"إيلاف"من لندن : اعرب اعضاء في مجلس الحكم العراقي وشخصيات سياسية ومثقفون عراقيون عن املهم في ان تدشن القمة الخليجية التي تبدأ اعمالها في الكويت غدا عهدا جديدا من العلاقات مع العراق الجديد واطفاء ديونه والتنازل عن التعويضات المطلوب منه دفعها لها ومساعدته على استلام السلطة من قوات الاحتلال . كما دعوا في احاديث ل "إيلاف" اليوم الى قبول عراق ما بعد صدام في مجلس التعاون الخليجي لان ذلك سيقوي انتماءه العربي والمشاركة في اعادة اعماره بالاضافة الى مساعدته على الخروج من ازمته الحالية .
قبول العراق في مجلس التعاون
واعرب الدكتور ابراهيم الجعفري عضو مجلس الحكم الذي اختتم لتوه زيارة للسعودية والكويت عن تفاؤله بقبول العراق في عضوية مجلس التعاون الخليجي وقال انه لاتوجد عقبة مستحيلة امام هذا الانضمام والمسالة جغرافية فالعراق يقع على الخليج .
واشار الى ان القمة ستتخذ قرارا باعادة العراق الى الانشطة التي كان يساهم فيها مع المجلس وجمدت بعد غزو الكويت وخاصة في مجالات الصحة والتعليم والتربية والاتصالات بعد طلب تقدم به لهذا الغرض وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري مؤكدا رغبة العراق في المساهمة بهذه النشاطات بكل جدية . واوضح ان الدول الخليجية متعاطفة مع الشعب العراقي وراغبة في فتح صفحة جديدة من العلاقات مع العراق ولذلك فهي ستشارك بعمليات اعادة اعماره .
تعزيز الانتماء العربي للعراق
اما عضو المجلس الدكتور موفق الربيعي فقال ان العراق دولة خليجية ويجب ان تأخذ مكانها في مجلس التعاون المطالب بفتح ذراعيه للعراق الجديد ويدخله في المنظومة الخليجية مشددا على ان هذا سيقوي الانتماء العربي للعراق ويعززه .واضاف ان العراقيين يأملون من الدول الخليجية وخاصة الكويت والسعودية اطفاء ديونها على العراق والتنازل عن التعويضات لان ذلك سيؤكد حسن النوايا ويعطي دفعة للاوضاع في العراق الجديد .
وناشد القادة الخليجيون حث الشركات الرسمية والاهلية في بلدانهم على المساهمة في اعمار العراق وقال ان هذه الشركات مرحب بها في العراق الذي يعتبر الان سوقا واعدا . واعرب عن امله في ان تعمل دول الخليج على تجنيب العراقيين ماقال انه الغلط الاعلامي لبعض الفضائيات العربية وايقاف الحملات التي تثير الفتن الطائفية والعنصرية .
تأمين انتقال السلطة الى العراقيين
واعتبر الدكتور ماجد احمد السامرائي سفير العراق السابق في ليبيا وفنزويلا انه بنهاية صدام حسين تكون مرحلة كاملة من الخوف والقلق وعدم الثقة قد انتهت مشيرا الى ان حكم صدام اعطى درسا يؤكد ان اللعب على الشعارات القومية قد انتهى وان الزعامات الفارغة والديكتاتورية لاتبني سياسات واضحة ومستقرة واضاف ان شعب العراق الذي عانى من مغامرات صدام في حربه مع ايران وغزوه للكويت يتطلع الى عهد جديد مسالم مع جيرانه خصوصا اخوته في دول الخليج العربي .وناشد اشقاء العراق في هذه الدول معاونته على الخروج من ازمته الحالية سواء في اعادة اعماره او في تأمين المحافظة على العملية السياسية وبما يحافظ على هويته العروبية ويؤمن انتقال السلطة الى العراقيين حتى يعود العراق بلدا مستقلا في حاضنة الامة .
