"ايلاف"&الرباط : منحت صحيفة "إيل موندو" جائزة الصحافة السنوية إلى كل من الصحافي المغربي على المرابط والصحافي الكوبي "راوول ريبيرو" اللذان يمضيان عقوبة السجن في كل من المغرب وكوبا, والصحافية الأمريكية "كريستيان أمانبور" من قناة "سي إن إن" الأمريكية.
وفاز الصحافي المغربي علي المرابط والكوبي "راوول ريبيرو" بالجائزة المخصصة من كتاب الأعمدة في صحيفة "إيل موندو" اعتبارا لما وصفوه بتضحيتهما ووجودهما في السجن وبذلك "يمثلان التصرف النموذج الذي تقوم عليه مهنة الصحافة".
وتسلمت الجائزة نيابة عن علي المرابط أخته نجية وصديقته الإسبانية "لاورا فيليو" التي قالت إن المرابط بدأ قبل اسبوعين إضرابا عن الطعام وأن حالته الصحية تسوء, وقرأت رسالة من الصحافي المغربي المعتقل يقول فيها إنه موجود في السجن لأنه "يؤدي ثمن الصحافة الحرة التي كان يمارسها".
فوز علي المرابط (44 سنة) بجائزة صحيفة "إيل موندو" التي تعتبر أهم جائزة للصحافة في إسبانيا ويحضر حفل توزيعها كبار الشخصيات الإسبانية جاء أياما قليلة فقط على القلق الذي عبر عنه رئيس الحكومة الإسبانية "خوسي ماريا اثنار" خلال زيارته الرسمية للمغرب للوضعية التي يوجد عليها علي المرابط. ويحظى علي المرابط بدعم مهم من قبل الصحافيين الإسبان وهيئات المجتمع المدني في إسبانيا وفرنسا.
وكان علي المرابط أثار في السنوات الماضية جدلا في الأوساط الصحافية والسياسية في المغرب بسبب التوجه الذي ينهجه في صحيفته الأسبوعية الساخرة "دومان ماغازين" الصادرة بالفرنسية, قبل أن يصدر أسبوعية إضافية بالعربية باسم "دومان" (غدا) اللتان تم توقيفهما من طرف السلطات المغربية وإيداع المرابط السجن في شهر مايو (أيار) الماضي لمدة ثلاث سنوات بتهمة الإساءة إلى المقدسات, وهي التهمة التي تعني في المغرب الإساءة إلى الملك أو العائلة الملكية. وكان علي المرابط أضرب عن الطعام لمدة خمسين يوما في ماي الماضي قبل ان يوقف إضرابه بعد تدخل من بعض الجهات من بينهم الأمير مولاي هشام, ابن عم العاهل المغربي محمد السادس.
وتثير سيرة وسلوك علي المرابط, الأكبر بين إخوته الأربعة عشر, الكثير من الجدل بين زملائه في مهنة الصحافة ووسط الرأي العام المغربي بسبب الإنتقادات "الحادة" التي يوجهها إلى المسؤولين المغاربة بينهم شخصيات نافذة في البلاد, أو بسبب رحلته إلى تل أبيب وإجراؤه حوار مع رئيس الوزراء الاسرائيلي آنذاك "بنيامين نتانياهو", في حين تقول بعض المصادر إن لديه " ارتباطات"مع أجهزة أسبانية وفرنسية .
وكان علي المرابط, الذي يمثل منظمة "صحافيون بلا حدود" في المغرب, تعرض للمحاكمة قبل سنتين بسبب خبر نشره عن "إمكانية بيع قصر الصخيرات " مما اعتبر "مسا بالمقدسات". غير ان الطابع الهجومي الذي ينهجه المرابط لا يكاد يستثني أحدا, فهو يهاجم المسؤولين الحكوميين والأحزاب والبرلمانيين وأحيانا زملاءه من الصحافيين مما جعل صحيفته تحقق أرقام مبيعات كبيرة.
وغالبا ما كان علي المرابط يعمد إلى الحديث عن "المسكوت عنه" في الصحافة المغربية, ويرفق مقالاته برسوم كاريكاتيرية, ورغم انه لم يعمد يوما إلى الكتابة بشكل مباشر عن أفراد الاسرة الملكية في المغرب, الأمر الذي يعاقب عليه القانون, إلا أنه كان يلمح في العديد من المرات إلى ذلك عبر مقالات عن "ميزانية القصر الملكي" مثلا, أو حين استعمل صورة مركبة لزفاف العاهل المغربي محمد السادس على الصفحة الأولى يظهر فيها وزير الداخلية المغربي السابق "ادريس البصري".
يذكر أن المرابط& المتحدر من مدينة تطوان بشمال المغرب, كان يعمل في السابق في السفارة المغربية في الأرجنتين قبل ان يتم إلحاقه بالرباط بسبب شكوى كتبها ضد السفير المغربي هناك, لكنه تحول إلى الصحافة وتنقل لعمل بين بعض الصحف الأسبوعية المغربية الصادرة باللغة الفرنسية قبل ان يصدر في مارس (آذار) سنة 2000 مجلة "دومان" التي تم توقيفها في عهد حكومة رئيس& الوزراءالسابق عبد الرحمن اليوسفي, ثم أسس بعد ذلك صحيفة أسبوعية أخرى بالفرنسية, وألحقها بعد ذلك بصحيفة أخرى بالعربية قبل أن يتوقف كل شيء في الحادي والعشرين من مايو (أيار) الماضي ويدخل سجن مدينة سلا (شمال الرباط) ليقضي عقوبة السجن لثلاث سنوات بتهمة الإساءة إلى الملك والمس بالوحدة الترابية للبلاد.