة وعلنية لكشف جميع جرائمه واقتصاص الشعب العراقي ممن سبب له كل هذه الالام".
واعتقلت القوات الأميركية الرئيس العراقي السابق مساء السبت بالقرب من تكريت بعد اكثر من ثمانية اشهر من المطاردة. هذا ولم تنشر الصحف الرسمية السورية اي صورة لاعتقال الرئيس العراقي السابق.
&الصحافة الايرانية تعبر عن بهجتها
عبرت الصحف الايرانية عن بهجتها لاعتقال "الدكتاتور" صدام حسين "مذلولا" بعد ان حكم بلاده بالرعب وقتل مئات الاف الايرانيين خلال حرب استمرت ثماني سنوات. واعلنت مذيعة على الاذاعة العامة الايرانية وهي على شفير الدموع خبر اعتقال "دكتاتور يداه ملطختان بدماء الابرياء" وهو "اكثر دكتاتور مكروه على وجه الارض"، آملة ان يؤدي القبض عليه الى "تضميد جراح الامهات اللواتي ارسلن اولادهن الى الجبهة ليسقطوا شهداء".
&حتى صحيفة السينما "بوني فيلم" خصصت صفحتها الاولى لصدام حسين. وقتل مئات آلاف الايرانيين بين 1980 و1988 في الحرب التي اشهرها صدام حسين حين اجتاح اقليم خوزستان النفطي. واشارت الجمهورية الاسلامية التي تكرم على الدوم ذكرى "شهدائها" الى ان العديد من الدول الغربية كانت آنذاك تساند العراق ضد ايران خشية انتشار نفوذ الجمهورية الاسلامية، مشددة على ان الايرانيين كانوا مع الاكراد الضحايا الاولى لاسلحة صدام حسين الكيميائية.
&وكتبت صحيفة اعتماد في افتتاحيتها ان "الرجل الذي امر بالهجوم بالاسلحة الكيميائية على حلبجة (في كردستان) واطلق صواريخ طولها 12 مترا على دزفول (في ايران) يعرف اليوم الذل والخوف ويرتدي ثيابا رثة ولا يمكنه حتى ان يتخذ قرارا بشأن حياته او موته"، منكرة في الوقت نفسه صفة "الابطال" للاميركيين. وشددت جميع الصحف على وضع صدام حسين المذل، فنشرت صورته اشعث الشعر وملتحيا لدى اعتقاله وصورته بعد قص شعره وحلق لحيته، وصوره يخضع لفحص الطبيب. وذهبت صحيفة انتخاب الى نشر صورة عن كثب ليدين مكبلتين اخرجتها من ارشيفها.
&ونشرت صحيفة رسالة المحافظة رسما كاريكاتوريا ظهر فيه محمد سعيد الصحاف وزير الاعلام العراقي السابق في عهد صدام وهو يعلن للتلفزيون ان المعتقل ليس الرئيس العراقي السابق بل "زعيم طالبان"، ويؤكد مشيرا الى شعره "انظروا الى رأسه". وعبرت صحيفة جمهوري اسلامي الراديكالية عن الارتياح ذاته، لكنها اشارت الى ان صدام حسين كان مدرجا في ما مضى على "لوائح موظفي السي اي ايه" (وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية). واضافت انه ان كان "ارتكب اسوأ الفظاعات في حق الامة العراقية والايرانيين والكويتيين والدين والاخلاق"، فان الولايات المتحدة كانت "شريكته، وكذلك الدول الاوروبية والاتحاد السوفياتي سابقا" ومعظم الدول العربية. لذلك اعتبرت انه ينبغي ان تلاحق مثله. وختمت ان "مثول صدام حسين للمحاكمة امام الاميركيين سيشكل المحاكمة الاكثر هزلا في التاريخ".

