"إيلاف" من صنعاء: لازالت أصداء المؤتمر الطلابي لاتحاد طلاب اليمن بجامعة صنعاء تتواصل على الصعيدين الأمني والسياسي فبينما تستمر الاعتقالات في صفوف اتحاد الطلاب، أعلن رئيس الوزراء عبد القادر باجمال في ختام المؤتمر الرابع عشر لقادة وزارة الداخلية والأمن، "إن ما حدث في جامعة صنعاء لا ينتمي الى السلوك السوي ولا يعبر عن حرص هؤلاء على الوحدة الوطنية والاجتماعية في أوساط الطلاب ".
وأشار باجمال إلى أن الحكومة ستقوم بواجباتها للتصدي لهذا السلوك ومحاسبة الذين قاموا بخرق القانون والنظام ولجأوا إلى العنف ووسائل الإرهاب ضد رجال الشرطة، ولما قاموا به من فرض نفوذهم عن طريق استخدام وسائل القوة وإثارة الرعب لدى الطلاب والأساتذة وكسر حرمة الجامعة وحرمها الذي ينبغي أن يتمتع بالحماية الكاملة ومنع أي فوضى داخله.
واتهم باجمال أحزاب سياسية قال إنها تقف وراء هذه الأعمال مطالبا هذه الأحزاب بعدم السماح لما وصفه بالإرهاب وعدم تكراره أو الدفاع عنه.
من جانبه كشف الدكتور احمد الكبسي أستاذ العلوم السياسية ونائب رئيس جامعة صنعاء للشؤون الأكاديمية حقيقة ماحدث قائلا ان مجموعة من "الفوضويين" حاولوا عقد انتخابات غير شرعية دون الحصول على الإذن من نيابة شؤون الطلاب او وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، مغتنمين انشغال الطلاب بالامتحانات.
وأضاف الكبسي ان هذه المجموعة دخلت الحرم الجامعي من الأبواب الخلفية واعتدوا على الحرس الجامعي بالضرب وجردوهم من أسلحتهم وكسروا أبواب القاعات واحتجزوا مجموعة من الطالبات وتفوهوا بكلمات غير لائقة من السب والشتم ثم احتلوا القاعة وكانوا يرددون "الله اكبر". و"الجهاد".
وأكد الدكتور الكبسي ان الجامعة تعاملت بحسم وشكلت لجنة للتحقيق برئاسة الدكتور خالد طميم نائب رئيس الجامعة لشؤون الطلاب والتي ستقدم تقريرها خلال خمسة ايام لاتخاذ الإجراءات القانونية بشأن المخالفات التي ارتكبت ومنها اقتحام الحرم الجامعي وحيازة السلاح واستخدام القنابل المسيلة للدموع وإرهاب الطالبات وإتلاف الممتلكات العامة حيث سيقرر المجلس التأديبي العقوبات المناسبة لمثل هذه الحالات.
من جانبها استنكرت وزارة الشئون الاجتماعية والعمل هذا الأحداث واعتبرتها خرقاً صارخاً للقوانين والاتفاقات الموقعة ومحاولة يائسة لتمزيق الحركة الطلابية داخل الجامعة.
وقال علي صالح عبدالله، وكيل الوزارة، إن الاجتماع الذي دعت إليه مجموعات طلابية تنتمي لحزب الإصلاح يعتبر تجاوزا للقوانين بفرض إرادة القوة لإثارة الفتن والعنف في أوساط الحركة الطلابية وبطريقة لا يقبلها منطق.
وأضاف إن الوزارة بصدد إعداد ملف بحوادث عنف متكررة ارتكبها مثيرو الشغب والعنف تحت مظلة " غير شرعية " تسمى اتحاد طلاب اليمن الذي لم تجري انتخابات له حتى الآن وإحالته إلى القضاء.
