"إيلاف"&من برلين: لا يساند غرنوت إرلر نائب رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الإشتراكي الديمقراطي الحاكم في ألمانيا والخبير في الشؤون الأمنية، أقوال بعض خبراء الأسلحة الأوروبيين بأن الرئيس الليبي معمر القذافي تنازل عن برامج نووية لا يملكها في الحقيقة، فالتصريحات التي توبعت تدل على عكس ذلك.
لكنه يرى الكثير من المنطق في قول بعض السياسيين الألمان إن الحرب في العراق قد تكون الدافع وراء تليين موقفه والقبول بفرق التفتيش التابعة للمنظمة الدولية للطاقة النووية.
رغم ذلك لا يريد إتخاذ موقف مسبق بل الإنتظار بعض الوقت إلى حين سفر موظفي هذه المنظمة إلى ليبيا والإعلان عن ما سوف يعثرون عليه.
وحسب تصريح إرلر لإحدى الإذاعات الألمانية فإن الزعيم الليبي حاول منذ سنوات البحث عن إمكانية إتصال مع الغرب والمجتمع الدولي عبر تعامله مثلا مع قضية طائرة لوكربي ودفعه تعويضات لضحاياها.
وقد يكون وراء تصرفه هذا عقلية الثوري القديم الذي يريد مواصلة الحفاظ على مكاسبه للأجيال المقبلة أيضا.
ولا يريد السياسي الإشتراكي وصف القذافي اليوم بالمسالم "لأن العالم لم ينس بعد الإرهاب والآلام التي سببها، لكن مبادرته مؤخرا إخضاع برامجه النووية للمراقبة الدولية قد تكون فرصة جديدة وتحولا حقيقيا نابعا عن قناعة داخلية".
وفي رأيه:" بناء على خبراتنا بقدرات منظمة الطاقة الذرية يمكننا الطمأنينة على الأقل بأن إمكانية ليبيا لإنتاج السلاح النووي لن تتوفر بعد ذلك أو أن كل المعدات التي تملكها قد أزيلت أو أصبحت تحت المراقبة الدولية".
ومن وجهة نظره فقد يؤدي الموقف الليبي إضافة إلى القرار الإيراني سابقا، إلى عزل الدول الرافضة حتى الآن للتعاون مع المنظمة الدولية للطاقة النووية والمتمسكة ببرامجها النووية مثل كوريا الشمالية.
وفسر السياسي الألماني بشكل بعيد عن المنطق، لجوء المجتمع الدولي إلى معيار خاص عند التحدث عن قضية حظر امتلاك إسرائيل للسلاح الفتاك بالقول:"السبب في ذلك يعود إلى فرض المجتمع الدولي على نفسه طواعية منعا&لطرح هذا الموضوع أو مناقشته لوجود تخمينات غير خطية تشير إلى خطر مباشر من دول عربية متطرفة مجاورة لإسرائيل تملك برامج وأسلحة نووية، لذا على الدولة العبرية حماية نفسها ومنحها ما يسمى بحق البقاء والدفاع عن نفسها".
عدا عن ذلك هناك الحماية الأميركية التي لا تصدّ فقط كل سؤال يتعلق بقضية برامج إسرائيل النووية بل وتعيق بكل بساطة معالجة الأمم المتحدة له باللجوء إلى الفيتو.
وردا على السؤال حول الموقف الألماني من قضية السلاح النووي الإسرائيلي رد غرنوت إرلر بأن بلاده قد تكون المتحدث المستبعد للتطرق إلى هذه القضية بسبب خلفيتها التاريخية.
لكن عندما يأتي يوم وتلتزم كل دول العالم بمعاهدة حظر أسلحة الدمار فإن ذلك سيؤدي بالطبع إلى بروز أجواء سياسية تنهي زمن تحريم الحديث عن ما تملكه إسرائيل من سلاح خطير.
التعليقات