"إيلاف"&من القاهرة: في زيارة هي الرابعة له خلال هذا العام، وفي إطار تحرك سياسي حثيث تشهده المنطقة، يصل في وقت لاحق اليوم الأربعاء الرئيس السوري بشار الأسد على رأس وفد رسمي رفيع إلى منتجع شرم الشيخ المصري في زيارة قصيرة تستغرق عدة ساعات، يجري خلالها محادثات، وصفت بالمهمة، مع الرئيس المصري حسني مبارك.
وبعيداً عن الأنباء الرسمية التي وصفت مباحثات مبارك والاسد بأنها "تأتي في اطار المشاورات والاتصالات المستمرة التي يجريها الرئيس المصري مع القادة العرب، من اجل تنسيق المواقف العربية المشتركة تجاه القضايا التي تهم الامة العربية بما يساعد علي تعزيزالصف العربي، خاصة بعد التطورات الاخيرة في العراق والمستجدات المتسارعة علي صعيد عمليات السلام في الشرق الأوسط"، فقد علمت (إيلاف) من مصادر دبلوماسية عربية وغربية متطابقة في القاهرة أن محادثات الرئيسين المصري والسوري، مرتبطة بصورة أو أخرى بتطورين مهمين وثيقي الصلة بالشأن السوري والإقليمي، وهما توقيع الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش على قانون محاسبة سورية مؤخراً، والخطوة التي أقدمت عليها ليبيا فجأة باعترافها بمحاولة تطوير أسلحة دمار شامل واستعدادها لتدميرها وخضوعها للتفتيش الدولي المفاجئ.
ومن هنا أشارت ذات المصادر إلى أن هناك مقترحات يجري بحثها، بأن تقدم سورية على خطوة مماثلة لكن من خلال ضمانات تسعى القاهرة، وربما أطراف عربية وأوروبية أخرى، للحصول عليها من واشنطن، قبل أن تعلن دمشق تخليها عن أسلحتها المزعومة، خاصة وأن الوضع السوري يختلف كثيراً عنه في ليبيا، باعتبار أن سورية من دول المواجهة مع إسرائيل التي تحتفظ بترسانة ضخمة من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل، وأن هناك أرضاً سورية مازالت تحتلها إسرائيل حتى الآن، مما يزيد المشهد السياسي تعقيداً، ويهدد بخلل فادح في موازين القوى في المنطقة.
وكان محمد ناجي عطري رئيس الوزراء السوري قد رد على سؤال حول دعوة العقيد الليبي معمر القذافي لسورية بالتخلي عن أسلحة الدمار الشامل بأنه "لا تعليق"، غير أنه استدرك قائلاً، إن سورية من أولى الدول التي طالبت بنزع أسلحة الدمار الشامل في المنطقة، وأنها تطالب باعتبار إسرائيل طرفا في معادلة نزع أسلحة الدمار الشامل من المنطقة.
وهكذا تتماهى هذه المعلومات التي حصلت عليها (إيلاف) بشأن أسلحة سورية المزعومة، وتقارير صحافية غربية، كان أبرزها ما نشرته أمس صحيفة "الغارديان" البريطانية التي تحدثت عن تحرك أوروبي في هذا الاتجاه تقوده ألمانيا وفرنسا.
وتتخذ مصر مواقف مؤيدة لسورية، إذ سيق أن أيدت القاهرة دعوة دمشق هذا الشهر إلى استئناف المفاوضات مع اسرائيل. وقال مبارك للصحافيين حينئذ إن استعداد سورية للعودة إلى مائدة التفاوض مع اسرائيل يمثل فرصة لاحياء عملية السلام وإن على واشنطن ان تساعد في هذا الاتجاه.
وكان الاسد قد ناشد واشنطن في مقابلة صحفية استخدام نفوذها في استئناف المفاوضات بين اسرائيل وسورية، ويذكر في هذا السياق أن المحادثات بين البلدين كانت قد انهارت قبل نحو أربع سنوات بسبب الخلاف على مرتفعات الجولان التي تحتلها اسرائيل منذ حرب 1967.
هذا ويرافق الرئيس السوري بشارالاسد في هذه الزيارة القصيرة إلى مصر، وفد رفيع المستوى، يضم عبد الحليم خدام نائب الرئيس، وفاروق الشرع وزير الخارجية.
جدير بالذكر أن لجنة عليا مشتركة بين سورية ومصر، اختتمت أعمالها أمس برئاسة الدكتور عاطف عبيد رئيس الوزراء المصري، ونظيره السوري محمد ناجي عطري، أسفرت عن التوقيع على عدد من الاتفاقات والبروتوكولات ومذكرات التفاهم.