مشيراً إلى أن وزارة الشؤون الاجتماعية، الجهة المخولة بالإشراف على الدعوة لانتخابات الاتحادات والنقابات، تستنكر ما حدث من أعمال مؤسفة وإصرار البعض على ثقافة العنف والتطرف وتجاوز القوانين بالدعوة إلى اجتماعات دون تبليغ أو إشعار الوزارة بذلك، مؤكداً عدم تلقي الوزارة لأي بلاغ من هذه المجاميع الطلابية لعقد اجتماع لتحديد موعد الانتخابات.
وعلى الجانب الاخر قالت مصادر في اتحاد طلاب اليمن إن السلطات الأمنية لازالت تشن حملة اعتقالات واسعة في صفوف ناشطيه أثناء تواجدهم في كلياتهم الجامعية عند الدوام الدراسي مستخدما أسلوب الخطف.
وقال مسؤول بارز في اتحاد الطلبة في تصريح لـموقع "الصحوة نت" الناطق باسم التجمع اليمني للإصلاح، وهو التنظيم الذي يتبعه الاتحاد، إن المخابرات اعتقلت رئيس اتحاد كلية الإعلام عبد الهادي العديني ورئيس اتحاد كلية الهندسة وعضو اللجنة التحضيرية لانتخابات الفترة القادمة صالح الهياشي وثالث اخر يعد أحد ناشطي الاتحاد في كلية الشريعة والقانون واسمه وليد العمري مشيرا إلى أن المعتقلين من ناشطي الاتحاد بلغ عددهم إلى الآن سبعة طلاب.
وانتقدت مصادر سياسية وحقوقية وقانونية أسلوب الاختطافات والاعتقالات الذي تقوم به المخابرات اليمنية في صفوف الطلاب مؤكدة أن ذلك الأسلوب هو بداية لعسكرة الجامعات وانتهاكا لحقوق وحريات الطلاب.
وبينما استغربت أوساط طلابية وقانونية عملية الاختطاف من قبل أفراد الأمن السياسي والاعتداء على حرمة الجامعة وانتهاك حريات الطلاب استنكرت إقدام الأجهزة الأمنية على التعدي على الطلاب داخل حرم الجامعة واختطاف القيادات النقابية إلى أقسام الشرطة.
وفي تطور لاحق بعثت قيادات الاتحاد في وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء رسالة عتب بالفاكس إلى منزل رئيس الحكومة عبد القادر باجمال على ما وجهه لهم من "اتهام بالإرهاب والفوضوية".. وعبرت عن دهشة الطلاب من انجرار رئيس الحكومة الى الدفاع عن "ملاحقات واعتقالات لقيادات الاتحاد في الحرم الجامعي وخارجه كما يلاحق المجرمون" واصفين تلك الإجراءات بأنها " تتنافى مع أبسط أساسيات وقواعد الديمقراطية "، منوهين بأن ذلك يحدث واليمن يستعد "لاستضافة مؤتمر دولي عن الديمقراطية".
وأضافوا موجهين ملاحظاتهم لبا جمال: "إن أقل ما ننتظره منكم كرئيس للحكومة هو أن تتأكدوا من صحة ما ينقل إليكم من معلومات وان تحاسبوا كل من يحاول تأجيج الفتنة بممارساته الخاطئة وتصريحاته الكاذبة التي تسيء إلى بلادنا وشعبنا ونظامنا السياسي"، مؤكدين أنهم سيمارسون حقوقهم "الديمقراطية في ظل الشرعية الدستورية والتوجهات الديمقراطية العالمية".
وكان مصدر مسؤول في الاتحاد العام لطلاب اليمن قد قال إن المختطفين من ناشطيه ارتفع إلى 8 طلاب عقب التأكد من اعتقال سلطات الأمن رئيس اتحاد كلية اللغات أمين الفقيه واعتقال الطالب احمد عرمان من ذات الكلية. وحذر المصدر من أي إجراء يتخذ ضد ناشطيه، مؤكدا أن عمليات الإختطاف لناشطيه خارجة عن القانون والدستور وجاءت بعد توصية المؤتمر الختامي للاتحاد الذي عقد أمس بضرورة توسعة الهامش الديمقراطي وإتاحة المجال أمام الفعاليات الطلابية للتعبير عن حقوقها.
التعليقات