صحافة روسية:
اعتقال صدام لن يخفض المقاومة العراقية

موسكو- اعتبرت الصحف الروسية التي نشرت مثل سائر صحف العالم في صفحاتها الاولى اليوم الاثنين صور صدام حسين متعبا اشعث الشعر، أن اعتقال الرئيس العراقي السابق يشكل عملية علاقات عامة بالنسبة للرئيس الأميركي جورج بوش، غير أنه لن يؤدي إلى تراجع المقاومة العراقية. وعنونت صحيفة ازفستيا (وسط) "صدام معتقل. الحرب مستمرة". وكتبت صحيفة نيزافيسيمايا غازيتا (معارضة) في صفحتها الاولى "صدام ينقذ بوش. اعتقال الدكتاتور يجب أن يخفف من حدة الاستياء الناتج عن توافد النعوش
والصراع الذي يدور في الكواليس للسيطرة على النفط العراقي". ورأت ازفستيا أن "الفرح سيستمر عشرة ايام وبعد ذلك سيعود كل شيء من جديد. الاعتداءات الارهابية الإنتحارية، اسقاط مروحيات، انفجار الغام تحت قوافل عسكرية، احراق مراكز شرطة، قتل متعاونين".
وتابعت أن "اعتقال صدام لن يبدل شيئا، مثلما لم يتغير شيء مع مقتل نجليه (..) ليس صدام من كان يقود المقاومة العراقية، بل اشخاص اكثر تعصبا وتشددا وفاعلية". وتساءلت صحيفة فريميا نوفوستي المقربة من الكرملين "الى اي مدى تعتبر مبررة الآمال بان يؤدي ظهور صدام مكبل اليدين على التلفزيون إلى تراجع المعارضة ضد قوات التحالف؟"، مذكرة بان انفجارات دوت في بغداد بعد اعلان القبض على الدكتاتور السابق.
واعتبرت صحيفة كومرسانت الليبرالية من جهتها أن "القبض على الدكتاتور ومحاكمته واعدامه سيكون ضربة علاقات عامة ممتازة لجورج بوش عشية الانتخابات الرئاسية العام المقبل، غير أنه لن يخفف من حدة المشكلات التي تواجهها السلطات الأميركية في العراق". وكتبت الصحيفة أن علي، نجل صدام الوحيد الذي ما زال على قيد الحياة، قد يرفع "راية مكافحة الخونة".

&بعد اعتقال صدام، المهمة الاصعب
لا تزال مطروحة، بنظر الصحف الفرنسية

&حيت مجمل الصحف الفرنسية اليوم الاثنين اعتقال الرئيس العراقي السابق صدام حسين ناشرة على صفحاتها الاولى صوره ملتحيا واشعث عند القاء القبض عليه، غير انها عبرت كلها عن الشكوك ذاتها في ما يتعلق بتطور الوضع في العراق والدور الذي يمكن لاوروبا ان تلعبه فيه.
&وكتب ميشال شيفر في صحيفة لوفيغارو "صدام حسين معتقل والعالم يتنفس الصعداء"، معتبرا انه "بنظر الكوكب باسره، فان هذه النهاية تصور بشكل اوضح بعد طاقة الولايات المتحدة وحسن حظ رئيسها". واعتبرت الصحيفة المحافظة انه ان كان الرئيس الاميركي "ادرك من خلال التجربة انه لا يمكن اعتبار اي شيء محسوما في هذا العالم غير المستقر، فلا شك انه ازداد قناعة الآن بصحة قضيته وبضرورة تدخل الولايات المتحدة في شؤون العالم"، معتبرا ان "هذا ليس امرا يدعو الى البهجة".
&وعبرت صحيفة ليبيراسيون عن الرأي ذاته، مؤكدة ان "اعتقال صدام يمنح بوش فرصة جديدة للخروج من المستنقع الذي كان يتخبط فيه". لكن باتريك ساباتييه اكد ان على بوش "الا يستخلص ان سياسته اقرت صحتها ويطلق العنان للانتقام"، مشيرا الى ان "المخرج الوحيد الذي سيكون مرضيا" هو احلال دولة قانون حقيقية في العراق.
