"إيلاف"&من دمشق: حفل اليوم الأول من اجتماعات اللجنة السورية المصرية العليا التي يترأسها رئيسا وزراء البلدين محمد ناجي عطري وعاطف عبيد بجملة من الأنشطة والاجتماعات كان أبرزها جولة المباحثات المسائية التي عقدت في مقر رئاسة الوزراء السورية.
وأعرب رئيس الوزراء السوري في بداية جلسة المحادثات عن أمله في نجاح المباحثات الثنائية "لأن مصر وسورية كانتا ومازالتا ركيزة العمل العربى المشترك" مستذكرا الوحدة السورية المصرية في نهاية الخمسينيات وخوض البلدين لحرب تشرين سنة 1973. وتطرق رئيس الوزراء السوري إلى الظروف العربية التي تعقد في ظلها المباحثات فقال أن المنطقة تشهد مزيدا من الفوضى والاضطراب والتوترات لاتقتصر تداعيات أحداثها على ما يجرى فى الساحتين الفلسطينية والعراقية فحسب بل تمتد آثارها لتشمل أكثر من بقعة عربية بحيث يبدو للمتأمل فى الواقع العربى أن البلدان العربية وفى ظل غياب الشرعية الدولية وتغليب نزعة التفرد وأحادية القطب ومنطق القوة على منطق القوانين والأعراف والمواثيق الدولية باتت مستهدفة تحت غطاء ذرائع الإرهاب حينا أو الادعاء بامتلاك وتطوير أسلحة الدمار الشامل أحيانا واتخاذ تلك الذرائع الواهية والاتهامات المزيفة وسيلة للتدخل فى شؤونها الداخلية والنيل من استقلالها بما يخدم مصالح إسرائيل ويحقق أغراضها ومطامعها العدوانية.
وانتهز رئيس الوزراء السوري الاجتماع لتجديد دعوة سورية إلى اقامة علاقة متوازنة مع الولايات المتحدة الامريكية علاقة تنهض على اسس التعاون والتفاعل والاحترام المتبادل لادراكها أن لغة الحوار هى الاكثر جدوى وفائدة فى تسوية الخلافات والمنازعات ومعالجة مشكلات المنطقة وازمانها المستعصية والمزمنة.
وذكر عطري بان سورية عبرت فى فترات مختلفة عن شجبها للعنف والارهاب بكل اشكاله وانواعه وقرنت فى ذلك القول بالفعل كما عبرت عن رغبة حقيقية فى اقامة السلام العادل والشامل وفق قرارات مجلس الامن ذات الصلة ومرجعية مدريد ومبدأ الارض مقابل السلام.
واعتبر رئيس الوزراء السوري أن تحقيق الاستقرار فى المنطقة بات متعذرا دون ايجاد حل للمسالة العراقية يضع حدا لمعاناة شعب العراق ويوءكد على حقه فى تقرير مستقبله السياسى بنفسه ويعطى للامم المتحدة دورا حيويا اوسع ولاسيما فى الاشراف على صياغة الدستور والانتخابات ووضع جدول زمنى لانهاء الاحتلال الاجنبى له والاسراع فى نقل السلطة إلى الشعب العراقى بما يمكنه من استعادة حقوق السيادة على ارضه ويحقق المساواة بين مختلف اطيافه السياسية والاجتماعية والحفاظ على استقلال العراق ووحدته ارضا وشعبا.
واوضح عطري من جانب اخر أن الاجتماعات السورية المصري الحالية ستحفل بالعديد من الموضوعات والافكار والمقترحات ومشاريع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وبروتوكولات التعاون والبرامج التنفيذية التى من شأنها أن تعزز علاقات التعاون السورى المصرى فى مجالات التبادل التجاري والمالي والمصرفي والجمارك والمناطق الحرة ومجالات الصحة والزراعة والطاقة والنفط والكهرباء والثقافة والتعليم العالي والتربية والاعلام اضافة إلى ميادين التعاون الاخرى على صعيد قطاعات الصناعة والسياحة والاسكان والتعمير والبريد والاتصالاتوالنقل والطرق والجسور وتشجيع الاستثماروتفعيل دور رجال الاعمال والفعاليات الاقتصادية الخاصة فى كلا البلدين من جانبه قال رئيس الوزراء المصري عاطف عبيد أن الظروف التي تتعرض لها المنطقة العربية بالغة الشدة ومليئة بالتحديات الجسيمة التي تتطلب اقصى درجات اليقظة التوحد والابتعاد عن اسباب الفرقة والانقسام واشار عبيد إلى أن مصرأعربت عن ارتياحها لتشكيل مجلس الحكم الانتقالى فى العراق باعتباره بداية لاستقرار الاوضاع فى العراق وتطالب مصر كافة ابناء الشعب العراقى بالتوحد وتغليب المصلحة العراقية العليا على اية مصالح طائفية ونأمل أن يستعيد العراق قوته وامنه وان يشارك بموارده وقدراته فى تحقيق الاستقرار فى المنطقة.
وفي ختام حديثه أعرب عبيد عن أمله في أن تحقق اعمال الدورة الثانية عشر للجنة العليا المشتركة السورية المصرية نقلة نوعية لمستوى العلاقات المصرية السورية فى كافة المجالات الانتاجية والتجارية والاستثمارية اضافة إلى مجالات التعاون العلمى والتقني والثقافي والفني.