"إيلاف"&من لندن: في الوقت الذي واصلت فيه وزارة الخارجية البريطانية تحذيراتها على مدى اليومين الماضيين من زيارة بعض الدول العربية والإسلامية وخصت بذلك دولة البحرين خشية تعرضهم لهجمات إرهابية محتملة، فإنها كشفت النقاب بالمقابل عن أنها ستقفل أو تنقل مقار عدد كبير من بعثاتها الدبلوماسية المنتشرة في العالم والبالغ عددها حوالى 230 بعثة.
والتحذير الذي وجهته وزارة الخارجية البريطانية يجيء في الوقت الذي توجه فيه مئات من البريطانيين إلى المنامة لقضاء إجازة أعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة، وهو يتزامن مع تحذير مماثل وجهته الحكومة الأميركية لمواطنيها في هذا البلد الخليجي الصغير الذي يستضيف مقر قيادة الأسطول الخامس الأميركي.
ويخشى دبلوماسيون بريطانيون من أن مصالح غربية وكذلك وطنية قد تكون عرضة لهجمات إرهابية محتملة من جانب شبكة "القاعدة" في مملكة البحرين التي تعتبر من أهم حلفاء الغرب، وخصوصا مباني السفارات أو الشركات أو الفنادق التي يؤمها كثير من الزوار البريطانيين والأميركيين والسعوديين، حيث تتوفر فيها وسائل الترفيه أكثر من المملكة العربية السعودية المجاورة.
وإلى ذلك، فإن صحيفة "التايمز" البريطانية قالت اليوم أن وزارة الخارجية البريطانية تجري تقييما شاملا لأوضاع مقار البعثات الدبلوماسية البريطانية في الخارج، حيث يحتمل نقل بعض هذه البعثات أو إلغاؤها إما لخشية تعرض بعضها لأعمال إرهابية على غرار ما جرى للقنصلية العامة في اسطنبول قبل أسابيع، أو لأن بعض مباني هذه البعثات تقادمت عليه السنين وأصبح آيلا للسقوط.
ومن ضمن هذه البعثات، كما ذكرت مصادر وزارة الخارجية مبنى السفارة البريطانية في بغداد، وهي أعيد افتتاحها مرتين في الشهور الماضية، مرة منها في إبريل (نيسان) حين سقط الحكم هناك واحتلت قوات التحالف العاصمة العراقية ، ثم أغلقت وأعيد افتتاحها في أغسطس (آب) الماضي ثانية.
وتقول هذه المصادر أنه فضلا عن خشية تعرض السفارة إلى هجمات من جانب المقاومة العراقية، فإن هذا المبنى اصبح قديما وهو بحاجة إلى إعادة تعمير قد يكلف ملايين الجنيهات، فهو واحد من أقدم مباني العاصمة العراقية على ضفاف نهر دجلة، وسبق له تاريخيا أن كان قصرا للوالي العثماني في بغداد لعدة قرون خلت حتى زوال السلطنة العثمانية في الحرب العالمية الأولى.
وتشمل قائمة الغلق أو نقل المقر سفارات بريطانيا في اليمن، حيث التهديدات مستمرة بشن عمليات إرهابية والسفارة في جاكرتا ومبنى القنصلية العامة في بالي هذه الجزيرة السياحية التي تعرضت لهجوم إرهابي دام قبل أكثر من عام.
وكانت بريطانيا نقلت مقر بعثتها الدبلوماسية في العاصمة التونسية إلى مكان أحدث وأكثر أمنا، كما أنها حصنت أمنيا مقار بعثاتها الدبلوماسية في عواصم أوروبية عديدة مثل أثينا وبروكسل وروما ومدريد، كما أنها كانت أغلقت لفترة محدودة سفارتها قبل نحو أسبوعين في العاصمة البلغارية صوفيا خشية هجوم إرهابي.
التعليقات