&وعبرت صحيفة لا كروا الكاثوليكية عن مخاوفها من ان يحمل اعتقال صدام "المسؤولين الاميركيين على العودة الى السلوك الاحادي الجانب الذي انتهجوه في بدايات تحركهم في العراق، مع تهميش الامم المتحدة وبالتالي الدول المعادية للتدخل المسلح". وذكرت صحيفة لومانيتيه بان اعتقال صدام "لا يسوي مسألة تحديد الطريقة التي يتحتم اعتمادها في محاكمة جزار بغداد". ورأت الصحيفة الشيوعية انه "نظرا للجرائم في حق الانسانية التي ارتكبها (..) فوحدها المحكمة الجنائية الدولية التابعة للامم المتحدة تتمتع بهذه الشرعية".
&وكتبت صحيفة فرانس سوار الشعبية "مرة جديدة، اميركا تتصرف واوروبا تشاهد وفرنسا تأخذ علما"، معتبرة انه "حان الوقت ربما لنغادر مقاعد المشاهدين". وخصصت صحيفة اوجوردوي ان فرانس/لو باريزيان الشعبية ملفا من 12 صفحة لسقوط الدكتاتور السابق، معبرة عن المخاوف ذاتها. واشارت الى ان جورج بوش "تعزز موقفه في الداخل بفضل نمو متزايد والانتصار الذي قدمه له جنوده في العراق، فوجد نفسه فجأة يمسك باوراق كثيرة في يده".
&اخيرا، اقامت صحيفة ليزيكو مقارنة بين القبض على صدام حسين وفشل قمة بروكسل الاوروبية. وكتبت ان اطلاق اوروبا الموسعة الى 25 دولة يبقى مبلبلا في وقت وجد الانصار الاوروبيون لتدخل في العراق "في اعتقال صدام حسين تبريرا لم يكونوا ليحلموا به".
&
الصحف الألمانية
ترحب بالقبض على صدام حسين لكن تتساءل حول المستقبل

برلين- اجمعت الصحف الألمانية اليوم الاثنين على الترحيب بالقبض على الرئيس العراقي السابق صدام حسين لكن الكثير منها اشار إلى أن الطريق لا يزال طويلا لاحلال الاستقرار في العراق. وذكرت صحيفة "فرانكفورتر الغيماينه تسايتونغ" (محافظة) "واخيرا القت قوات الاحتلال" القبض على صدام حسين مشيرة إلى أن حقبة من الامل قد تكون بزغت الاحد في العراق.
ورأت صحيفة "تاغس شبيغل" (وسط) "لم يعد لمواصلة الاعمال المسلحة اي معنى بالنسبة للكثير من انصار صدام حسين. لم يعد للكثير من العراقيين الاخرين ما يخشونه ويمكنهم دعم بناء عراق جديد". وواصلت الصحيفة تقول أن "القبض على صدام حسين وفر للولايات المتحدة فرصة لتغيير الاجواء" معربة عن املها في أن يمثل صدام حسين "أمام محكمة عراقية وان يحاكمه ممثلون عن شعبه باسم العدد الذي لا يحصى لضحاياه".
ورأت "دي فيلت" (محافظة) أن "الأميركيين حققوا نجاحا حاسما سيعزز الثقة في سلطتهم. وبذلك يكون الرئيس بوش ضمن على الارجح فوزه في الانتخابات الرئاسية المقبلة" مشيرة إلى أن بعض الدول الأوروبية ولا سيما تلك التي عارضت الحرب على العراق يجب أن تنظر إلى العراق "ليس كخطر لكن ايضا كفرصة" للانضمام إلى عملية اعادة الاعمار.
