عزت مصطفى من صنعاء: لم تعان المدن العراقية وحدها من الازدحام الخانق بعد الإعلان عن اعتقال الرئيس العراقي المخلوع، هنا اكتظت المقاهي والأندية ومحلات الإنترنت لمشاهدة صور صدام حسين كث شعر الرأس والذقن في قبضة الجنود الأمريكيين بعدما اعتادوا على مشاهدته وهو يلعن الولايات المتحدة مرتدياً بزته العسكرية في الطريق إلى تحرير القدس كما كان يصف.
الكثير ممن التقينا بهم وسألناهم عن رأيهم عبروا عن شعورهم بأن الذي ظهر عبر وسائل الإعلام شخص آخر غير صدام حسين، إلا أن بعضهم ما يلبث أن ينتقد الطريقة التي أظهروه بها واصفاً إياها بالحقيرة وكأنه يعود ليؤكد قناعته أن الذي شاهده عبر قنوات التلفزة ما هو إلا صدام حسين بشحمه ولحمه، وذقنه غير الحليق هذه المرة.
ولم تغب اهتمامات اليمنيين عن متابعة أخبار الرئيس العراقي السابق منذ سقوط بغداد بيد القوات الأمريكية، ففي الثامن والعشرين من شهر تشرين ثان (نوفمبر) الفائت لاقى خبر نشره موقع المؤتمرنت اهتماماً بالغاً، تضمن أن صدام حسين سلم نفسه طواعية إلى الشرطة في مدينة الضالع اليمنية، وكان الخبر يتحدث عن مواطن يمني يبلغ 20عاماً لا تربطه بنظام حزب البعث في العراق سوى اسم رئيسه، إلا أنه كان مطلوباً أيضاً إنما للسلطات اليمنية نتيجة قتله أحد رفاقه عن طريق الخطأ.
وعن حالة عدم التصديق التي ملأت الشارع اليمني اليوم، يقول القباطي أن كل ما بث عن القبض على صدام حسين ما هو إلا تمثيلة هزلية، وأضاف يتضح ذلك من اكفهرار وجه بريمر أثناء المؤتمر الصحافي، بينما يزيد العبسي أن اظهار صدام حسين وهو جالساً وعدم اظهاره في هيئات عديدة خاصة وهو واقف على قديمه يبرهن على أن الشخص الذي أظهروه لا يمت لصدام بصلة، وهو ما يجعل الأمريكيين يخفون طول قامته لكي لا يفضح أمرهم، وقال أننا لن نسمع خطابات عبر التلفزة لصدام حسين بعد الآن، وحين سألناه باندهاش: لماذا؟ أجاب: لأن القنوات العربية ستتلقى أوامر من واشنطن بعدم بث أي تكذيب مسجل لصدام حسين حول أنباء اعتقاله لتستمر الكذبة مصدَّقة.
ورغم أن اليمنيين لم يصدقوا أحداثاً كثيرة خلال الحرب الأخيرة بداءً بدخول بغداد التي اعتبروا السماح بغزوها من قبل الأمريكيين إحدى خطط الرئيس العراقي ليلتف بعدها على القوات الأمريكية من الخلف ويبيدها، ومن ثم تكذيبهم مقتل عدي وقصي صدام، إلا أنهم اليوم أكثر قناعة بتلك الأحداث، فهم يستشهدون بعدم القبض على صدام حسين من خلال سهولة حدوث ذلك، مبررين أن صدام حسين لو كان قد قبض فعلاً فإنه لن يسلم نفسه بسهولة ولكان استبسل في الدفاع عن نفسه كما فعل من قبله نجليه وحفيده.
المروعي يبرر من جهته أن المقبوض عليه اليوم ليس صدام حسين لأن الرئيس العراقي السابق لن يسلم نفسه ولكان فضل الانتحار على ذلك ما لم يكن قد قضى نحبه أصلاً.
ورغم أن كثير يمنيين خابت تقديراتهم السابقة بشأن الأحداث إلا أنهم يتمنون فعلاً بقاء صدام طليقاً على قيد الحياة فقط كونه مطلوب للولايات المتحدة.