واوضح ان مايريده العراقيون من قمة الخليج هو بدء مناخ جديد ومرحلة من التصالح مع العراق الجديد واقامة علاقات مبنية على الثقة المتبادلة بعد عودة الحكومة الحرة المستقلة وتمنى من الكويت الشقيقة ان تعيد النظر بقرارها عدم تجاوز مسألة التعويضات وقال ان الشعب العراقي هو ضحية ايضا لغزو الكويت وحربها .واكد السامرائي ان هناك افاق لمصالح مشتركة قائمة على توفير مستلزمات التقدم والتطور التكنولوجي وتبادل المعرفة واقامة سوق اقتصادية مشتركة لتنمية المصالح بين ابناء الخليج العربي .
مراقبة الحدود لمنع دخول ارهابيين&
وناشد السيد حميد الكفائي الناطق الرسمي بأسم مجلس الحكم الزعماء الخليجيين الى مراقبة بعض المؤسسات والاشخاص الذين يمولون الارهاب في العراق وتوعية المواطنين ضد عمليات التخريب فيه موضحا ان البعض يرى ان دخول العراق وتنفيذ عمليات تخريب واجب ديني مؤكدا على ان هذه التوعية مطلوب ان تركز على ان الدين يرفض الارهاب وهو ليس من الدين بشيء وانما هو الكفر بعينه .
واضاف ان الدول الخليجية تقدم مساعدات صحية وتعليمية للعراق والمطلوب تطوير ذلك الى المساهمة في عمليات اعمار العراق واعرب عن امله في ان يجري على نطاق واسع تعريف المواطنين الخليجيين بحجم الدمار الذي سببه النظام السابق للعراقيين وان هناك ملايين راحوا ضحية ممارساته الاجرامية .وحول الديون الخليجية على العراق اعرب عن امله في تخفيف الديون والتعويضات او الغائها لان حجم الكارثة التي يعيشها العراق خطيرة وتتطلب من جميع الدول والقوى مساعدة العراقيين على تجاوز اثارها الماساوية .
دعوة الامريكان لتنفيذ التزاماتهم في العراق
وعبر الدكتور قيس العزاوي رئيس تحرير صحيفة (الجريدة) البغدادية عن تطلع العراقيين لان يعمل القادة الخليجيون على تعزيز انتماء العراق الى محيطه العربي وتبني قضاياه المصيرية اضافة الى المساهمة بشكل واسع في عمليات اعادة اعماره .
وناشد القادة الخليجيون الغاء ديون وتعويضات بلدانهم على العراق لان العراقيين غير مسؤولين عن ممارسات صدام حسين وانهم كما اخوتهم الخليجيين ضحايا لذلك الحاكم . واكد اهمية دعوة هؤلاء القادة للامريكان بالوفاء بالتزاماتهم ونقل السلطة الى العراقيين ووضع القوات الامريكية خلال الفترة الانتقالية تحت مظلة الامم المتحدة على ان تنسحب من العراق بانتهاء هذه الفترة اضافة الى التشديد على نبذ الارهاب الذي يمارس في العراق ودعوة المؤسسات الاقتصادية للاستثمار في العراق وتعزيز وضعه الاقتصادي .
الاهتمام بالعمالة العراقية
ومن جهته دعا الدكتور حسين الهنداوي الكاتب والمحلل السياسي القادة الخليجيين الى منح العراقيين في دولهم معاملة خاصة والعمل على دعم الاقتصاد العراقي من خلال الاهتمام بالعمالة العراقية وتقديم مساعدات لتكريس عمليات تطوير العراق بدلا من شراء الاسلحة .
واعرب عن امله في ان يحول الخليجيون اهتمامهم من النظام والسلطة الى الانسان العراقي ومساعدته على تطوير اوضاعه الصحية والتعليمية وتجاوز مرحلة الحساسيات التي خلقها النظام السابق .. كما تمنى ان ينظر القادة الخليجيون الى مسألة الديون العراقية بنوع من الاهتمام ويسعون لالغائها والاعلان عن وقف المطالبة بالتعويضات والدخول في عمليات اعادة الاعمار بشكل واسع وجدي .