لكن "سودويتشي تساينتونغ" (اليسار الوسط) اعتبرت أنه رغم ذلك يجب عدم توقع "تحول سريع" في العراق. ورأت أن "الهجمات لن تتوقف بشكل مفاجئ. وباختصار لقد قبضوا على صدام حسين وعليهم الان اعادة التيار الكهربائي. وتوفير افاق للشعب العراقي هو السبيل الوحيد لاحلال الاستقرار في البلد". ورأت صحيفة "فرانكفورتر رندشو" (يسار) أن القاء القبض على صدام حسين "قد لا يغير شعور الاحتقار الذي يكنه الشعب للحكومة الموقتة وللمحتلين الأميركيين. في حال تأخر الانتعاش الاقتصاد وفي حال لم يستعد الشعب العراقي كرامته فان صدام قد يتحول إلى بطل".

رفض الموت بشرف وفضل الحياة مخفوراً حليقاً..
الصحافة الإماراتية تهلل، تبتهج، وتطالب بزوال الاحتلال

على الرغم من عدم صدور رد فعل إماراتي رسمي حتى اللحظة، إلا أن الصحف الإماراتية الحكومية والخاصة الصادرة صباح اليوم أبدت ارتياحها لإلقاء القبض على الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين الذي استحوذت أنباء اعتقاله وسيرة حياته على معظم مساحات الصفحات الأولى والداخلية.. وفي حين حمّلت صحيفة الاتحاد الصادرة في أبوظبي الرئيس المأسور مسؤولية ما لحق بالعراق من خراب وتدمير وابتهجت بزوال جمهورية الخوف والرعب، فقد رأت كل من صحيفتي الخليج الصادرة في الشارقة والبيان الصادرة في دبي أن اعتقال صدام يصب في مصلحة الرئيس الأميركي جورج بوش ويعتبر بمثابة هدية انتخابية له، وإن كان في نفس الوقت هدية للشعب العراقي المظلوم، وطالبت الصحيفتان بسرعة زوال الاحتلال وعودة العراق لأهله ليبنوه من جديد.
فتحت عنوان " نهاية وبداية " قالت الاتحاد إن بين التاسع من أبريل 2003 والرابع عشر من ديسمبر 2003، ثمانية أشهر ختمت فصولا دامية في العراق امتدت لأكثر من نصف قرن، بدأت بمحاولة اغتيال فرد، وانتهت بعملية اعتقال فرد، خرج أشرا وبطرا، حرصا على الدنيا، ورغبة في التسلط، تسكع بوطنه الظلم، وتهور به مداحض الزلق، لم يمش القصد، ولم يقل الفصل، وحالف الهجر، ظن أنه لن يظفر به، إذا مد له في عنانه، حتى عثر في فضل زمامه .
وتابعت الصحيفة وصف صدام حسين بقولها: امرؤ لم يحز لسان رأسه، ولم ينتبه للحظه، ولم ينظر في يومه لغده، صم أذنه، وغم بصره، فأخذته العزة بالإثم، ضاربا بعرض الحائط كل النصائح والتحذيرات من شباك المصير المظلم التي حيكت له، قبل أن تتلف نفوس، ويقل عدد، ويدول عز، وقد حصل، إذ ظفر بصدام حسين داخل قبو منزل طيني وضيع في مزرعة بقرية الدوربالقرب من مسقط رأسه تكريت، وحيدا، مستسلما، مفضلا الحياة على الموت بشرف، مخالفا لما ظل يردده حتى عهد قريب، ومناقضا للصورة التي رسمها له أنصاره وأعداؤه على حد سواء، فظهر في مشهد سوريالي قلما يتكرر في التاريخ.
ورأت الصحيفة أن اعتقال صدام حسين على هذا النحو المدهش، يؤكد أن من ركن إليهم صرعوه، ومن وثق بهم خانوه، ومن أملهم كذبوه، ومن رجاهم خذلوه، وأثبت أن سلاحه رث وحديثه غث، قذف به التاريخ على حين غفلة، في أرض الرافدين، فانتهى هذه النهاية المذلة ليكون عظة وعبرة! ويا لها من نهاية أن يساق صدام حسين من مخبئه السري الى محبسه السري، مخفورا، حليقا، آمنا مطمئنا من غضبة شعبه إن ظفر به.
