نصر المجالي من لندن: ما عرفته خزنة "إيلاف" الليلة أن انتصارا تحقق للحزب الوطني الكردستاني الذي يتزعمه جلال طالباني على نده في كردستان زعيم الحزب الديموقراطي والزعيم التقليدي مسعود بارزاني ماليا وسياسيا على خلفية القبض على الرئيس العراقي السابق صدام حسين.
ومعلومات "إيلاف" تقول أنه ليس فقط مبلغ الـ 25 مليون دولار التي كانت أعلنتها الإدارة الأميركية من أجل القبض على صدام حسين حيا وميتا، كانت هي السبب الوحيد الذي أدى إلى إفشاء مكان وتحركات الرئيس العراقي السابق.
وكان الحزبان الكرديان الكبيران بزعامة طالباني ونده مسعود بارزاني يتنفسان ليس فقط على تلك المكافأة المالية وحسب، بل لتسجيل نقطة لصالح إي منهما عند الإدارة الأميركية الساعية إلى القبض على الرئيس العراقي في أي ثمن كان أو اية تنازلات ممكن أن يقدمها أي حليف لها مقابل حصد مكاسب مستقبلية سياسيا.
وكان جلال طالباني الذي كان رئيسا دوريا لمجلس الحكم العراقي المؤقت في الشهر الماضي أعطى في بادرة غير مسبوقة صحافيا أو سياسيا تفردا مهنيا لوكالة الأنباء الإيرانية& حين أبلغها كغيرها من وسائل الإعلام العالمية بخبر اعتقال صدام حسين في قرب تكريت بمعاونة من قواته لقوات التحالف الأميركي.
وإذ اخترق طالباني المحظورات الأميركية الاستخبارية في تسريب النبأ لوسيلة إعلام إيرانية، فإنه حرم على ما يبدو بقرار أميركي من المشاركة في المؤتمر الصحافي ظهر يوم الأحد الذي أعلن فيه الحاكم الأميركي المدني للعراق بول بريمر بمشاركة من عدنان الباجه جي المعارض السابق المستقل وعضو مجلس الحكم الانتقالي وليس جلال طالباني، الذي سرب النبأ وادعى جهدا كبيرا فيه من جانب رجال البيشمركة التابعة له.
وكان طالباني يأمل أن ينال عبر طريق غير رسمي بالفوز في المكافأة التي أعلنتها واشنطن لمن يدل أو يساهم بتسليم صدام حسين و يدل عليه حيا أو ميتا، ولكن صدمة طالباني جاءت ليس سياسيا بل ماليا حين أعلن الحاكم المدني بول بريمر& عن أن صدام حسين اعتقل في عملية أميركية -عراقية مشتركة مساء السبت. ولم يذكر المسؤول الأميركي دور بشميركة طالباني في العملية.
وزاد من إحباطات طالباني الذي سارع لتفريد طهران في أول خبر عن اعتقال صدام هو أن القوات الأميركية أعلنت في وقت لاحق من اعتقال صدام أن المعلومات التي وردت إليهم وبموجبها توصلوا إلى صدام قد جاءت من أحد أقارب صدام نفسه.
إلا أنه، وفي مؤتمر صحافي لأعضاء من مجلس الحكم العراقي، قال أحمد الجلبي، الرئيس الأسبق للمجلس، إن كسرت رسول، رئيس الوزراء السابق في كردستان العراق، قد ساهم مع مجموعة من قوات حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بالتعاون مع قوات التحالف في كشف موقع صدام.
ويتساءل مراقبون فيما إذا كانت الـ 25 مليون ستوزع على 600 جندي أميركي الذين قاموا بالمشاركة في عملية (الفجر الأحمر) العسكرية التي أدت إلى القبض على صدام أم عن التناحرين في ادعاء إرشاد القوات الأميركية على مكان اختبائه، حيث تم إلقاء القبض عليه.
وكانت أثمرت وسيلة المكافآت المالية الأميركية الضخمة في وقت سابق وبالتحديد لدى محاولة القبض على نجلي الرئيس العراقي المعتقل، عدي وقصي، واللذين لقيا حتفهما في معركة مع قوات التحالف في شهر يوليو ( تموز) الماضي.
وأصدرت قوات التحالف في نهاية أغسطس ( آب) الماضي سلسلة جديدة من ملصقات أهم المطلوبين العراقيين، وعلى رأسهم صدام حسين، وأكد الملصق على المكافأة المرصودة وقدرها 25 مليون دولار لمن يرشد عن صدام.
واشتمل ذات الملصق على صور لعدي وقصي، نجلي الرئيس السابق، وقد ظهر على وجه كل منهما حرف x بحجم كبير، كناية عن شطبهما من لائحة المطلوبين.
يشار إلى أن تقديم الجائزة يتم من قبل برنامج المكافآت التابع لوزارة الخارجية الأميركية والذي يعلن أن من أهدافه منع أي هجمات ضد الولايات المتحدة.
وبعد اعتقال صدام وهو يعد أكبر وأهم المطلوبين- ينتقل البحث في القائمة لمحاولة القبض على نائبه عزت إبراهيم الدوري، الذي كانت القوات الأميركية في العراق أعلنت في التاسع عشر من نوفمبر (تشرين) الثاني الماضي عن جائزة مالية قدرها 10 ملايين دولار لأي شخص يدلي بمعلومات تقود لاعتقاله.
ويعتقد أن الدوري يقف خلف معظم عمليات المقاومة ضد القوات الأميركية في العراق، ومعها مصالح عراقية أيضا، وأشارت تقارير كثيرة تلقتها سلطات الاحتلال الأميركية أن عزت الدوري يعاني من مرض سرطان الكبد وهو قدم تنازلات للأميركيين مقابل تسليم نفسه بشروط لم يعرف ما إذا كانت سلطة التحالف وافقت عليها أم لا إلى اللحظة ، وهي شروط كما علم لم يقدمها صدام حسين قبل اعتقاله.
التعليقات