حسن الفقيه من&دبي: تعقد الدول الخليجية الست الأحد والاثنين المقبلين في الكويت أول قمة بعد اعتقال الرئيس العراقي السابق صدام حسين بينما ما زالت المنطقة تواجه تهديدات إرهابية.&وكان مجلس التعاون الخليجي عبر عن ارتياحه لزوال "الخطر" الذي كان يشكله نظام صدام حسين على الاستقرار في المنطقة.
وأكد عبد الرحمن العطية الأمين العام لمجلس التعاون&مؤخرا أن "نظام الرئيس (العراقي) السابق كان عاملا من عوامل عدم الاستقرار في المنطقة ومبعث تهديد لأمن العراق والدول المجاورة". ويشير العطية بذلك إلى الحربين اللتين خاضهما العراق في عهد صدام حسين وهما الحرب مع إيران (1980-1988) وغزو القوات العراقية للكويت في 1990 التي قام تحالف بقيادة الولايات المتحدة بطرد الجيش العراقي منها في 1991.&ولم تخف الكويت خاصة ودول الخليج بشكل عام ارتياحها لاعتقال للرئيس المخلوع صدام حسين السبت الماضي من قبل القوات الأميركية التي انطلقت من الكويت للاطاحة بنظامه.&وأكد وزير الإعلام الكويتي محمد أبو الحسن "هذه هي الساعة التي كنا وشعوب العالم أجمع ننتظرها لنرى اعتقال هذا الطاغية الذي روع العراقيين وغيرهم من الشعوب".
غير ان زوال نظام الرئيس العراقي والريبة والتوجس التي كانت تطبع علاقاته مع دول المجلس لم ينه الاضطراب في المنطقة الذي ما زالت تشهد اعمالا ارهابية وتحذيرات متواترة للرعايا الغربيين فيها بتوخي الحذر.&وشهدت السعودية في ايار (مايو) وتشرين الثاني (نوفمبر) اعتداءين داميين تبناهما تنظيم القاعدة الارهابي بزعامة اسامة بن لادن الذي اسقطت عنه الجنسية السعودية، وبلغت حصيلتهما الاجمالية خمسين قتيلا.
ورفعت وزارة الداخلية الكويتية الاسبوع الماضي حالة التاهب اثر اكتشاف ثلاث رسائل ملغومة موجهة الى صحافيين كويتيين والغت كافة اجازات عناصر الشرطة وقوات الامن وعززت الاجراءات الامنية استعدادا للقمة الخليجية.
وهدد تنظيم القاعدة مجددا الجمعة "بمحاسبة" الذين تعاونوا مع الولايات المتحدة في الاطاحة بنظام طالبان في افغانستان والنظام العراقي، معتبرا انهم "مرتدون".&وحذر ايمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة في تسجيل صوتي نسبته اليه قناة "الجزيرة" القطرية "المرتدين الذين مدوا الاميركيين بالقوات والقواعد". وقال ان عليهم ان "يستعدوا ليوم الحساب".&واكد الظواهري انه "يبشر المسلمين بفجر جديد من الحرية والعزة سيتم التخلص فيه من عملاء الصليبيين واليهود وترفع فيه راية النبي والاسلام في القدس ومكة والمدينة والقاهرة وبغداد وكابول"، على حد قوله.
واكد وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد الصباح في تصريحات صحفية الخميس ان "دول الخليج تتعرض لمحاولات لزعزعة امنها واستقرارها" مشيرا الى ان "اطرافا خارجية تقف وراء هذه الاعمال الارهابية".&واشار الى ان وزراء داخلية مجلس التعاون ناقشوا سبل مكافحة الاعمال الارهابية "وهناك افكار في هذا الصدد (..) ستعرض على قادة دول مجلس التعاون في مؤتمر القمة".
وعلى الرغم من ذلك من غير المتوقع ان تتبنى القمة الاتفاقية الخليجية لمكافحة الارهاب بسبب اعتراض كويتي على ما يبدو.&&ونقلت صحيفة "الوطن" الكويتية عن وزير الخارجية الكويتي "ان الاتفاقية تحتاج الى مزيد من الدراسة" وان مجلس الامة الكويتي سيدرسها.
والى جانب قضيتي الارهاب والعراق، سيناقش القادة الخليجيون ايضا مسألة مراجعة مناهج التعليم في دول المنطقة التي تنتقدها بعض الدوائر الغربية والاميركية معتبرة انها تساهم في توفير بيئة مناسبة للتطرف.&كما يتوقع ان تنظر القمة في مدى التقدم الذي تم احرازه في مجال التكامل الاقتصادي بين دول المجلس.&ونقلت صحف كويتية عن مصادر دبلوماسية خليجية اثر اجتماع وزراء الخارجية التمهيدي للقمة في الكويت الخميس انه لا يتوقع ان تحقق القمة اي تقدم في اعتماد جواز السفر الموحد او الانتقال بالبطاقة الشخصية بين دول المجلس.