وختمت صحيفة الاتحاد بتأكيدها أن عملية '' الفجر الأحمر '' تؤذن لفجر جديد في العراق، منقى من هواجس وخيالات وأشباح جمهورية الخوف والرعب التي أقامها صدام حسين، وتدشن لمرحلة جديدة من المصالحة والمصارحة، لا تنظر إلى ما فات، وتتطلع إلى ما هو آت، وبناء العراق الجديد بسواعد جميع أبنائه وبناته، من دون إقصاء وتهميش لأي فرد منهم .
ومن جهتها وتحت عنوان " اعتقال صدام وتسريع التحرير " قالت صحيفة الخليج الصادرة في الشارقة أنه باعتقال صدام حسين من قبل قوات الاحتلال الأمريكية تطوى الصفحة الأخيرة من النظام السابق الذي سقط فعليا بين العشرين من مارس/ آذار يوم بدأت أمريكا غزو العراق والتاسع من ابريل/ نيسان 2003 يوم احتلال العاصمة بغداد.
ورأت الصحيفة أن هذا الحدث الذي كان متوقعا وقوعه في أي وقت منذ أن اختار رئيس هذا النظام وأركانه النجاة بأنفسهم فقط، ومن بعدهم الطوفان، الى حد عدم اطلاق رصاصة واحدة، حتى ولو كانت رصاصة الرحمة، يجب أن يكون في الآن نفسه محطة رئيسية للشروع في مجموعة خطوات لابد منها لإنقاذ العراق من المعاناة التي تهيمن عليه، بعدما انتقل من قبضة الاستبداد الى قبضة الاستعمار.
وأولى هذه الخطوات برأي الخليج هي وحدة العراقيين بجميع ألوان الطيف السياسي والطائفي والاثني والعقائدي، ودفن جميع المحاولات الشريرة التي تبذل من غير جهة لزرع الفتن وتفتيت الشعب العراقي ليسهل من ثم تفتيت العراق الى أجزاء متناثرة يسهل ابتلاعها. وثانية هذه الخطوات أن يلتف جميع العراقيين على هدف لا منجاة لوطنهم من دونه وهو تسريع جلاء الاحتلال، بعدما أدى اعتقال صدام وطي صفحة نظامه الى سقوط آخر الذرائع التي كان الاحتلال يستخدمها لتبرير بقائه، من خلال الادعاء أنه باق لمنع عودة صدام الى الحكم. وثالثة هذه الخطوات أن المقاومة العراقية للاحتلال يفترض أن تتحرر، من الآن فصاعدا، من عبء نسبتها زوراً الى صدام وبقايا نظامه، وأن تكون مقاومة عراقية حرة لها هدف وحيد هو تحرير العراق، وتكون بالتالي منزهة عن كل ما يحاولون إلصاقه بها من أوصاف وتبعيات وأغراض لاتخدم العراق ولا العمل لاستعادته حريته.
وأكدت الخليج أن اعتقال صدام يجب ألا يكون مفاجئا لأحد، بخاصة بعد الانهيار المفاجىء لنظامه بعيد الغزو بقليل، وكذلك السقوط السريع والمفاجىء أيضا لعاصمة الرشيد بعدما آثر النظام تخليص نفسه فقط وعدم الدفاع عنها. لكن ما سيكون مفاجئا أكثر هو أن يتمسك الاحتلال بالبقاء الطويل وتأخير تسليم العراق للعراقيين، لأهداف لم تعد تخفى على أحد، تتلاقى فيها المصالح الأمريكية والصهيونية، وتغيب عنها مصالح العراق والعراقيين.
وتابعت الصحيفة قولها إن قائد قوات الاحتلال في العراق الجنرال الأمريكي ريكاردو سانشيز قال في نهاية مؤتمره عن اعتقال صدام "ليبارك الله أمريكا"، ورئيسه جورج دبليو بوش قال عن يوم اعتقال صدام انه "يوم عظيم".. لأمريكا طبعا، وتحديدا لإدارته التي ستستخدم معاناة العراق واعتقال صدام ورقة رئيسية تريدها رابحة في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وختمت الصحيفة افتتاحيتها بتأكيدها أن ألسنة العراقيين تلهج بعبارة "ليبارك الله العراق"، في انتظار يوم العراق العظيم وهو يوم فك أسره من نير الاحتلال.
