الرباط: مع إقتراب كل موسم حج أو عمرة ترتفع في المغرب وتيرة الاحتجاجات ضد عدد من وكالات الاسفار التي تتهم بالتحايل والنصب على الحجاج والمعتمرين وتلقي أموال ثم تتركهم في النهاية ينتظرون في المطارات أو على أبواب هذه الوكالات, في إنتظار حل ما إما بالتعويض أو مقابل تسفيرهم إلى الديار المقدسة في العام الموالي.
وتوجد في المغرب العشرات من وكالات الأسفار التي تعتبر من مروجي رحلات الحج والعمرة, عدد منها يتم معاقبته كل عام من طرف السلطات المغربية بسبب الإخلال بالواجب أو بسبب الشكاوى التي يقدمها الحجاج ضد هذه الوكالات حتى بعد تسفيرهم إلى الحج.
وتكمن أهمية هذه الوكالات في تنظيم رحلات الحج والعمرة إلى كونها تشرف سنويا على سفر عشرة الآف حاج, بحيث يتم اقتسام هذا العد بالتساوي بين وكالات الأسفار بإشراف وزارة السياحة ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.
وتعترف وزارة السياحة المغربية المشرفة على هذا القطاع بوجود عدد من حالات النصب والاحتيال من طرف عدد من هذه الوكالات على الحجاج, غير أنها تقول إن منح أية وكالة مهمة سفر الحجاج والمعتمرين تتم بناء على توفر عدد من الشروط لدى هذه الوكالات وأولها عدم خرق هذه الوكالات لأي بند من البنود أو شرط من الشروط المعمول بها في هذا المجال.
وفي السنة الماضية تم ولأول مرة سحب رخص خمس من هذه الوكالات بشكل نهائي بعد تقرير لجنة وزارية تشرف على سير عمليات الحج والعمرة. وكان هذا الإجراء حدثا استثنائيا لأن العقوبات الإدارية التي تتخذ من طرف وزارة السياحة في حق هذه الوكالات لا تتعدى الغرامة المالية أو السحب المؤقت لرخصة مزاولة هذه المهنة, وفي حالات نادرة جدا يتم السحب النهائي للرخصة.
وبعكس عمليات السفر إلى الحج, فإن السفر لأداء مناسك العمرة غير مقننة ولا تخضع لقوانين واضحة في المغرب بحيث يعتبر السفر إلى العمرة سفرا عاديا يتم تنظيمه مثل باقي الرحلات والأسفار العادية مما يجعل هامش الاحتيال واسعا أمام عدد من وكالات الأسفار.
ورغم اعتراف الوزارة على تكرّر حالات النصب والأحتيال كل عام يكون ضحيتها المئات من الحجاج والمعتمرين المغاربة, إلا أن هذا لم يمنع من ارتفاع ملحوظ في عدد عمليات الاحتيال, حيث صار من المعتاد كل عام أن يقف العشرات من المغاربة الذين أدوا مصاريف التنقل إلى الحج او العمرة أمام وكالات الأسفار في عدد من المدن المغربية من أجل الإحتجاج وإثارة انتباه المسؤولين المغاربة إلى تكرار مثل هذه العمليات.
وتثير عمليات تجمع الحجاج, أو الذين كانوا ينوون الحج أمام وكالات الاسفار المعنية وهم يرتدون ملابس الحج البيضاء مشاعر متناقضة تبعث على الشفقة والسخرية في آن. ففي الوقت الذي كان من المفترض ان يقفوا بملابسهم البيضاء بجبل عرفة او حول الكعبة او في المسجد الحرام, فإنهم يقفون بالعشرات أمام أبواب وكالات الأسفار التي احتالت عليهم وحولت حجهم إلى جحيم.
التعليقات