"إيلاف" من القاهرة: وضع أحد المتعاملين مع فضائية "العربية" المحطة التلفزيونية الناشئة في مأزق مهني لا تحسد عليه، إذ تبين أن ان التسجيل الصوتي لاسامة بن لادن الذي بثته "العربية"، واحتفت به، وتناقلته وكالات الأنباء، هو نفسه التسجيل الذي كانت قد بثته فضائية "الجزيرة" في 18 تشرين الاول (اكتوبر) الماضي، وهو الأمر الذي أكدته الفضائية القطرية، وأيدها في ذلك مسؤول أميركي اليوم الأحد الذي أعلن أن التسجيل الصوتي الذى أذاعته قناة العربية الاخبارية لأسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة أمس السبت مكرر وليس جديداً.
ودخلت فضائية "العربية" منافسة مع "الجزيرة" القطرية، لا تخلو من مضمون سياسي، خاصة إذا علمنا أن "العربية"، يمتلك معظم أسهمها رجال أعمال سعوديون، في وقت اتهمت فيه "الجزيرة" بتعمد الإساءة للملكة ومصر والأردن والكويت وبلدان أخرى، كانت أحدثها السودان التي أغلقت أمس مكتب الفضائية القطرية المثيرة للجدل، واتهمتها بترويج الأكاذيب.
ونقلت شبكة (CNN) الإخبارية الأميركية صباح اليوم الاحد عن المسؤول الأميركي تأكيده أن المقاطع التي بثتها فضائية "العربية" بصوت ابن لادن قديمة، حيث أنها كانت قد بثت في تشرين الاول (اكتوبر) الماضي عبر فضائية الجزيرة القطرية.
وشهدت خلال السنوات الماضية ساحة الإعلام الفضائي العربي منافسات طاحنة بين دول ورجال أعمال وإعلاميين من العيار الثقيل حول القنوات الفضائية الجديدة، خاصة بعد حالة الجدل والحراك الإعلامي التي خلقتها فضائية "الجزيرة" القطرية، وكانت قضية تأسيس إعلام أكثر استقلالية وامتداداً على المستوى الاقليمي عنصراً حاسما في حملة التغييرات التي قادها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير قطر، وكان من اول المراسيم التي اصدرها بعد توليه السلطة في عام 1995، اصدار قرار تأسيس "الجزيرة" وفي الوقت ذاته الغاء وزارة الاعلام القطرية، ومنذ ذلك الحين انفقت قطر على المحطة الفضائية مبلغ 150 مليون دولار، ولايزال أمير قطر يدفع تكاليف تشغيلها السنوية التي تتجاوز 30 مليون دولار.
وخلصت دراسة علمية حديثة إلى أن نسبة 69 في المائة من الجمهور ‏العربي يشاهدون الفضائيات لمدة أربع ساعات يوميا و31 في المائة منهم يشاهدونها ‏لمدة ثلاث ساعات يوميا و34.5 في المائة لمدة ساعتين و15 في المائة لمدة ساعة ‏واحدة يوميا فيما بلغت نسبة نمو الذين يقتنون أطباقا لالتقاط البث الفضائية حوالي ‏12 في المائة سنويا.‏
وأعلنت الولايات المتحدة دخولها حلبة المنافسة الفضائية العربية، بتدشين فضائية "الحرة" باللغة العربية، المقرر أن تنطلق مطلع العام القادم، كجزء من مشروع إعلامي تطلقه واشنطن لشرح سياساتها، ومواجهة حال التحريض الذي تمارسه فضائيات عربية مختلفة، في مقدمتها "الجزيرة" ضد كل ما هو أميركي، وهو الموقف الإعلامي المتناقض مع الموقف السياسي لدولة قطر التي تستضيف إلى جانب الفضائية المثيرة للجدل، قيادة القوات العسكرية الأميركية أيضاً.