أما صحيفة البيان الصادرة في دبي فجاءت افتتاحيتها تحت عنوان : "سقوط صدام هدية لبوش"، مؤكدة أن السقوط المفاجئ والمدوي للطاغية العراقي صدام حسين جاء بمثابة هدية غير متوقعة للرئيس الأميركي جورج بوش، في وقت استحكمت حلقات أزمة ادارته وباتت تهدد انطلاق حملته الانتخابية للفوز بولاية رئاسية ثانية. فباعتقال صدام يبدو أن بوش قطع نصف الطريق في مضمار السباق الانتخابي قبل أن يبدأ رسميا، وارتفعت أسهم فوزه برئاسة ثانية، بعد ان بلغت حملة معارضيه ذروتها، تأسيسا على تخبط سياسات الحرب وفشل المخابرات في معلوماتها التي سبقت لتبرير الحرب، وما تبعه من الفشل المدوي في العثور على أسلحة دمار شامل، الأمر الذي دمر مبررات شن حرب على العراق من أساسها.
وتابعت الصحيفة قولها: الآن وبعد ان أصبح صدام في قبضة القوات الأميركية بطريقة سلسة ومفاجئة وبصورة لم يقترب منها خيال أشد المتفائلين على ضفة القيادة العسكرية الأميركية، الآن وبعيدا عن المصير الذي ينتظر صدام حسين بالمثول أمام محكمة جرائم حرب عراقية أو أميركية أو دولية، أصبح متاحا لبوش أن يتباهى بالهدية التي تلقاها بنبأ سقوط صدام، كأحد أبرز نجاحات القوات الأميركية بعد شهور من الاخفاقات وارتفاع الخسائر في صفوف الجنود الأميركيين خلال عمليات للمقاومة العراقية.
ورأت أن السقوط المفاجئ لصدام يطرح تساؤلا حول المقاربة والتشابه لحد التطابق مع سقوط بغداد، فلقد سقط صدام في قبضة قوة أميركية داهمت ملاذه الآمن في قرية الدور قرب مسقط رأسه تكريت طبقا لمعلومات مخابراتية مجهولة المصدر، وهو أمر يذكر بروايات الصفقات المشبوهة والسرية لقيادات المخابرات والحرس الجمهوري العراقي التي جعلت من سقوط بغداد لغزا لم تفك كل طلاسمه حتى الآن.
ومثلما يمثل سقوط صدام المفاجئ والمدوي هدية لبوش يمثل أيضا هدية للشعب العراقي، الذي تخلص من عبء اضافي كون صدام ظل طليقا طيلة الفترة التي أعقبت سقوط بغداد، فحدثت الفوضى والتشويش وانتعشت لعبة خلط الأوراق، وتوفرت الذرائع للتسويف وتأجيل منح العراقيين حقوقهم. فالآن وبعد سقوط صدام لم يعد هناك مبرر للتقاعس عن استعادة العراق لهيكل دولته وجيشه ودستوره وحريته وديمقراطيته ومؤسساته.
وخلصت البيان للتأكيد على أنه أصبح الآن من حق الشعب العراقي ان يفيق من هول الحرب على صوت السلام والتصالح، وأن يستعيد لحمته الوطنية، دون ثارات أو احقاد عرقية أو طائفية، لا فرق بين عربي وكردي او شيعي وسني فالكل عراقيون في وطن محرر موحد متمتع بثرواته وسلامه، وعودته كرقم لا يختزل في المعادلة العربية والاقليمية.
