"إيلاف"&من لندن: بدأ العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وزوجته الملكة رانيا العبد الله وأنجالهما الثلاثة (ولد وابنتان) إجازة خاصة في بريطانيا اليوم بمناسبة أعياد رأس السنة الميلادية الجديدة، حيث&اعتادت الأسرة الملكية الأردنية قضاءها منذ اعتلاء الملك عبد الله العرش في العام 1999 ، والملك زائر دائم كعادة والده الراحل الملك الحسين بن طلال لبريطانيا.
ولا يعتقد أن تكون هنالك نشاطات سياسية مهمة للعاهل الأردني على هامش الزيارة الخاصة، خصوصا وان غالبية المسؤولين البريطانيين يقضون إجازاتهم في خارج المملكة المتحدة وعلى رأسهم رئيس الوزراء توني بلير الذي يقضي هو الآخر إجازة خاصة مع عائلته في مدينة الأقصر المصرية.
وكان الملك الأردني هنأ بطريقته الخاصة أبناء الطوائف المسيحية الأردنيين بمناسبة الاحتفال بعيد الميلاد، موفدا رئيس وزرائه فيصل بن عاكف الفايز إلى مقار جميع تلك الطوائف لمشاركتهم الحفل الديني السنوي ومهنئا باسم الملك والشعب الأردني، ويشكل المسيحيون ما نسبته 9 بالمائة من عموم تعداد الشعب الأردني، وهم حاصلون على جميع الحقوق الدينية والسياسية في المملكة الهاشمية.
وهنالك وزراء مسيحيون في الحكومة، كما أنهم ينافسون على مقاعد في البرلمان حسب تواجدهم في المناطق الانتخابية الأردنية، كما أن الملك عين عديدا منهم أعضاء في مجلس الأعيان (الغرفة الأعلى في مجلس الأمة الأردني)، وهنالك قضاة في الجهاز القضائي المدني وغير ذلك من مؤسسات المجتمع المدني والتشريعي الأردني.
وفي بادرة غير مسبوقة، وجه الشيخ عزالدين الخطيب التميمي المفتي العام للمكلة ومستشار الملك لشؤون الدينية خطابا أذيع على شاشة التلفزيون والإذاعة الرسمية ونشرته جميع الصحف تهنئة إلى مختلف الطوائف المسيحية التي تحتفل بعيد الميلاد.
وفي إجازته الخاصة التي تمتد إلى ما بعد الأول من يناير (كانون الثاني) المقبل، فإن العاهل الهاشمي، يبتعد قليلا عن الهم الداخلي تاركا لحكومته تسيير شؤون البلاد وخصوصا أنها حازت على ثقة متفردة عن غيرها من الحكومات من جانب برلمان يعتبر عنيدا في كل المواصفات.
كما أن الإجازة الراهنة، تبعد الملك ليكون مع أسرته الصغيرة، بعيدا عن همين كبيرين يعيشهما الأردن على الدوام، وهما مسالة العراق وتقرير مصير هذا البلد العربي سياسيا في ظل الاحتلال ومحاولات انتقال السلطة على الشعب العراقي عبر أسس ديموقراطية سليمة تكفل الحرية للجميع والاتفاق على مستقبل موحد لجميع المتناحرين طائفيا وسياسيا وعرقيا.
أما الهم الثاني، فهو على الكتف الغربي وهو متعلق بالمسالة الفلسطينية والمحاولات الشاقة للوصول على تفاهم مع الجانب الإسرائيلي على صيغة تكفل البدء بتنفيذ هادئ لخطة (خريطة الطريق) السلمية التي تكفل حلا نهائيا للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وكان العاهل الهاشمي حمل هذين الهمين في زيارته الأخيرة لواشنطن وهي كانت الزيارة السابعة من نوعها للولايات المتحدة منذ اعتلائه العرش، ويبدو أن الملك عاد بقناعات تجعله "أكثر اطمئنانا على أن أن الأمور تسير بمستواها المطلوب خصوصا وأن الإدارة الأميركية شددت لمرات على أنها ستعطي السلطة للعراقيين في شهر يوليو (تموز) المقبل، وأنها عازمة على جمع النقيضين الفلسطيني والإسرائيلي في أقرب الآجال للشروع في تنفيذ ما تتطلبه خريطة الطريق.