&
معلقو الصحف الأردنية:
عملية اعتقال صدام حسين اذلال للامة العربية بمجملها

انتقد معلقون في الصحف الأردنية اليوم الاثنين بشدة الصور التي بثتها المحطات التلفزيونية حول عملية اعتقال الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين امس على يد قوة من الجيش الأميركي، معتبرين انها "اذلال" للامة العربية بمجملها. وكتب معلق في صحيفة "الدستور" المستقلة "كان يوما عربيا بذيئا للعرب، يوما اسود في تاريخهم الحديث، يوم أن اصبح القتلة والمجرمون 'اخوة' و'احباء' ويوم تجرأ جرذان ممن يتكلمون العربية على التعبير عن الامتنان لبريمر و'الاخوة الأميركيين'".
ويتابع المعلق حلمي الاسمر "خطيئة صدام حسين الكبرى أنه بقي حيا حتى الان كي يتسع للعلوج أن يستخدموه وسيلة لاذلالنا وحفر انتصاراتهم على جلودنا". ويسأل المعلق "صدام حسين كان ديكتاتورا؟ ربما، في رقبته ارواح ابرياء؟ ربما، ولكن من كان منكم ايها الجالسون على رقاب شعوبكم بلا خطيئة فليرجمه بحجر".
وفي صحيفة "الرأي" الرسمية، كتب المعلق سلطان الحطاب تحت عنوان "استسلام صدام... نهاية لفيلم هندي"، "شعرنا بالاحباط وكثير من الذل ليس لأن صدام بطلا جرى القبض عليه ولكن لان زعيما عربيا وصل إلى هذا الحد وجرى التعامل معه بهذه الصورة التي تكشف عن هوان الامة واستباحتها والتدخل في شؤونها والوصاية عليها".
ويضيف الكاتب "الايام القادمة ستكشف أن صدام وحكمه وجرائمه ومسلسل الاتهامات الطويلة ضده التي اتخذت مبررا لكل ما حدث حتى الآن ليست هي المبررات الحقيقية، والخوف أن ينسى الكثيرون نهاية هذا الفيلم الهندي ويظلون يفتحون عيونهم على عراق محتل نازف وعلى قوى محتلة تقرر في الشأن العراقي". كذلك، اعتبرت افتتاحية الصحيفة الرسمية أن اعتقال صدام حسين "يشكل مفترق طرق حقيقيا أمام السياسة الأميركية وفرصة لاعادة النظر في ممارسات ثمانية اشهر من التخبط والارتجال والتجريبية والارتباك".
وحذرت المقالة من أن الولايات المتحدة "إذا لم تحسن استثمار الوضع الراهن للتراجع عن الكثير من ممارساتها، وذهبت باتجاه اعتبار أن الامور الان باتت مواتية للمضي قدما في مشروعها شبه الامبراطوري الجديد القائم على تصدير الديموقراطية وتغيير الخرائط، فانها قد تحصد الفشل نفسه". كذلك، كتب طاهر العدوان رئيس تحرير صحيفة "العرب اليوم" المستقلة أن صدام حسين "انزل بهم (الأميركيون) من الخسائر ما لم يستطع أن يفعل وهو جالس على كرسي الحكم فالذين جاؤوا لاحتلال العراق بحجة العثور على أسلحة الدمار الشامل انشغلوا بالبحث عنه وسيظلون منشغلين ومعهم الرأي العام بصدام حسين كأسير في معتقله".
وحذر من أن "المشاعر المنقسمة في العراق والعالم العربي تجاه اعتقال الرئيس العراقي ستتحول إلى انقسامات سياسية حادة وعميقة بين احزاب أميركا العربية وبين عرب يلجأون اكثر واكثر إلى الاحتماء بالثقافة والعقيدة الدينية القومية بمواجهة عصر امبريالي استعماري جديد لا يحسن صورته وجود اعوان ومصفقين له ولانجازاته".
وختم الكاتب مقالته بالقول "مع اعتقال صدام حسين نتوقع أن تسقط حجة اسقاط الديكتاتورية التي يتذرع بها عراقيون وعرب عند دفاعهم عن الاحتلال، فالديكتاتورية لم يعد لها وجود لكن الاحتلال لا يزال قائما".